استمرار الحصار يؤكد استمرار الحرب ومراوغة المعتدي في خيار التفاوض والمصالحة
ما ان يخرج أحدهم من بيته حتى يرى الكثير من وجوه المواطنين شاحبة وبائسة، كما كانت بالضبط في ذروة تصعيد تحالف العدوان، ولم يغير تلك الأرواح المتعبة إيقاف ازيز طائرات التحالف العدواني ودوي انفجارات صواريخه ،والسر هو في استمرار الحصار الخانق على أبناء الشعب ومضاعفة المعاناة الإنسانية، وعندما يدفعك الفضول أن تسألهم عما اذا كانوا مستبشرين بوقف تحالف العدوان عملياته العسكرية والدخول في مفاوضات سلام فيرد احدهم: « لا سلام مع استمرار الحصار» ويقول آخر: «أي سلام يتحدثون عنه، ولا زال مطار صنعاء والموانئ اليمنية تحت أيديهم» ويضيف ثالث: «إذا هذا يعتبرونه سلاماً فليواصلوا قصفنا ولا نخافهم» بينما يؤكد رابع انه لا يعتبره سلاماً إلا إذا تمت معالجة الملف الإنساني وأصبح راتبه المقطوع لسنوات في جيبه ،
وغيرها الكثير من الانطباعات التي خاطبت المعتدي السعودي بشكل غير المباشر إن سلامك مرفوض حتى تلتفت إلينا وترفع حصارك وتجويعك عنا ولا فرق بين عدوانك العسكري والحصار المستمر الذي تقف خلفه، وتؤيده لا شك الأمم المتحدة بجميع هيئاتها… تفاصيل المقدمة السابقة في سياق السطور القادمة على لسان مواطنين التقيناهم في العاصمة صنعاء…
لقاءات/ احمد السعيدي
المواطن مهدي عقلان، يعمل نجاراً بالأجر اليومي، أكد للثورة انه وغيره من اليمنيين في المحافظات اليمنية المحررة يرفضون استمرار الحصار واستهداف الشعب اليمني بهذه الوسائل الإجرامية التي تثبت أن العدوان السعودي لا يريد السلام الحقيقي، بل يجيد المراوغة والتنصل، ولن يرضخ للسلام، وهذا ما كشفته النوايا باستمرار الحصار على أبناء الشعب اليمني الذي يتضور جوعاً نتيجة حصارهم المستمر لأكثر من ثمانية أعوام.
حصار المطار والموانئ
أما المواطن نجيب العديني الذي تضرر على المستوى العائلي من الحصار الذي فرضه العدوان على مطار صنعاء منذ العام 2015، حيث لم يستطيع السفر لعلاج ابنه الذي يعاني من قصور في السمع والنطق ونصحه الأطباء بالسفر وبسبب الحصار تدهورت حالته حتى أصبح لا يسمع تماماُ، ويجد صعوبة كبيرة في الكلام…يقول نجيب عن الوضع حالياً:
«نحن للأسف في حالة يعتبرها العدوان لا حرب ولا سلم لكننا نعتبرها حالة حرب اقتصادية أضرت بالبلاد والعباد فأي سلام يعتبره العدوان ولا يزال يفرض حصاراً مطبقاً على مطاراتنا وموانئنا حيث يستمر في فرض قيود وشروط على مطار صنعاء الدولي بعد فتحه للوصول إلى وجهة واحدة فقط، وأما الموانئ فهي تخضع لأليات التفتيش الدقيقة ولا يستطيع الشعب اليمني إدخال مستلزماته الصحية والغذائية ومشتقاته النفطية إلا بعد مشوار طويل من الإجراءات التي تفرضها دول تحالف العدوان ويترتب على ذلك غرامات كبيرة يدفعها الشعب اليمني من قوته وقوت أولاده».
فليواصلوا القصف
بدوره اعتبر الحاج علي السعداني الذي يعول خمسة عشر فرداً في أسرته: « وقف العدوان العسكري لا يعني شيئاً بالنسبة لأبناء الشعب اليمني مع استمرار الحصار الاقتصادي الذي يقتل المواطنين جوعاً وفقراً بدلاً من قتلهم بالطائرات والصواريخ ولا فرق في حتمية الموت حسب قوله… كما طالب السعداني تحالف العدوان بمواصلة عدوانهم العسكري وليقصفوا كيفما شاءوا فالمواطنون لا يخافون قصفاً ولا دماراً فهم لا ينعمون بملذات الحياة كما هو شعبهم المسرف الصامت عن كلمة الحق …وأكد الحاج السعداني أن الموت بنيران الأعداء اشرف من الموت بحصارهم ولا شك أن هناك رجالاً بواسل سيردون عليهم وينتقمون للمستضعفين من أبناء الشعب اليمني، وسنلتقي أيضاً يوم القيامة.
ملف الرواتب
من جانبه يقول التربوي محمد العدلة الذي فضل العمل مدرساً في مدرسة خاصة على أن يكون مستشاراً في وزارة التربية والتعليم وذلك بسبب انقطاع الرواتب والذي أضر بأكثر من مليون ومائتي ألف مواطن يمني حيث وجدوا أنفسهم بدون مصدر دخل او يعانون في القطاع الخاص وربما في الأعمال الشاقة:
«أنا لا اؤمن بالسلام ولا اعترف بمشاورات السلام إلا بعد أن تكون رواتبي المتأخرة في جيبي ويتم حل قضية الرواتب التي تعتبر الأهم في الملف الإنساني ولا أدري لماذا يغض العدوان الطرف عنها عند الدخول بمشاورات سلام وهو المتسبب بقطعها بعد نقل البنك المركزي إلى عدن ونهب ثروات البلاد النفطية التي تعد الرافد الأساسي لميزانية الرواتب ،ويعرف الشعب اليمني أن السعودية التزمت في احدى المشاورات بتوريد عائدات النفط والغاز إلى بنك الحديدة ليكون محايداً وخاصاً برواتب الموظفين والتزمت حكومة صنعاء بذلك، ثم تنصلت السعودية بطريقة توحي أن القرار ليس بأيديها وإنما سياسة خارجية اكبر منها تهدف إلى تجويع الشعب اليمني الذي لن يعترف بالسلام إلا إذا رفع المعتدي حصاره على مرتبات الموظفين».
رسائل للقيادة والجيش
يتجمع عدد من الشباب كل يوم في نفس المقهى بمنطقة التحرير ويبدو عليهم الوعي والثقافة فقمنا باقتحام جلستهم بلطف وطلبنا منهم تصريح للثورة عن الحصار المستمر رغم مشاورات السلام فرفض البعض الحديث خجلاً بينما وافق ثلاثة شباب يملأهم الحماس والعزة، حيث أرسلوا رسائل مختلفة للرد على الحصار المستمر:
أولها من الشاب وائل للقيادة السياسية والثورية مع يقينه باهتمامها للمطالب الشعبية بأن يوقفوا أي مساع للسلام تقوم بها السعودية حتى تثبت النية الحقيقية للدخول في السلام وذلك عبر إيقاف الحصار على المطارات والموانئ اليمنية والانسحاب من كافة الأراضي اليمنية، وبغير هذه الشروط طالب قيادتنا الحكيمة رفض الحوار.
أما صديقه سامي فقد أكد أن الشعب اليمني الذي يتجرع ويلات الحصار يومياً ويموت مرضا وفقرا قد اشتاق للصواريخ الباليستية اليمنية وهي تعبر مع المسيّرات اليمانية حدود المعتدي السعودي والإماراتي لتدمر مواقعهم الحساسة والاقتصادية المهمة ليذوقوا من كأس السم الذي وضعوه للشعب اليمني، فقد استفادوا من المشاورات والهدنات، وخف صراخهم وعويلهم، ولا بد من أعادتهم إلى وضع النيران واشتعالها في عمق أراضيهم.
وأخيراً احمد الذي قال «لا بد من إعلان النفير لمواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي واستمرار التضحية حتى تحقيق النصر وتحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس الغزاة والمحتلين، والرجال الأشاوس جاهزون للمواجهة فاضرب بنا يا سيدي حيث شئت ستجدنا أشداء عند اللقاء منكلين بأعداء الله والوطن».