درجات حرارة قياسية وجفاف… ماهي تبعات التغير المناخي على أوروبا
Share
تشير بيانات خدمة كوبيرنيكوس لتغير المناخ أن سنة 2022 تميزت بالحر الشديدة والجفاف واسع النطاق وهو سيناريو من المحتمل أن يتكرر خلال هذه السنة أيضا
في حلقة جديدة من برنامج “كلاميت ناو” تشارك معكم يورونيوز آخر الإحصائيات حول تغير مناخ و درجات الحرارة المسجلة خلال 2022 والتي كانت إحدى أكثر السنوات حرًا وجفافا في القارة الأوروبية بالإضافة إلى تقرير كوبرنيكوس الأوروبي حول حالة المناخ.
وذكر التقرير أن درجات الحرارة المسجلة في أبريل 2023 كانت أعلى بمقدار 0.3 درجة مئوية عن المتوسط المجسل بين 1991 و2020.
ورغم أن الجو كان باردًا من المملكة المتحدة وصولا إلى تركيا، لكنه كان أكثر دفئًا حول شبه الجزيرة الأيبيرية وغرب البحر الأبيض المتوسط.
وسجلت قرطبة الإسبانية درجة حرارة بلغت 38.8 درجة، وفي مورا في البرتغال بلغت متوسط 36.9 درجة، وفي مراكش في المغرب 41.3 درجة، وهي كلها أرقام قياسية في شهر أبريل.
درجات حرارة قياسية سجلتها عدة مدن أوروبية وإفريقية في خلال شهر أبريل من هذا العاميورونيوز
وبالعودة إلى بيانات المناخ السنوية لعام 2022 التي تم إصدارها في تقرير كوبرنيكوس فقد تميزت سنة 2022 بالحرارة الشديدة والجفاف واسع النطاق.
وتوضح خرائط مؤشر الجفاف مدى استفحال هذه الظاهرة، ويقول عالم المناخ جوليان نيكولا إن هذا السيناريو قد يتكرر هذا العام.
ويضيف “نشهد هذا الأمر وهو يحدث الآن في إسبانيا، حيث توجد درجات حرارة قصوى مقترنة بظروف جافة جدًا. هذا مثال لتكرار سيناريو 2022”.
مخاطر صحية على السكان
كان صيف 2022 الأكثر سخونة على الإطلاق في أوروبا، وشهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأيام المعروفة باسم “الإجهاد الحراري الشديد”.
ويوضح اللون الداكن على الخريطة أدناه زيادة عدد أيام الإجهاد الحراري. وبات هذا يشكل مصدر قلق للأطباء بسبب المخاطر الصحية الناجمة عن هذا الأمر، وسيتعين على الأوروبيين تعلم العيش والتأقلم مع الحرارة المرتفعة.
في عام 2022 شهدت أجزاء كثيرة من أوروبا 40 يومًا في السنة أو أكثر من درجات حرارة تتراوح ما بين 32 إلى 38 درجة وهذا معدلات حرارة كافية للتسبب في مشاكل صحية للسكان.
وتقول الطبيبة ناتالي نيدنز من التحالف الألماني المكلف بشؤون تغير المناخ والصحة إن هذا الأمر “يمكن أن يؤدي هذا إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية وحتى الجفاف والفشل الكلوي”.
وتوضح أنه من الممكن أن نصبح في حاجة لتعديل جرعات الأدوية والقيود الغذائية، لأنها يمكن أن تجعل الإنسان أكثر عرضة للحرارة وبالتالي تشكل خطرًا أكبر على صحته”.
انتعاش قطاع الطاقة الشمسية
إلى جانب الحرارة والجفاف، فإن هناك اتجاه رئيسي آخر وهو ازدياد الأيام المشمسة في أوروبا.
العام الماضي شهدت القارة أعلى مدة سطوع للشمس على الإطلاق، ويوضح اللون الأحمر على الخريطة أدناه مئات الساعات الإضافية من سطوع الشمس. وانعكس هذا على نمو قطاع الطاقة الشمسية في أوروبا.
ويقول مدير سياسات الطاقة الشمسية بأوروبا دريس أكي أن هذا العامل (المتمثل في زيادة مدة سطوع الشمس) ينعكس على اقتصاديات الطاقة الشمسية بشكل كبير، خاصة في منتصف الفصول. لذلك سيكون لهذا تأثير إيجابي على الأعمال الخاصة بالطاقة الشمسية فقط.”