مؤشرات التعنت السعوديّ تستمر بالتصاعد

 تواصل الولاياتُ المتحدة الأمريكية تحَركاتِها لعرقلة مسار السلام العادل، والدفع نحو مواصلة العدوان والحصار وحرمان الشعب اليمني من حقوقه وعائدات ثرواته الوطنية، في الوقت الذي يواصلُ فيه النظامُ السعوديّ التعبيرَ عن تجاوُبِه مع تلك التحَرّكات العدائية، من خلال تبني دعايات ومواقف البيت الأبيض؛ الأمرُ الذي يهدِّدُ مستقبلَ جهود الحل، خُصُوصاً في ظل تحذيرات القيادة الوطنية من نفاد الصبر.

وأعلن مستشارُ الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، قبل أَيَّـام، أن مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية، باربرا ليف، انضمَّا إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الموجودِ حَـاليًّا في الرياض؛ لمناقشة الملف اليمني؛ وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا جديدًا على إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على عرقلة جهود السلام، حَيثُ ترفُضُ واشنطن بشكل معلَنٍ تنفيذَ المطالب الرئيسية التي تضمن التقدم نحو السلام، وعلى رأسها رفع الحصار وصرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز.

وقال سوليفان: إن الولايات المتحدة تسعى “لتعميق الهُدنة في اليمن” بحسب وصفه؛ وهو ما يؤكّـدُ حرصَ واشنطن على ضمان كسب المزيد من الوقت وإطالة أمد حالة خفض التصعيد فقط، وليس الدفع نحو حلول عاجلة تنهي معاناةَ الشعب اليمني.

وطيلةَ فترة خفض التصعيد، عملت الولاياتُ المتحدة بشكل معلَنٍ على عرقلة جهود الحل التي ترعاها الوساطة العُمانية، وذلك من خلال رفض الموافقة على المطالِبِ الشعبيّة المشروعة المتمثلة بتخصيص إيرادات النفط والغاز لمرتبات الموظفين والخدمات، ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات، حَيثُ اعتبرت واشنطن هذه المطالِبَ بأنها “مستحيلة” و”غير واقعية” وربطتها باشتراطات سياسية، أبرزُها التفاوُضُ مع المرتزِقة بدلًا عن النظام السعوديّ.

وقام البيتُ الأبيض بإرسال مستشاره للأمن القومي، جيل سوليفان، ومبعوثه، تيم ليندركينغ، إلى الرياض أكثرَ من مرة؛ لتوجيه النظام السعوديّ بمواصَلة التعنت والمراوغة ورفض التجاوب مع استحقاقات الشعب اليمني، وإفشال ما تم تحقيقه من تفاهمات عبر الوسيط العماني؛ الأمر الذي جعل الزيارةَ الجديدة للوفد الأمريكي مؤشرًا سلبيًّا إضافيًّا.

وبالتزامُنِ مع زيارة الوفد الأمريكي، جدّد النظامُ السعوديّ التعبيرَ عن التزامه بموقف الولايات المتحدة العدائي بشأن استحقاقات الشعب اليمني ومتطلبات السلام العادل، حَيثُ نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعوديّة، الجمعة، تصريحاتٍ للأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي للشؤون السياسية والتفاوضية، السعوديّ عبد العزيز العويشق، اتهم فيها صنعاءَ بأنها لم تنفذ التزاماتِ ما وصفه بـ”الهُدنة” وزعم أن استحقاقات صرف المرتبات ورفع الحصار تمثل “سقفًا مرتفعًا للمطالب”.

وحاول الدبلوماسي السعوديّ أن يقدم النظام السعوديّ في دور “الوسيط” و”الداعم” لليمنيين، حَيثُ حاول تصويرَ الصراع وكأنه يدورُ بين صنعاء وحكومة المرتزِقة فقط.

وذهب العويشق إلى أبعدَ من ذلك، حَيثُ دعا حكومةَ المرتزِقة و”شُركاءَها”، حسب وصفه، إلى إيجادِ “طرق سرية” لاستئناف تهريب ونهب الثروة الوطنية إلى الخارج، وتوحيد صفوف فصائل الخونة ضد صنعاء.

 

وتترجمُ هذه التصريحاتُ بشكل واضح استمرارَ استجابة النظام السعوديّ للتوجُّـهات الأمريكية الرافضة لمعالجة المِلف الإنساني وتخفيف معاناة الشعب اليمني، حَيثُ يتطابقُ حديثُ العويشق بشكل كامل مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يؤكّـدون بشكل متكرّر على التمسك بشرطِ التفاوض مع المرتزِقة، ويعتبرون الاستحقاقاتِ الإنسانية مطالِبَ “مستحيلةً”.

وكان قائدُ الثورة، السيدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أشار في وقت سابق إلى أن السعوديّةَ والإمارات تواصلان الخضوعَ للرغبات الأمريكية برغم إدراكِهما لكلفةِ الاستمرار بالعدوان والحصار، محذِّرًا من أن استمرارَ الانصياع لتلك الرغبات ستكون له عواقبُ وخيمة.

قد يعجبك ايضا