قال مركز حقوقي عراقي في بغداد، مساء يوم الإثنين، إن معدلات الطلاق في البلاد ارتفعت بشكل خطير، بواقع 19 ألف حالة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بواقع 9 حالات طلاق في الساعة الواحدة، فيما أكد عضو بنقابة المحامين العراقية أن المشكلة الاجتماعية تتطلب زيادة الوعي بخطورة الزواج المبكر، والتأصيل لفكرة التفاهم والتقارب الثقافي بين الطرفين قبل الإقدام على خطوة الزواج.
ووفقا لبيان صادر عن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، الإثنين، فإن “العراق شهد ارتفاعا في حالات الطلاق خلال الربع الأول من هذا العام حيث بلغ عددها 19 ألف حالة طلاق، بمعدل تسع حالات طلاق بالساعة الواحدة، حسب إحصاءات مجلس القضاء الأعلى”.
ونقل البيان عن نائب رئيس المركز، حازم الرديني، قوله إن “تلك الأرقام تؤشر إلى نسب عالية وخطيرة للطلاق، وجاءت بغداد بالمرتبة الأولى بعدد الحالات، وبعدها البصرة بالمرتبة الثانية”.
وحذر الرديني من استمرار ارتفاع نسب الطلاق داخل المجتمع والتي قال إن “أغلبها تعود للعامل الاقتصادي، وارتفاع نسب الفقر والبطالة العالية، وكذلك بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والعنف الأسري وزواج القاصرات، مطالباً الحكومة، بـ”العمل على معالجة الأسباب أعلاه لما لهذه الظاهرة من مخاطر اجتماعية وتفكك للأسرة والمجتمع”، بحسب البيان الذي نشرته وسائل إعلام محلية عراقية اليوم الإثنين.
وفي أكتوبر الماضي، قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق ريتا كولومبيا، إن “أكثر من 25% من العراقيات يتزوجن قبل سن 18″، مؤكدة أن “معدلات الطلاق لمن تزوجن مبكراً في ارتفاع مستمر أيضاً، وهناك ضرورة لتوعية المجتمع بهذا الخطر. وأمامنا طريق طويل في هذا الملف لأنه متجذر في الأعراف الاجتماعية في بعض المدن والأرياف التي تُفضل تزويج المرأة في سن مبكرة”.
وكشفت أن “1.5% من النساء العراقيات مُطلقات، وفقاً لنتائج المسح الذي أجريناه بالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية”.
من جانبه، قال عضو نقابة المحامين العراقية، محمد القيسي، إن استمرار ارتفاع معدلات الطلاق في العراق، يصاحبه ارتفاع المشاكل الاجتماعية التي تنجم عن هذا الطلاق، والتي تتطور إلى شجار ونزاعات مختلفة في كثير من الأحيان، ما يعني أن الطلاق له تبعات كثيرة بينها ما يصل إلى الجريمة”.
القيسي اعتبر أن المجتمع العراقي بحاجة ماسة إلى زيادة الوعي حول خطورة الزواج المبكر، إلى جانب مسائل ثقافة الزوجين وفارق التفكير والعادات بينهما قبل الإقدام على خطوة الزواج أصلا”، مؤكدا أن “قلة الثقة والشك والفقر والبطالة تفكك روابط الزواج سريعا بين الطرفين. وتبين أن وجود الزوج تحديدا بالمنزل ساعات طويلة سبب طلاق واسع، وهو ما يعني أن البطالة أحد أسباب هذه المشكلة الاجتماعية”.
ووصف دور وسائل الإعلام بالتوعية بأنه “ضروري، خاصة في الأرياف والقرى التي يكثر فيها الطلاق”.