مركز أمريكي : الصين تعترف بحكومة صنعاء
عبدالله مطهر| كشف تقرير إعده مركز “ريسبونسابل استيتكرافت” الأمريكي عن أن الصين تسعى إلى إحلال السلام في اليمن.. حيث تعترف بكين بحكومة صنعاء وتضع نفسها كوسيط دبلوماسي محتمل في اليمن.
وقال المركز إن في مايو، وقعت صنعاء مذكرة تفاهم مع مجموعة أنتون لخدمات حقول النفط الصينية والحكومة الصينية للاستثمار في التنقيب عن النفط في البلاد.. في حين ذكرت وسائل إعلام يمنية أن الاتفاقية جاءت بعد مفاوضات متعددة وتنسيق مع العديد من الشركات الأجنبية لإقناعها بالاستثمار في قطاع النفط في اليمن.
وأكد من خلال الدخول في اتفاق للتنقيب عن النفط مع صنعاء، تعترف بكين ضمنياً بحكومة صنعاء.. وفي تأكيد لعلاقة بكين المتنامية مع صنعاء، أشاد علي القحوم، أحد أعضاء المجلس السياسي الأعلى ، بالصين، قائلاً إنها ظهرت وهي تلعب دورا محوريا وتبرم اتفاقيات تعيد الأمن والسلام والعلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة.
وذكر المركز أنه المثير للدهشة أن صفقة التنقيب عن النفط والعلاقات المتنامية بين حكومة صنعاء والسعوديين قوبلت برد فعل علني من أكبر أعداء اليمنيين “السعودية”.
وأفاد أن عدم إدانة الرياض من قبل بكين يشير إلى أن المملكة تتسامح على الأقل مع الاتفاقية وعلاقات بكين مع صنعاء، خاصة إذا كان بإمكان الحكومة الصينية أن تلعب دورًا محوريًا في إنهاء حرب كلفت الرياض مليارات الدولارات.
وتساءل المركز: لماذا تحاول الصين إقامة علاقات مع أطراف متعددة في حرب لم تحظ باهتمام دولي يذكر في السنوات الأخيرة ؟
وأورد أن التدخل الصيني في اليمن بعيد كل البعد عن أن يكون جديداً.. تمتد العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والصين إلى عام 1956 عندما كان اليمن في الواقع أول دولة في شبه الجزيرة العربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية.
وتابع أنه منذ توحيد اليمن في عام 1990، وقعت الصين اتفاقيات لبناء محطات لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في اليمن، وتوسيع موانئ الحاويات في عدن والمخا، ونشطت في قطاع إنتاج النفط اليمني.
كما بدأت الصين في تطوير الاتصالات مع صنعاء في وقت مبكر من عام 2011. المركز رأى أن ارتباطات بكين في اليمن تأتي على خلفية الزيادة الكبيرة في نشاطها الدبلوماسي عبر الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يبدو أنها تضع نفسها كبديل غير تدخلي للولايات المتحدة.
وأضاف أنه بينما تتطلع بكين بالتأكيد إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية في المنطقة للتنافس مع الولايات المتحدة، فقد يكون هناك المزيد على المحك عندما يتعلق الأمر بمشاركتها المحتملة في اليمن.. وبالتحديد، تعتبر الصين تأمين الوصول إلى الموارد والأسواق الحيوية بمثابة مكاسب مالية غير متوقعة.
وأوضح المركز أن بكين تدرك أنه بعد انتهاء الحرب، سيحتاج اليمن إلى ملايين الدولارات لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية.. وربما الأهم من ذلك، أن موقع اليمن الاستراتيجي في الخليج يجعله جذاباً لبكين.
بالأضافة إلى ذلك: يمر الكثير من تجارة الصين مع أوروبا عبر خليج عدن والبحر الأحمر بينما يمر النفط المستورد الصيني من الشرق الأوسط وأفريقيا عبر باب المندب ومضيق هرمز.. في حين أن الصين لديها بالفعل إمكانية الوصول إلى هذه الممرات المائية الاستراتيجية، فإن تأمين الوصول إلى الموانئ اليمنية يمكن أن يساعد في تعزيز مبادرة الحزام والطريق الطموحة في الصين وضمان الدخول إلى طرق التجارة العالمية.