بعد تركيز التحالف على تدميرها.. سرقة الآثار اليمنية وبيعها في المزادات الدولية
إسماعيل المحاقري
تهريبُ وبيعُ الآثارِ اليمنيةِ ازدهرت في المزاداتِ العالميةِ في الآونةِ الأخيرة من أمريكا إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وصولا إلى كيانِ العدوِّ الصهيوني وذلك بعد أن ركزَ تحالفُ العدوان خلال الأعوام الماضية على تدميرِ الآثارِ الثابتةِ بغاراتِه الإجرامية ومعاولِ الهدمِ لأدواتِه التكفيرية.
ووَفقَ مختصّينَ في الآثار فقد بيعت بالأمس أربعُ تحفٍ أثريةٍ في مزادِ دارِ ليون وتورنبول الشهيرة “تشكل عبر الزمن” وبعدَ ستةَ عشرَ يومًا ستُباعُ ثلاثُ قطعٍ أخرى في “مزادِ الفن من أجل الخلودِ في نيويورك” أي على بعدِ مسافةٍ قريبةٍ من مبنى الأمم المتحدة وهيئاتِها التي تجرّمُ بيعَ وتهريبَ آثارِ الشعوب وتدعو لحمايةِ مواقعِ التراث باعتبارها أصلا عالميًّا مشتركًا يحتاجُ إلى الحماية.
وما تم بيعُه رأسٌ منحوتٌ من مرمرٍ مقلم، مع وعلٍ برونزي من مطلعِ ومنتصفِ الألفيةِ الأولى قبل الميلاد، مصنوعٌ من البرونز المصبوبِ إضافةً إلى لوحة تذكاريةٍ من المرمر المنحوت، بنقشٍ بارز مع رأسٍ مركزي لثور بملامح منقوشة، من القرنِ الثالثِ قبل الميلاد.
والتحفُ المعروضة للبيع لاحقا رأسُ رجلٍ من المرمر بعيونٍ مطعمةٍ وشاهدُ قبرٍ من الحجرِ الجيريِّ مستطيلُ الشكل في النصفِ الأعلى منه وجهٌ بارزٌ لرجل إضافةً إلى رأسٍ تجريديٍّ من المرمر، ويعودُ تاريخُ هذه القطع إلى القرنِ الثالثِ والثاني قبل الميلاد.
ولأنَّ التهريبَ لا يشملُ فقط القطعَ التي سُرقت من المتاحفِ بل من النبشِ العشوائيِّ للمواقعِ الأثرية فلا توجدُ إحصائيةٌ محددةٌ بعددِ الآثارِ المهرَّبة، على أنَّ التقديراتِ تشيرُ إلى تهريبِ الآلاف من القطع والمخطوطاتِ النادرة.
جمعُ شتاتِ الأثارِ اليمنية، يبدو مستحيلا لأنَّ مَن يدّعي حمايةَ تاريخِ اليمن وكنوزِه ومقتنياتِه في الخارج يتاجرُ بها، ويروّجُ لها مستغلا سيطرتَه على المناطق المحتلةِ وتحكّمَه بالمطاراتِ والموانئ البريةِ والبحرية.
نزيفُ تهريبِ الآثارِ سيبقى هادرًا، ما لم يتحقق لليمنِ استقلالُه والمهمةُ الشاقةُ تبقى في تعقّبِ هذه الآثارِ في المزاداتِ والأسواقِ السوداء، وخوضِ عشراتِ النزاعاتِ القضائيةِ لاستردادِها.