الوسطاءُ يغادرون.. وصنعاء تؤكد: استمرار الوضع الراهن غير مقبول
غادَرَ وفد الوساطة العُمانية صنعاء برفقةِ رئيسِ الوفد الوطني إلى العاصمة العمانية مسقط، بعد إتمام أعمال الزيارة التي تضمنت لقاءً مع رئيس الجمهورية، أكّـد فيه على أن صبرَ صنعاء شارَف على الانتهاء، وأنه ليس من المقبول الاستمرار بحالة المماطلة وتحويل الاستحقاقات الإنسانية إلى أوراق مساومة، كما حذر من أن إصرار دول العدوان على المراوغة سيعود عليها بعواقب سلبية.
والتقى الرئيس مهدي المشاط، الوسطاء في دار الرئاسة قبل أن يغادروا العاصمة صنعاء، حيث رحب بهم الرئيس وأشاد بجهود سلطنة عمان ومساعيها لتحقيق السلام “رغم ما تواجهه من تعنت من قبل دول العدوان”.
وأكّـد الرئيس المشاط خلال اللقاء على أنه: “لم يعد من المقبول الاستمرار في الوضع الراهن الذي يعيشه أبناء اليمن في ظل استمرار العدوان وكلّ مظاهر الحصار والتجويع”، في رسالة واضحة بإغلاق الباب أمام أية محاولات لكسب الوقت وتحويل التفاوض إلى غطاء لإطالة أمد معاناة الشعب اليمني.
وعزز الرئيس هذه الرسالة بتأكيد آخر على أنه “ليس من المقبول تحويل الاستحقاقات الإنسانية المتمثلة في صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وإزالة القيود على موانئ الحديدة إلى محل تفاوض”.
ويوضح هذا التأكيد أنه لا مجالَ لأية صفقات جزئية تعتمد على تقطير الاستحقاقات؛ لكسب الوقت.
ولفت الرئيس إلى أن صنعاءَ أثبتت خلالَ الفترة الماضية، أنها حريصةٌ على “السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب اليمني”، مؤكّـداً أن الكرة الآن في ملعب دول العدوان التي عليها “أن تثبت جديتها في السلام بتقديم الخطوات العملية في تنفيذ مطالب الشعب اليمني المتمثلة بالملف الإنساني”.
وكان رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، أكّـد قبل أَيَّـام أنه “لن يتم البناء على أية نوايا لدى الطرف الآخر إلا بعد البدء بتنفيذ الخطوات الإنسانية”.
وحمّل الرئيس المشاط وفدَ الوساطة العمانية تحذيراتٍ جادةً من عواقب الاستمرار بالمماطلة ورفض تنفيذ مطالب الشعب اليمني، حَيثُ أكّـد أن “صبر الشعب اليمني قارب على النفاد، والحق كُـلّ الحق لهذا الشعب أن يدافع عن نفسه إذَا أغلق العدوّ أبواب السلام”.
وَأَضَـافَ الرئيس أن “الوقت ليس مفتوحاً أمام العدوّ للتهرب من الاستحقاقات الإنسانية العادلة للشعب اليمني”، مؤكّـداً أن “استمرار العدوّ في المراوغة سيعود عليه بنتائجَ لا يرغُبُ بها”.
وتأتي هذه الرسائلُ تعزيزاً لتحذيرات شديدة اللهجة كان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وجهها لدول العدوان في خطابه الأخير، وأكّـد فيها أن الفرصةَ الممنوحة لجهود الوسطاء قد بلغت قدراً كافياً، وأن صنعاء لن تقبل باستمرار الوضع الراهن، كما أكّـد أن السعوديّةَ لن تستطيع أن تنعَمَ بالاستقرار الاقتصادي إذَا استمرت بحرمان الشعب اليمني من حقوقه.
ليندركينغ يؤكّـدُ التزامَ بلاده بعرقلة جهود الوسطاء:
زيارة الوفد العُماني إلى صنعاءَ تزامنت مع جولة جديدة لمبعوث البيت الأبيض، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة، وهي جولة اعتبر مراقبون أنها تأتي في سياق حرص الولايات المتحدة على قطع الطريق أمام أية تفاهمات قد يتوصل إليها الوسطاء؛ لأَنَّ واشنطن تدفع نحو استمرار العدوان والحصار، وتعتبر استحقاقاتِ ومطالبَ الشعب اليمني “مسائلَ معقَّدةً ومستحيلةً وغير واقعية” بحسب تصريحات سابقة لليندركينغ نفسه.
وبحسب الخارجية الأمريكية، فقد التقى ليندركينغ الممثل الأممي في اليمن، هانز غروندبرغ؛ لمناقشة زيارة الوفد العماني، حَيثُ أكّـد المبعوث الأمريكي على التزام بلاده بما أسماه “عملية سياسية يمنية يمنية”؛ وهو تأكيد واضح على رفض الولايات المتحدة للتفاوض المباشر بين صنعاء ودول العدوان، وبالتالي رفض تنفيذ أية تفاهمات يمكن أن تصل إليها المفاوضات برعاية الوسيط العماني.