وزير الصحة: وصول وفود طبية إلى صنعاء الطريقة المثلى لإنقاذ آلاف المرضى
لم تقتصر التداعيات السلبية التي خلفها العدوان الأمريكي السعودي جراء إغلاق مطار صنعاء الدولي منذ أكثر من ثماني سنوات على حرمان آلاف المرضى من السفر للخارج، بل امتدت إلى ذوي الأمراض المزمنة المستعصية لانعدام الأدوية جراء الحصار.
ولعل وفاة امرأة أثناء صعودها طائرة الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي، متجهة إلى المملكة الأردنية متأثرة بمضاعفات المرض الذي تعاني منه منذ فترة طويلة وتفاقم وضعها الصحي، أكبر دليل على المأساة التي يعيشها أبناء اليمن بشكل عام بما في ذلك منع سفر المرضى للعلاج في الخارج خاصة من تستدعي حالتهم المرضية السفر بشكل عاجل.
الصمت الأممي إزاء مسألة الحصار في اليمن يثير الكثير من التساؤلات ويثبت زيف ادعاءات الأمم المتحدة العمل من أجل حقوق الإنسان والمبادئ المتعلقة بكرامة البشر.
ومن المؤسف منع تحالف العدوان وصول بعثات طبية متخصصة لتخفيف معاناة المرضى داخل اليمن، وآخرها منع البعثة الطبية الإيطالية التي كان من المقرر وصولها إلى صنعاء لإجراء عمليات خاصة بالتشوهات القلبية للأطفال.
وقال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إنه نتيجة استمرار الحصار واغلاق مطار صنعاء الدولي أمام المرضى للسفر لتلقى العلاج في الخارج، سعت الوزارة إلى إدخال بعثات طبية إلى صنعاء لتخفيف معاناة المرضى إلا أن العدوان منع ذلك.
وأكد أن وصول وفود طبية إلى صنعاء الطريقة المثلى لإنقاذ آلاف المرضى، لأن أقل من 10% من المرضى هم القادرين على السفر في ظل الحصار وتبعاته.
وأضاف وزير الصحة، “العدوان منع دخول بعثة طبية إيطالية تضم اخصائيي جراحة قلب أطفال إلى صنعاء، حيث يفرض الموت البطيء على ثلاثة آلاف طفل مصابين بتشوهات قلبية”.
وأوضح أن مطار صنعاء لا يزال تحت الحصار فلا يمكن استقدام الأجهزة الإشعاعية أو استيراد الأدوية بشكل مباشر أو استقدام الطواقم الطبية أو الأدوية المنقذة للحياة.
كما أكد أن وفاة امرأة مريضة على سلم الطائرة في مطار صنعاء ليس سوى حالة حيث وفيات المرضى بالمئات نتيجة الحصار.. مشيرا إلى أن استمرار الحصار يفاقم معاناة شريحة واسعة من اليمنيين سيما الذين يعانون من المرض خاصة بعد تقليص الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي من ست رحلات في الأسبوع إلى ثلاث رحلات فقط ولوجهة واحدة هي الأردن بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الحجوزات.
وأعتبر وزير الصحة الحصار الذي تفرضه دول العدوان يدخل ضمن جرائم الحرب ضد الإنسانية على الشعب اليمني لما له من آثار مدمرة على شعب يعاني مأساة إنسانية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج وهو الذي يدّعي تمجيده لحقوق الإنسان.
من جانبه ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور أنيس الأصبحي أن عدد الحالات المرضية التي تتطلب العلاج في الخارج تتجاوز 30 ألفاً، لافتاً إلى أن العدد يتزايد بمعدل 100 حالة أسبوعيا معظمها من الأمراض المستعصية.
وأفاد بأن ألفين و 400 مريض فقط هم من تمكنوا من السفر للعلاج إلى الأردن خلال عام كامل .
وأكد الدكتور الأصبحي ضرورة توسيع الوجهات للرحلات الجوية العلاجية نظرا لعدم كفاية الرحلات إلى الأردن من ناحية وتوفر العلاج بالنسبة لبعض الحالات في دول أخرى من ناحية أخرى.
وأشار إلى أن تأخير فتح الوجهات الطبية الأخرى، ينتج عنه عشرات الوفيات أسبوعياً.
وأوضح أن منع تحالف العدوان دخول الأدوية خصوصا أدوية مرضى السرطان والثلاسيميا والأمراض المستعصية يفاقم الوضع الإنساني الكارثي ويهدد حياة عشرات الآلاف من المرضى.
واعتبر الناطق الرسمي لوزارة الصحة الحصار القاتل الصامت لليمنيين ومن المتوقع أن تمتد آثاره إلى نحو 20 عاماً قادمة إذا لم يتم التوصل للسلام.
فيما أوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أن أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابين بتشوهات قلبية و500 يعانون من فشل كبد نهائي وألفي حالة بحاجة لزراعة قرنية لا يستطيعون السفر للعلاج في الخارج نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي.
وحول الحصار الدوائي تسبب العدوان في تعثر نقل 362 صنفا منقذاً للحياة ويحتاج إلى تبريد وسرعة وصول من خلال فرض قيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، خاصة أدوية مشتقات الدم، الأدوية الهرمونية، والمناعية، والأمصال، ومثبطات التخثر الدموي، وأدوية الإنعاش والتخدير، وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
وأكد انخفاض نسبة الاستيراد إلى ما يقارب 60 في المائة من متوسط استيراد سنوات ما قبل العدوان، كما عمد العدوان إلى منع وصول مواد خام للصناعات الدوائية المحلية.. إضافة إلى توقف واضطراب أسعار الأدوية بسبب الحرب الاقتصادية ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخدمات الطبية والدواء.
وبين التقرير أن الإجراءات التعسفية لتحالف العدوان عرقلت عمل 83 شركة ومستورد كانوا يوفرون ألفاً و 329 صنفا حيويا من الأدوية، فيما وصل عدد الشركات العالمية التي أغلقت سوقها في اليمن 16شركة كانت توفر 559 صنفاً مهماً.
ولفت إلى أن برامج الوزارة لم تعد قادرة على صرف أدوية الأمراض المزمنة لتكلفتها العالية بسبب انعدام الموازنات حيث كانت تصرف مجانا لآلاف المرضى، كما فاقم إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة معاناة القطاع الصحي واحتياجاته من الدواء والمعدات والوقود .
وأشار إلى أنه تم تقليص الدعم الإنساني للقطاع الصحي إلى مستوى الصفر بحلول شهر مارس 2023م ، رغم كونها لم توفر سوى 15 في المائة من الاحتياج خلال عام 2022م.
ونوه التقرير إلى أن من آثار العدوان السلبية على المعدات والتجهيزات الطبية نتيجة الحصار تهالك ما نسبته 98 % من الأجهزة الطبية وعملها خارج عمرها الافتراضي وصعوبة إدخال قطع غيار لهذه الأجهزة، ومنع وصول المعدات الطبية الحيوية إلى اليمن لعلاج الأمراض المزمنة والأورام على وجه الخصوص.
وأفاد أنه بحسب مسح أجري مؤخرا في 89 مستشفى حكومي بلغ عدد الأجهزة المعطلة والتي لم يتم إصلاحها بسبب الحرب والحصار خمسة آلاف و177 جهازا، فضلا عن خروج الأجهزة المنقذة للحياة لمرضى السرطان عن الخدمة بسبب منع دخول المادة المشعة إلى البلد مما عرض حياة الكثير من المرضى المعسرين إلى الوفاة.
ووفق التقرير خرج عدد من الأجهزة الطبية النوعية عن الخدمة نتيجة عدم القدرة على استيراد المكونات الأساسية بسبب الحصار مثل أجهزة الرنين التي تحتاج إلى تزويدها بغاز الهيليوم بالشحن السريع عبر الجو مما أدى إلى خروج جميع أجهزة الرنين الموجودة في البلد بالقطاعين العام والخاص، وتسبب تأخر عملية إصلاح الأجهزة الطبية لتأخر التصاريح من دول العدوان، في ارتفاع كلف صيانة أجهزة حيوية وخروجها عن الخدمة.