الحرائق تزيد معاناة سكان المخيمات في الشمال السوري
Share
معاناة سكان المخيمات في الشمال السوري لا تنتهي، إذ أصبحت الحرائق تطارد الأهالي وتهدد حياتهم، إذ أحصى فريق “منسقو استجابة سورية”، منذ مطلع العام الحالي حتى اليوم الأحد، أكثر من 216 حريقاً في مناطق شمال غرب سورية، تسببت في العديد من الضحايا والإصابات.
عند ورود أي خبر يتحدث عن حريق في أحد المخيمات، يتذكر سامي الإبراهيم الحريق الذي نشب في خيمته، وصراخ زوجته وأطفاله قبل أن يتمكن من إخراجهم من الخيمة، قائلاً: “كانت زوجتي تعد وجبة الغداء، واستعملت الغاز السفري داخل الخيمة، هرباً من حرارة الطقس في الخارج، يبدو أن قرب الغاز من حواف الخيمة أدى لاشتعال النيران فيها وامتدادها لباقي أجزائها، الأمر الذي منعني من إيقاف الحريق فاضطررت لإخراج عائلتي فوراً والاستغناء عن الخيمة والفرش الذي احترق بأكمله”.
ويتابع الإبراهيم: “منذ ذلك الوقت بتنا أشد حرصاً عند استعمال النار، ونحاول أن لا نستعملها داخل الخيمة أبداً، لا أريد للحادث أن يتكرر، في المرة الأولى لم تصب عائلتي بأذى واقتصرت الأضرار على المادية، لا أعرف في المرة القادمة كيف ستكون النتيجة”.
أحمد العليوي، شاب آخر من إدلب، عاش مأساة احتراق خيمته أمام ناظريه، يقول إن المواد المستعملة في صناعة الخيام من المواد شديدة الاشتعال، وبسبب الظروف التي تفرضها حياة المخيمات يضطر كثير من الأهالي لاستعمال الغاز في داخلها، و”أي خطأ أو إهمال قد يؤدي لكارثة”.
يتابع العليوي: “كنت أنتبه لهذه القصة، لكن في إحدى المرات كانت الرياح قوية فاضطرت زوجتي لإدخال الغاز لداخل الخيمة ووضعه قرب الباب، لكن بعد لحظات بسيطة اشتعلت الخيمة ونحن في داخلها، خرجنا بأعجوبة، لكن أصيبت يداي بحروق من الدرجة الثانية أثناء محاولة إخراج أطفالي، ومنذ ذلك الوقت أخذت عهداً على نفسي ألا يدخل الغاز إلى الخيمة حتى لو بقينا بدون طعام”.
من جانبه، يقول المهندس محمد حلاج، مدير فريق استجابة سورية: “بلغت الحرائق ضمن المنازل 137 حريقاً نجم عنها أربع وفيات أطفال و29 إصابة، بينهم 11 امرأة و7 أطفال. أما عن الحرائق التي وقعت ضمن المخيمات، فبلغ عددها 79 حريقاً، أدت إلى وفاة امرأة وثلاثة أطفال، إضافة إلى إصابة 19 مدنياً، بينهم 6 نساء و7 أطفال، وبلغ عدد الخيام المحترقة 108 خيام”.
وأوصى فريق منسقي الاستجابة المدنيين في مناطق شمال غرب سورية بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة لمنع حدوث الحرائق، والتي تعود بمعظمها إلى الاستخدام غير الآمن لوسائل التدفئة، أو تسرب الغاز من مواقد الطهي، كما طالب الفريق المنظمات الإنسانية بالعمل على تأمين مستلزمات الوقاية من الحرائق بشكل أكبر ضمن المخيمات.