السعودية تعطّل مسارات السلام

 من الواضح ان السعودية لا تستطيع المضي في تحقيق التفاهمات التي تمت من اجل السلام كون أمريكا هي من تحرك الأوراق في المنطقة وهي المستفيدة الأول من إطالة الحرب .

الحرب اليمنية الدامية مرت بمحطات توقف بين حين وآخر، وأتاحت الفرصة لصوت الحوار أن يأخذ مداه وفي هذا الجانب يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن هو أساسا وضع حرب بعد انتهاء الهدنة في الثاني من أكتوبر في العام الماضي،غير أن هناك تهدئة لإفساح المجال للواسطة العمانية.

ورغم تحقيق اختراقات جوهرية خلال الفترة الماضية في الملف الإنساني ومنها ملف الأسرى  إلا أن السعودية ومترزقتها تعرقل إتمام الصفقة التالية والتي كانت تتمثل بالإفراج عن 1400 أسير من الطرفين مناصفة.

وأكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، أن طرف العدوان في مأرب أفشل عملية تبادل زيارة السجون التي كانت مقررة من قبل الأمم المتحدة، معلنا جهوزية صنعاء للدخول في صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى، وبالتالي إغلاق هذا الملف.

وقال المرتضى إنه كان من المفترض عقد جولة جديدة من المفاوضات في منتصف مايو الجاري على أن يكون انعقادها بعد الانتهاء من زيارات سجون الأسرى بين صنعاء ومأرب كخطوة أولى تمهد لتنفيذ ما تبقى من اتفاق مارس 2022 م، إلا أن تعنت مرتزقة العدوان ورفضهم الزيارات حال دون التقدم في ملف الأسرى.

وذكر أن اللجنة قدمت كشفاً للأمم المتحدة ضم مجموعة من الأسرى والمعتقلين للإفصاح عن مصيرهم مقابل الإفصاح عن مصير محمد قحطان، لافتا إلى أن طرف العدوان في مارب رفض الكشف عن مصير الأسرى والمختطفين لديه.

وجدد حرص اللجنة على إتمام الزيارات من أجل تسهيل عملية تبادل الأسرى، مؤكدا جهوزية صنعاء للدخول في صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى لكن هناك عرقلة من أطراف العدوان.

وأوضح المرتضى أن ما يثيره العدوان عن ملف محمد قحطان شماعة بهدف إفشال عملية تبادل الأسرى، مبينا أن جهود الأمم المتحدة تصطدم بتعنت مرتزقة العدوان في مأرب.

ولفت رئيس لجنة الأسرى إلى أن اللجنة تقوم بإرسال وسطاء محليين إلى مارب من أجل حلحلة الإشكالات، موضحا أن هناك المئات من المعتقلين اختطفوا من الطرقات في تعز ومأرب وعدن وغيرها لأسباب مناطقية وطائفية وعنصرية.

ورغم كل ذلك إلا أن هناك ضبابية من جانب المملكة السعودية لإتمام ما اتفقت عليه مع صنعاء في شهر رمضان المبارك، رغم تصريحاتها المكررة عن رغبتها في إحلال السلام في اليمن، خاصة أنه كان يفترض أن تعقد جولة أخرى من المفاوضات المباشرة مع صنعاء في مايو المنصرم ، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية كما كشفت الكثير من وسائل الإعلام تواصل الضغط على الرياض بعدم التنازل لصنعاء ، وعدم موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ،على صرف رواتب الموظفين وحلحلة الملف الإنساني ، هذا الملف الذي تعتبره صنعاء المحك الرئيسي لكشف نية الرياض الاتجاه نحو السلام المستدام.

وحول تردد الرياض بسبب ضغوط واشنطن عليها يؤكد نائب رئيس حكومة الإنقاذ الوطني لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان، أنه لا رد سعودي حتى اللحظة لحسم الملف الإنساني بعد مفاوضات رمضان، لافتا إلى أن تقديرات صنعاء تشير أن الرياض تحاول كسب الوقت.

ونوه الفريق الرويشان، في تصريح لمراسل شبكة المسيرة، إلى أن المفاوضات الجارية مع الطرف السعودي بوساطة عمانية في وضعها الحالي تبقى محاولات لتحقيق السلام قابلتها صنعاء بإيجابية.

وعبر عن أمله في أن تدرك السعودية أنه لا يمكن الجمع بين خطط التطوير الاقتصادي وبين غزو بلد مجاور، في إشارة إلى رؤية 2030 الاقتصادية السعودية.

مشيرا أن لدى صنعاء القدرة على التحكم عسكريا في الموانئ السعودية وتدفق رؤوس الأموال إليها، مبينا أنه سبق للقوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات بهذا الاتجاه.

وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية ومنذ اللحظة الأولى للهدنة شرعت في ترميم قدراتها ومع انتهائها عدنا لحالة الحرب

وبشأن مشاريع تقسيم اليمن، قال الفريق الرويشان: نسمع خطابا دوليا يقف مع وحدة اليمن واستقلاله لكن الأفعال على الميدان تشير إلى غير ذلك، مؤكدا أن مشروع التقسيم مؤشر على سعي دول العدوان لتعقيد المشهد اليمني وكسب نقاط تفاوضية في مواجهة صنعاء.

كذلك كشف أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، عن مفاجأة تحضرها الجمهورية اليمنية لردع السعودية وتجعلها تندم في حال استمرار مماطلتها وتلكؤها في استكمال المفاوضات والالتزام باستحقاقات إحلال السلام في اليمن.

وأكد الدكتور الحوري في تصريح صحفي أن الجمهورية اليمنية تعد بدائلها وخياراتها في حال استمرت السعودية في نهج التقدم في المفاوضات خطوة والتراجع خطوتين للخلف.

وقال ” إذا لم يكون هناك التزام واضح وصريح فإن السعودية والمنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار، وأن الخيارات اليمنية واسعة مع اتساع الإنتاج العسكري اليمني محلي الصنع والجاهزية القتالية على كافة المستويات”.

وأشار إلى أن السعودية تراوغ وتحاول أن تكسب الوقت في تنفيذ التزاماتها في الملف الإنساني الذي يتضمن استحقاقات معالجة آثار العدوان من جميع النواحي وكافة الالتزامات لتحقيق السلام في اليمن.

وأوضح أن معالجة آثار العدوان على الشعب اليمني هي أكبر من التعويضات وإعادة الإعمار كونها تشمل جميع النواحي المعنوية والنفسية والصحية وغير ذلك.

الجدير بالذكر أن أبناء الشعب اليمني لم يلمسوا أي نتائج إيجابية من الهدنة سوى الإفراج عن بعض الأسرى ووجهة واحدة لطيران مما يزيد من معاناتهم من آثار العدوان والحصار على مدى أكثر من ثمان سنوات

وإزاء البطء الواضح في المفاوضات ، والذي أبدت صنعاء أكثر من مرة عن ذلك ، يقول عبدالعزيز العقاب رئيس منظمة فكر للحوار والسلام ، بان هناك مؤتمر عالمي للسلام في اليمن ، سيعمل هذا المؤتمر على دعوة كافة الأطراف الفاعلة ودعوة الناشطين والإعلاميين والسياسيين والقيادات الاجتماعية المؤثرة لمناقشة كافة القضايا بكل شفافية مطلقة وسوف يكون الشعب حاضراً ومسدداً من خلال وسائل تكنولوجية وآليات فاعلة وذلك لكشف أي محاولة لأي قوى في التنصل أو العرقلة.

وأضاف في تغريدة له أخرى على صفحته بتويتر قائلا :الذي يؤمن بالسلام حقيقة ويريد السلام لليمن، سيدعم المبادرات الحقيقية ويدعم رجال السلام والحوار في التوصل للحلول الصحيحة ولا يقبل بضياع الوقت كل السنين الماضية في حوارات ماراثونية بلا أي نتائج ملموسة في تخفيف المعاناة وفتح الطرقات والمطارات ودفع رواتب الموظفين المقطوعة.

قد يعجبك ايضا