الصراع السعودي الإماراتي يتجلى.. وفد سعودي في حضرموت
علي ظافر
وفدٌ سعوديٌ يحط في المكلا بحضرموت، يرافقه صورياً المرتزق رشاد العليمي.
بعد أيام من إعلان تشكيلة ما سمي بـ “مجلس حضرموت الوطني” من الرياض، وتحت إشرافها، بعد شهر من خطوة إماراتية مشابهة في عدن.
يتجلى الصراع السعودي الإماراتي، مباشرة أو عبر الوكلاء ويتبدى الانقسام أكثر أمام زيارة العليمي الأخيرة واليتيمة إلى المكلا، بين مرحّب بها ورافض لها.
يصطف ما يسمى بمؤتمر حضرموت الجامع الذي يتزعمه بن حبريش مع الخطوة السعودية ويرحبون بها، لكنهم يقولون في المقابل إنها ليست بديلًا عن مؤتمر حضرموت الجامع، ولن يكون كذلك، كما جاء على لسان المتحدث باسم المؤتمر.
وعلى المقلب الآخر تبدي كتلة حلف وجامع حضرموت رفضها للخطوة السعودية ضمنياً وترفض علناً زيارة العليمي، بل ترى أنهُ وحكومتهُ غير مرغوب بهم، إذ لا يرون في حضرموت سوى بقرة حلوب تدر نفطاً وثروات، من دون أن يقدموا لأهلها ما يقيهم لهيب الصيف الحار.
تلك نظرة المحسوبين على الإمارات، التي لم يكن البحسني بعيداً عنها، إذ يرى أن “تعدد المشاريع والرؤى والإقصاء لا يزيد حضرموت إلا تفككاً”، وهو موقف يعبر عن الانزعاج من إعلان التشكيلة السعودية.
وغير بعيد عن حضرموت، تسعى أطراف محسوبة على دول إقليمية إلى استحداث تشكيلات في شبوة وأبين والمهرة وسقطرى، وبما يمزق النسيج الجغرافي والديموغرافي بين أطماع الخارج وفي مقدمتهم السعودية والإمارات، ومن ورائهم أمريكا وبريطانيا.
واقع معقد تعيشه المحافظات المحتلة جنوباً وشرقا، أمنياً، وسياسياً، واقتصادياً ومعيشياً، في ظل استمرار التجاذبات والصراعات الإقليمية مباشرةً أو بالوكالة.
وسط زحمة المشاريع والرؤى، والتشكيلات، تتفاقم الأزمات الاقتصادية، إذ سجلت العملة انهياراً إضافياً أمام العملات الصعبة، لتلامس قيمة الدولار 1400 ريال، ينسحب الأمر على الواقع المعيشي، وانعدام الخدمات، وانقطاع الكهرباء في حضرموت وعدن وغيرها من المحافظات المحتلة.
وأمام هذا الانهيار، ترى دول العدوان، وما فرخته من تشكيلات، وميلشيات أنها غير معنية بالواقع المتردي، وتكتفي بتقاسم النفوذ والثروات، وتقاذف الاتهامات، فيما تدفع بالواقع نحو الأسوأ ونحو المجهول.