مياه المحيطات أكثر سخونة.. ماذا سيحدث بعد ذلك؟

سجلت حرارة المحيط العالمي درجة قياسية أثارت المخاوف حول تدمير الحياة البحرية وزيادة فرص الطقس القاسي مع قرب حدوث ظاهرة النينيو المناخية في وقت لاحق من هذا العام.

ونقلت مجلة نيتشر  أن المحيط العالمي شهد حرارة قياسية بلغت 21.1 درجة مئوية في أوائل أبريل الماضي، بزيادة 0.1 عن الدرجة القياسية التي سجلت في مارس 2016.

ووفقالادارة الوطنية الأميركية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي فإن مصطلح المحيط العالمي يشير إلى الجسم المائي الشاسع الذي يغطي 71 في المئة من الأرض، وهو مقسم جغرافيا إلى أربعة محيطات وهي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهندي والقطب الشمالي. في حين أن الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى بلدان أخرى، تعترف بالمحيط الخامس وهو القطب الجنوبي.

وبحسب المجلة، فإن الرقم مذهل رغم أنه يتماشى مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات المتوقع من تغير المناخ، غير أن اللافت هو أن هذه الدرجة سجلت قبل ظاهرة النينيو التي من المتوقع أن تسبب طقسا أكثر دفئا ورطوبة في منطقة شرق المحيط الهادئ.

وتشير هذه الدرجة المسجلة إلى أن درجات حرارة المحيطات الأكثر دفئا من المتوسط من المتوقع أن ترتفع أكثر ما يسبب طقسا حارا وموجات حر بحرية، و ينعكس سلبا على الحياة البحرية من الشعاب المرجانية إلى الحيتان.

وتعليقا على ذلك، يقول جوش ويليس، عالم المحيطات في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا، إنه من المتوقع أن “نشهد ارتفاعات قياسية في درجة الحرارة خلال العام المقبل مع قدوم ظاهرة النينيو”.

وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يصل احتمال حدوث النينيو بحلول أكتوبر القادم إلى نسبة 80 في المئة.

ويتوقع أندرو ليسينغ، عالم المحيطات في مركز علوم مصايد الأسماك الجنوبية الغربية التابع للإدارة الوطنية الأميركية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في كاليفورنيا، أن تطور ظاهرة النينيو كما هو متوقع قد يسبب موجة حر بحرية مدمرة.

وتقول المجلة إن موجات الحر البحرية قد تكون مدمرة للحياة البحرية ومصايد الأسماك، وقد تدفع الحيتان إلى الاقتراب من الشاطئ أكثر بحثا عن الطعام مما يزيد احتمال اصطدامها بالسفن، كما تسبب تكاثر الطحالب الضارة.

ويقول بوين هوانغ، عالم المحيطات الذي يعمل على بيانات درجة حرارة سطح البحر للمراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في آشفيل بولاية نورث كارولينا إن بعض المناطق في نصف الكرة الجنوبي شهدت موجات حر بحرية حتى قبل تسجيل الدرجة القياسية في أبريل.

وترفع المياه الدافئة الضغط على الحياة البحرية إذ يتناقص الأوكسجين والغذاء، وفق ويليام تشيونغ ، عالم الأحياء البحرية في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر.

ويمكن أن تؤدي درجات حرارة المحيطات المرتفعة إلى “طقس متطرف”. وساعدت المياه الدافئة بشكل غير معتاد قبالة بيرو هذا العام في هطول أمطار غزيرة وإعصار ياكو الاستوائي، وهو أول عاصفة من نوعها تضرب المنطقة منذ عقود.

وتعليقا على الدرجة القياسية المسجلة في أبريل، يخلص ينس تيرهار، وهو مصمم نماذج بيوجيوكيميائية للمحيطات في معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس، إن الارتفاع لم يكن ليحدث لولا تغير المناخ.

قد يعجبك ايضا