هل تستطيع “حرب المصطلحات” إنقاذ السعودية من تعويض شعب اليمن؟
تمتد يد الأمم المتحدة لإنقاذ السعودية من الغرق في اليمن بشكل واضح، ومصيرها على ما يبدو الفشل وفقا لمراقبين.
فبعد قرابة تسعة أعوام من حرب التحالف على اليمن، تعود الأمم المتحدة لإطلاق مصطلحات مضللة حول حرب اليمن بالادعاء أن ” الحرب تدور بين أطراف يمنية” والتي كررها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، خلال لقائه ديبلوماسيين سعوديين وأجانب اليوم الاثنين في الرياض، متجاهلاً حقيقة أن الحرب على اليمن هي حرب دولية.
تعي الأمم المتحدة ومبعوثها حجم التبعات القانونية لتدخل السعودية والإمارات عسكرياً، وما يترتب على ذلك التدخل من التزامات قانونية تجاه اليمن، وعلى رأسها حق شعب اليمن بالتعويض عن كل ما لحقه من خسائر بشرية ومادية. وهي مسألة تحاول السعودية التنصل عنها بادعاء دور الوسيط في الحرب على اليمن.
ويعتقد مراقبون أن الولايات المتحدة ودول الغرب، ليست حريصة على مساعدة السعودية على التنصل من التزامات التعويض لليمن، بقدر حرص تلك الدول على إبقاء الأبواب مفتوحة أمام فرص ابتزاز أموال النفط السعودية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن، وقياساً بحالة الإذلال التي تعرضت لها الرياض إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي على يد المخابرات السعودية، يمكن القول أن المملكة مقبلة على شوط طويل من الملاحقات القانونية على خلفية جرائم التحالف بحق المدنيين في اليمن، سواء جرائم القصف أو جرائم حرب التجويع التي تحدث بشكل يتنافى مع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بشهادة خبراء الأمم المتحدة وفريق الخبراء الدوليين والإقليميين الذي تم إيقافه بضغوط سعودية إماراتية في يوليو العام الماضي. بعد أن طالب ذلك الفريق بإحالة ملف اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في اليمن.
ورغم الفرصة التي حصلت عليها السعودية من خلال إمكانية بحث ملف التسوية بين صنعاء والرياض، بعيداً عن أروقة المحاكم الدولية، إلا أن الولايات المتحدة تدخلت لتمنع السعودية من التوقيع على تفاهمات السلام التي تم التوصل إليها مع صنعاء، حيث كان رفض قضية التعويضات لليمن على رأس البنود التي تم منع الرياض من توقيعها.
ويرى مراقبون أن السعودية التي خاضت حربها على اليمن دون أصدقاء ناصحين، لا زالت عاجزة مترددة عن المضي باتفاق سلام يراعي مصالح الجميع بسبب عدم الاستماع لصوت العقل، حيث يبدو أن التخبط الذي رافق السعودية منذ الأيام الأولى للحرب على اليمن، لايزال يصاحب الأداء السعودي في التوجه المتردد نحو السلام مع اليمن.