التحالف يعلن كبرى مؤامراته.. والشرفاء يتصدون للإنفصال
رفيق الحمودي /
لا تزال دول العدوان السعودي – الإماراتي وبدعم أمريكي – بريطاني، تواصل – بحسب مراقبين – ممارسة أجنداتها الاستعمارية ومخططاتها الخبيثة الرامية الى تمزيق اليمن وزرع التنظيمات الإرهابية وخلط الأوراق لصنع مزيد من الأزمات في ظل تدهور الاقتصاد الوطني وتدني مختلف الخدمات الأساسية في مناطق سيطرتها بالمحافظات الجنوبية ونهب الثروات اليمنية والمراوغة والتملص من تحقيق السلام لليمنيين.
ومن ضمن السيناريوهات القديمة – المتجددة، التي تمارسها دول العدوان على اليمن وبتأييد معلن من (أمريكا وبريطانيا المشاركتان بالعدوان) هو تنفيذ مخطط التشطير ومحاولة إعادة الوضع باليمن الى ما قبل ال22 من مايو 1990م.
حيث تشير مصادر مطلعة إلى ان ما يسمى بالمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتيا يسعى في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت من خلال الدورة السادسة لما يسمى بالجمعية الوطنية ل “اللقاء التشاوري للقيادات الجنوبية” إلى إعلان الإنفصال مساء اليوم بمناسبة الذكرى ال29 لما يسمى ب”فك الإرتباط” عن الوحدة اليمنية والذي اعلنه “علي سالم البيض” أثناء حرب 1994م.
وتعترف الإمارات عبر تصريحات عدة بدعم الإنتقالي نحو ما أسمته حل القضية الجنوبية فيما تصمت السعودية حيال ذلك وتعطي الضوء الأخضر بما يؤكد الإعداد لمسرحية شبيهة بتلك التي وقعت بعدن ظاهرها خلاف سعودي – إماراتي وباطنها تقاسم دول العدوان لمناطق سيطرتها وتدمير البنى التحتية وإضعاف اي قوى معارضة لتواجد فصائل التحالف المحتلة مع الإختلاف هذه المرة بأن ثمة بند الإنفصال المفروض.
ومطلع مايو الجاري وجه الإحتلال الاماراتي مرتزقته بالتحرك للسيطرة على محافظة حضرموت، بترتيبات يشرف عليها الضابط الإماراتي المدعو “سعيد محمد خميس النيادي” المكنى بـ”ابو خليفة”
وبحسب سياسيين فقد وعد الإحتلال الاماراتي مرتزقته بالدعم السخي، والتسويق لمشروع الإنفصال ومشاريع يراها خبراء سياسيون وعسكريون بالمزعومة والوهمية في حضرموت، لتبرير تحركات إماراتية مشبوهة بالمحافظة وبالمحافظات الجنوبية بشكل عام.
ومن خلف ذلك الدور الإماراتي يأتي الدور الداعم المتمثل بدور بريطانيا التي احتلت المحافظات الجنوبية لأكثر من قرن من الزمن لتحاول اليوم العودة للإحتلال من خلال اليد الإماراتية ومرتزقة الإمارات من الانتقالي وأدواته.
مهتمون بالشأن اليمني يرون أن بريطانيا لا يمكن لها العودة إلى اطماعها بالجنوب اليمني إلا بعد تنفيذ سياسة التشطير وأنها تستخدم الإمارات لتنفيذ ذلك باعتبار الأخيرة الأكثر ولاء بحكم تطبيعها مع الصهاينة المعلن وقربها من الحضن الأنجلو أمريكي الذي يلتقي مع مصالح كيان الإحتلال الإسرائيلي في مطامع احتلال عدة، وانطلاقا من ذلك تكثف بريطانيا مساعيها لتمزيق اليمن تارة عبر أداتها الإمارات وتارة بنفسها كما هو حال تحركاتها الأخيرة في الأوساط الدولية للدفع نحو إنفصال الجنوب اليمني عن الجمهورية اليمنية وأخر هذه التحركات محاولاتها تمرير مشروع “للتشطير” في اليمن خلال جلسة مجلس الأمن مؤخرا، والذي سقط من أجندات المجلس بسبب معارضة عدد من الدول الكبرى – بحسب دبلوماسيين.
وتوازياً مع تحركها الدولي تكثف بريطانيا أيضا من تحركاتها للسيطرة في مدينة عدن عن طريق لقاءات مع المسؤولين الأمنيين التابعين لما يسمى بالإنتقالي في عدن.
وبحسب المراقبين فإن زيارة الوفد البريطاني لمدينة عدن يؤكد ان بريطانيا بدأت بالفعل تتسلم الملف الامني في مدينة عدن.
وبالربط بين تحركات بريطانيا في الاوساط الدولية، وتحركاتها في مدينة عدن يتضح جلياً ان بريطانيا تسعى وبشكل حثيث للعودة الى السيطرة على مدينة عدن التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني حتى العام 1967.
وفي ظل تلك المؤامرة الدولية على تقسيم اليمن لا يخفى الدور السعودي المتآزر مع الدور الإماراتي لتقسيم اليمن وتشطيره ونهب ثرواته وتدميره.
ناشطون قالوا عبر منصات التواصل ان الإمارات ما كان لها أن تدخل مدينة المكلا عبر اداتها “إنتقالي الإمارات” لولا موافقة السعودية.
وعلى ذات السياق كشف صحافي عن مؤامرة سعودية تستهدف الوحدة اليمنية بعد حذف أهم بنود البيان الختامي للجامعة العربية في قمتها الأخيرة التي انعقدت مؤخرا في مدينة جدة.
ونشر مراسل قناة “الجزيرة” سمير النمري منشور على حسابه الرسمي “فيسبوك” قال فيه أن القادة العرب في قمة جدة حذفوا في بيانهم الختامي التزامهم بوحدة اليمن.
وأضاف النمري : ” بيان قمة جدة للقادة العرب استثنى التأكيد على دعم الوحدة اليمنية لأول مرة في بيانه الختامي، هل حسم القادة العرب موضوع انفصال اليمن؟ ” .
ونشر الصحفي سمير النمري صورة من مشروع قرار القمة العربية قبل أن يتعرض للتعديل من السعودية بإلغاء التأكيد على وحدة اليمن، في إشارة واضحة الى تعديل طرأ على البيان وموافقة عربية مبدأية على مشروع الأنفصال الأنجلو أمريكي والسعو إماراتي.
ورغم التكالب الدولي والإقليمي لمحاولات تقسيم اليمن إلا ان ثمة قيادات جنوبية وشرفاء كثر بالمحافظات الجنوبية رفضوا الإنصياع للإغراءات الخارجية، معلنين صوتهم الى جانب معالجة القضية الجنوبية ومظلومية ابناء الجنوب ولكن وفق ما أسموه بالأطر السليمة وبعيدا عن التدخل الخارجي وتحت مظلة الوحدة التي كان ابناء الجنوب والشمال قد ضحوا لأجلها.
ومن ضمن المواقف المعلنة للمكونات الجنوبية رفض قبائل حلف حضرموت مشروع انتقالي الإمارات وهو الأمر الذي جعل رئيس ما يسمى بالانتقالي عيدروس الزبيدي ان يعلن السبت عبر قناة “عدن المستقلة” بأن قطاع الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت خرج عن السيطرة وأصبح متمرد – حد وصفه.
ورد رئيس قبائل حلف حضرموت “عوض بن حبريش” عبر تصريح صحافي بان “الزبيدي” وما يسمى بالإنتقالي تابعون ولا يمثلون ابناء المحافظات الجنوبية وإنما يمثلون أنفسهم.
وفي إطار ردود الأفعال الرافضة لمشروع الإنفصال أيضا: أكد رئيس لجنة الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة الشيخ / علي سالم الحريزي، أن الشعب اليمني سيدافع عن الوحدة وسيواجه المؤامرات الأجنبية التي تستهدف البلد.
وقال الشيخ / علي سالم الحريزي في تصريح صحفي أن ” أحرار اليمن وشرفائها في الشمال والجنوب قادرين على حماية وحدتهم اليمنية ووحدة أراضيهم بأنفسهم “.
وأضاف: أن أحرار اليمن في الشمال والجنوب لا يحتاجون إلى ضمانات خليجية أو دولية لحمايتهم وحماية أرضهم من “أراذل القوم”.
وأوضح الشيخ الحريزي: أن المشاريع والمؤامرات التي تحيكها دول التحالف السعودي الإماراتي وبريطانيا وأمريكا لليمن سيسقطها الشعب وسيحافظ اليمنيين على أرضهم وسيادتهم وحريتهم وكرامتهم.
وفي ظل تلك الردود لم تكن القيادة في صنعاء ببعيدة عن كل تلك المؤامرات بل كانت اول من حذرت من تلك المؤامرة الدولية الإقليمية، حيث أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، في كلمة له الأسبوع الماضي ان اليمن الواحد الموحد لا يقبل التفتيت والتقسيم.
وحذر الرئيس المشاط من أي مؤامرات تستهدف امن اليمن واستقراره، منوها بأن الدخول في اي تصعيد الان لن يكون ضرره على اليمن فقط، بل على الجميع وان من يستجيب للإبتزاز الأمريكي هو من يتحمل المسؤولية وأن السعودي هو المسؤول الأول عن الوضع بالمنطقة.
وأكد الرئيس المشاط بقوله: إذا قرر السعودي ان يخضع للإبتزاز الأمريكي والبريطاني هذا شأنه، ونحن في الجمهورية اليمنية سنتوجه بإذن الله لبناء يمن واحد وموحد لكل ابنائه وبسيادة كاملة غير منتقصة.
إلى ذلك قال محافظ ذمار محمد البخيتي: إن أي متغيرات في المحافظات المحتلة فإنها عادةً ما تحمل البصمة السعودية والإماراتية، لكنها اليوم تحمل كذلك البصمة الأمريكية والبريطانية بشكل مباشر
مضيفا: لن يتوقف الأمر على إعادة تقسيم اليمن إلى دولتين وإنما ستستمر العملية بهدف تفكيكه إلى دويلات ومن ثم إقتطاع الجزر والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة
وأكد البخيتي قائلا: على الجميع الإلتفاف حول قضية تحرير اليمن من الإحتلال لأن هذه هي المشكلة التي نعاني منها، وبعدها سنكون قادرين على حل كل مشاكلنا بأنفسنا دون الحاجة لأي تدخلات خارجية.
ويرى مراقبون سياسيون وعسكريون ان المؤامرة الكبرى التي يعلنها اليوم تحالف دول العدوان من خلال دعم مشروع الإنفصال هي مؤامرة فاشلة مهما تكالبت بهدف تقسيم اليمن لأن ثمة شرفاء كثر بالمحافظات الجنوبية سيتصدون لكل مشاريع التقسيم التي ينفذها التحالف وبجانبهم القيادة الثورية الوطنية في صنعاء الذين يدافعون عن اليمن ككل وليس عن جماعة او محافظة محددة واعلنوا تصديهم الى جانب شرفاء الجنوب لكل مؤامرات الانفصال والتشطير.