لماذا لاتريد الولايات المتحدة انهاء الحرب على اليمن؟

تتجه الولايات المتحدة لمواصلة ادعاء دور الوسيط في ملف الحرب على اليمن، وهو “تمويه” مكشوف الرأس، يهدف إلى تضليل المجتمع الدولي، وترسيخ كذبة كبيرة لأمريكا كصانع سلام في العالم.

البداية الحماسية للرئيس الأمريكي بايدن قبل الانتخابات، حول إنهاء الحرب على اليمن، كانت استهلاك انتخابي لكسب تعاطف الأمريكيين في الداخل، الذين يرون بأن “بلادهم تقحم نفسها في الدفاع عن السعودية، دون الحاجة لذلك” ناهيك عن تصاعد مواقف الكراهية للأمريكيين الذي يتدخلون في شؤون الشعوب، أو يدعمون الطغاة بالأسلحة والعمليات الاستخباراتية.

في حين يجمع الكثير من الخبراء الاستراتيجيين على أن الولايات المتحدة هي المحرك الأول للحرب التي تتعرض لها اليمن، وليست مجرد داعم للسعودية والإمارات.

كل المؤشرات تدل على أن واشنطن لا تريد فعلا إنهاء الحرب على اليمن، هذا ما أشار إليه موقع “انترسبت” في تقرير قال فيه ؛ أن “الحرب على اليمن تنتهي حقا إذا أردنا ذلك، لكن أمريكا لا تريد ذلك وأن واشنطن تمشي ببطء وتتسبب بتفجير محادثات السلام”.

من جهة ثانية أكد موقع “اكسيوس” الأمريكي هذا المسار، حيث قال إنه بمجرد ظهور أنباء عن اتفاق سلام بين السعودية وأنصار الله، هرع الدبلوماسيون الأمريكيون إلى السعودية، حيث شدد بريت ماكغورك، مبعوث الشرق الأوسط ، وليندركينغ مبعوث اليمن،” على دعم الولايات المتحدة لدفاع السعودية ضد تهديدات اليمن، ليتضح أن هدف المبعوثين الأمريكيين هو استمرار الحرب، بدلا من مطالبة السعودية برفع الحصار، مع تواصل تدفق صفقات الأسلحة إلى الرياض.

من جرائم التحالف في اليمن

اليوم مجلة  “ذا أمريكان كونسيرفاتيف“ الأمريكية، أكدت مساعي “واشنطن” في عدم تبني موقف جاد تجاه الحرب التي ستكمل عامها التاسع، وقالت المجلة إن مجلس الشيوخ يمكنه أن يبدأ في إنهاء الأزمة من خلال تمرير قانون أو تشريع لإلغاء بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية.

وأضافت المجلة أن الحصار السعودي لليمن قد جرى باعتماد الرياض على الأسلحة الأمريكية، التي شملت طائرات عسكرية بمليارات الدولارات وآلاف الذخائر و الصواريخ جو – أرض.. كما وافقت إدارة بايدن على بيع أسلحة بقيمة 650 مليون دولار لـ 280 صاروخا متوسط المدى جو-جو و 596 قاذفة صواريخ للسعوديين في 2021.

نوايا أمريكية للسيطرة على جزر وسواحل اليمن

بينما خلص موقع “HispanTV” الإسباني إلى أن واشنطن لن تضيع فرصة الحرب التي رعتها بكل إمكانياتها، دون أن تفرض وجودها على جزر وسواحل اليمن، لافتا إلى أن خططها اصطدمت بحزم صنعاء ورفضها.

لقد تجاهلت الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن كل الدعوات المطالبة بالسلام في اليمن، وأجهضت مشاريع قرارات تقدم بها العديد من أعضاء الكونغرس طالبوا فيها بإنهاء التدخل الأمريكي في اليمن ووقف مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات.

 

“أمريكا بيدها إنهاء الحرب على اليمن” هكذا يختصر العالم حقيقة حرب طال أمدها، أودت بحياة 400 ألف يمني، ووصلت بالبلاد إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم الحديث.

قد يعجبك ايضا