قالت صحيفة تايمز البريطانية، في تقرير لها إن منتقدي الحزب السياسي الجديد المكون من النساء بالكامل في ريف اسبانيا كانوا متشككين في البداية في قدرتهن على إدارة مجلس البلدية لكن ذلك لم يثبط أيٌّ من هذا هيرمينيا باليستين، البالغة من العمر 67 عاماً التي شكّلت مع العديد من جاراتها حزب “نساء من أجل بلدية أنغويس” لخوض الانتخابات المحلية لعام 2019.
يتألف الحزب بالكامل من النساء، بدون أيديولوجية شاملة باستثناء “العمل من أجل الصالح العام”، وتحدى الحزب النقاد وفاز في الانتخابات البلدية، التي تمثل ثلاث قرى يبلغ عدد سكانها مجتمعةً أقل من 400 شخص في أراغون، شمال شرقي إسبانيا.
بذلك، حلّت باليستين محل العمدة الاشتراكي الذي كان في السلطة لمدة 16 عاماً. وقالت باليستين، لصحيفة The Times البريطانية: “ستموت هذه القرى إن لم نفعل شيئاً”.
يتصدر هذا الشعور حملتها للاحتفاظ بمقعدها في الانتخابات المحلية بنهاية هذا الأسبوع، والتي ستواجه فيها هذه المرة منافسة ليس فقط من الحزب الاشتراكي، بل أيضاً من الحزب الشعبي اليميني، الذي يقدم مرشحين لأول مرة منذ عام 2007.
تقول أديلا ماريا ألفارو، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي تترشح ضمن قائمة حزب “نساء من أجل بلدية أنغويس” في نهاية هذا الأسبوع: “عندما يسأل الناس كيف يمكن أن يكون كل الحزب من النساء، أرد قائلة إنهم لا يسألون السؤال نفسه حين يكون الحزب كله من الرجال”.
ينص القانون الإسباني على أنه يجب أن يكون هناك رجال ونساء في قائمة المرشحين، لكن هذا لا ينطبق على البلديات التي يقل عدد سكانها عن 3000 شخص؛ وهناك 302 مجلس في إسبانيا لم تحظَ قط بسيدة في عضويتها.
كان عدد سكان بلدية أنغويس أكثر من 1000 نسمة في بداية القرن العشرين، لكن بحلول عام 2019 انخفض عدد سكانها باستمرار إلى 359 شخصاً.
هذه قصة شائعة في اسبانيا ، حيث 42% من البلديات معرضة لخطر نقص السكان، مقارنةً بأقل من 7% في فرنسا وإيطاليا وألمانيا. وتدرس الحكومة المركزية الإسبانية تشريع قانون لتقديم الدعم المالي للحانات والشركات بالقرى! في محاولة لتعزيز الحياة الاجتماعية.
يذكر أنه ومنذ فوز حزب “نساء من أجل بلدية أنغويس” في عام 2019، ارتفع عدد السكان بالبلدية إلى 383 نسمة، بمساعدة الأشخاص العائدين خلال وباء “كوفيد-19” وأيضاً من خلال تجديد الحزب للمنازل المملوكة لمجلس البلدية لجذب سكان جدد.
في حين انتهى الحزب من تجديد 3 منازل، صارت الآن موطناً لعائلة سورية واحدة وعائلتين من نيكاراغوا، وعلى وشك الانتهاء من تجديد الرابع.
تأمل آنا فيوليتا برناردوس، ابنة باليستين البالغة من العمر 25 عاماً، أن يتمكن الحزب من إقناع الناخبين بقائمة المشروعات التي قدمها؛ ومن ضمنها فتح مكتبة، وتوسيع المدرسة الابتدائية، وتجديد الكنيسة. وتترشح برناردوس أيضاً للانتخابات في قائمة الحزب نفسه، وعادت إلى البلدية في عام 2020 بعد أن عاشت في مدريد لأكثر من خمس سنوات.
كان من بين أوائل القرارات التي اتخذها الحزب عندما فاز، إلغاء الرواتب والهواتف المدفوعة وحفلات عشاء عيد الميلاد لأعضاء مجالس البلدية؛ وهو ما يوفر 12000 يورو سنوياً (12898 دولاراً أمريكياً).
مع اقتراب الحزب من الانتخابات، تشعر هيرمينيا باليستين بالثقة بحظوظهن، الأحد 28 مايو/أيار. وتقول: “كان السباق الأخير صعباً. لكن الآن، أعتقد أنَّ الناس صاروا يثقون بنا، ويقولون: هؤلاء النساء قادرات على تحقيق بعض الأشياء!”.