حالات الشلل الرعاش الشديدة.. قفزة علاجية تمهد لأمل جديد
Share
شهدت علاجات مرض الشلل الرعاش “باركنسون” تطورات واعدة بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الرقائق الإلكترونية، والموجات الصوتية، والتي يمكن من خلالها علاج الحالات شديدة الاضطراب والتي لم تستجب للعلاجات الدوائية.
قفزات علاجية
أحمد رسلان، أستاذ جراحات المخ الوظيفية وجراحة الأعصاب بجامعة أوريغون الأميركية، قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن هناك تطورين جراحيين مهمين لمرض الشلل الرعاش “باركنسون” خلال السنتين الماضيتين.
بالنسبة للعلاج المتطور للشلل الرعاش، وهو علاج يندرج تحت مجموعة علاجات ومسارات علاجية، ونتحدث بالأخص عن العلاج الجراحي.
العلاج الجراحي ليس متاح لجميع مرضى الشلل الرعاش، لأن أغلب مرضى الشلل الرعاش يستجيبون للعلاج الدوائي.
القلة غير المستجيبة للعلاج الدوائي، أو الحالات المتطورة بشكل شديد هي التي تحتاج إلى العلاج الجراحي، وهو علاج مؤثر بشكل كبير ويغير من طبيعة حياة المريض وجودة الحياة بشكل مؤثر جدا.
تطوران أساسيان حدثا خلال العامين الماضيين بالنسبة لهذا النوع من العلاج، يتمثلا في التطور على أجهزة التنبيه العميق للمخ.
وعلاج التنبيه العميق للمخ هو علاج موجود وتمت الموافقة على استخدامه لمرضى باركنسون منذ أكثر من 20 عاما، لكن هذه الأجهزة كانت تنبه منطقتين في المخ بشكل مستمر وثابت وغير متغير.
الحديث في هذا المجال أن هذه الأجهزة أصبحت لديها القدرة على الإحساس بنشاط المخ وتسجيله، إضافة إلى الإحساس بوقت تسديد علامات مرض الشلل الرعاش وتغيير التنبيه بناء على حالة المخ، أي تنبه عند اللزوم أو التنبيه المتغير أو المُلبي للنداء.
هذا النوع من التغيير هو تغيير مغلق الحلقة، وهو تنبيه حديث جدا ويعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الرقائق الإلكترونية عن طريق التسجيل المستمر لنشاط المخ وتحليله خلال جزء من الثانية وإصدار قرار الأجهزة بتغيير نشاطها لتغيير نشاط المخ للمحافظة على حالة المخ في حالة “اللارعشة” بشكل مستمر، أو في الحالة الأقرب للحالة الصحية من الحالة المرضية.
هذا التطور مهم جدا وهو حديث جدا، وهناك مجموعة من الأبحاث تنشر عنه مؤخرا، ونشترك في مؤسسة بحثية في هذا النوع من التطور.
النوع الثاني، يتعلق بجراحات الموجات الصوتية، وهي جراحات حديثة جدا، حيث إنها لا يستخدم فيها المشرط الجراحي، ولكن يُستخدم فيها أشعة صوتية “غير مرئية”، يستخدم خلالها الطاقة الموجودة في الطبيعة بشكل مقنن وبتقنية عالية جدا.
هذا النوع يتم إجرائه عن طريق دخول المريض في جهاز مزود بخوذة تحتوي على 1024 مصدر للطاقة الصوتية، وهذه المصادر كلها يتم تركيزها في بؤرة واحدة، وهذه البؤرة من الممكن تصويبها إلى نقطة محددة في المخ أصغر من 5 ملليمتر حيث يتم رفع درجة حرارتها ليتم إجراء الكي المستديم لهذه البؤرة.
ينقذون المديونين من السّجن.. ويموّلون علاج المرضى
هذه التقنيات يتم استخدامها مع مرض الشلل الرعاش والأنواع الأخرى من الرعشة والحركات اللاإرادية تتسم بوجود اضطراب في البؤر العميقة في المخ التي يمكن علاجها بالكي، وهو كي مستديم وغير تداخلي ويمكن التحكم به.
نتائج واعدة
نُشرت دراسة أجراها باحثون بمختبر النُظم العصبية والعضلية بكلية دبلن بأيرلندا، تحت عنوان “محاكاة مخططات التحكم في تحفيز الدماغ العميق ذات الحلقة المغلقة لقمع تذبذبات بيتا المرضية في مرض باركنسون”.
قدمت الدراسة نموذجًا حسابيًا للتحكم في الحلقة المغلقة للتحفيز العميق للدماغ (DBS) لمرض باركنسون (PD) للتحقيق في مخططات التحكم القابلة للتطبيق سريريًا لقمع نشاط النطاق بيتا المرضي.
أظهر (DBS) ذو الحلقة المغلقة لـ(PD) نتائج واعدة في الدراسات السريرية الأولية ويوفر إمكانية تحقيق تحكم أفضل في أعراض المريض والآثار الجانبية مع استهلاك أقل للطاقة من (DBS) التقليدي ذي الحلقة المفتوحة.