صراع الشركات الكبرى لجذب خبراء الذكاء الصناعي.. ماذا تعرف عنه ؟
Share
يعمل الذكاء الصناعي (AI)، الذي أصبح كلمة طنانة في عالم التكنولوجيا في الأيام الأخيرة، على تغيير طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا. من السيارات ذاتية القيادة إلى روبوتات المحادثة التي تساعدنا في خدمة العملاء، يغير الذكاء الصناعي سريعاً الطريقة التي ننفذ من خلالها أمورنا. ولكن مع تزايد الطلب على خبراء الذكاء الصناعي، تكافح الشركات الكبرى للعثور على المواهب المناسبة لشغل هذه الأدوار.
إن إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجهها الشركات الكبرى في توظيف خبراء الذكاء الصناعي هي النقص في المهنيين المهرة. ارتفع الطلب على خبراء الذكاء الصناعي في السنوات الأخيرة، ولكن ببساطة لا يوجد عدد كافٍ من المرشحين المؤهلين لملء جميع الأدوار المتاحة.
وقد اشتعلت حرب التوظيف في الوقت الذي يجري فيه الترويج بشكل متزايد للعمل في مجال الذكاء الصناعي باعتباره أكثر التجارب المرغوبة على هذا الكوكب بعد أن أظهرت OpenAI اختراقات ChatGPT.
أفادت شبكة بلومبرج الأمريكية بأن جنون التوظيف في الذكاء الصناعي تتردد أصداؤه في جميع أنحاء العالم، من وادي السيليكون إلى أوروبا وآسيا وما وراءها، حيث يقدم عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وبايدو حزم توظيف من الدرجة الأولى لاستقطاب المهندسين والخبراء من أجل بناء محركات الذكاء الصناعي الخاصة بهم.
كما تعمل الشركات في كل المجالات الأخرى تقريباً، من الرعاية الصحية والتمويل إلى الترفيه، على توظيف موظفي الذكاء الصناعي أيضاً تحسباً لتجنب التعرض للصدمة بسبب التحولات في صناعاتهم.
ويتمحور صراع جذب عقول التكنولوجيا هذا بشكل خاص بين الشركات التي تتطلب خبراء لديهم مجموعات مهارات محددة أو خبرة في مجالات متخصصة في الذكاء الصناعي، مثل معالجة اللغة الطبيعية أو رؤية الكمبيوتر.
من جانبه، قال راهول شاه، المؤسس المشارك لشركة WalkWater Talent Advisors، وهي شركة توظيف للموظفين رفيعي المستوى، إن هناك “حاجة لا تشبع للمواهب. لا يمكن الاستعانة بمصادر خارجية للذكاء الصناعي، فهو جوهر المنظومة”.
وفي أوج هذه الصراع المحتدم على اجتذاب أفضل العقول في مجال الذكاء الصناعي، انتقلت حرب المواهب الشرسة، التي محورها الرئيسي الذكاء الصناعي، إلى الهند التي تمتلك ثاني أكبر مجموعة بعد الولايات المتحدة من ذوي المهارات العالية في مجال الذكاء الصناعي والتعلم الآلي ومواهب البيانات الضخمة، وفقاً لتقرير فبراير/شباط الصادر عن هيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات Nasscom.
ويُظهِر تقرير بلومبيرج أن التقنيين الهنود يلاحقَون بعروض عمل جديدة وحزم رواتب خيالية من قبل عمالقة التكنولوجيا، حيث يُنظر إلى الهند على أنها أرض خصبة لصيد المهندسين لبناء مشاريعهم الخاصة بمحركات الذكاء الصناعي.
ولطالما كانت الهند، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، المكتب الخلفي لصناعة التكنولوجيا، ومصدراً للتعزيزات لأي حالة طوارئ. ومع ذلك، حتى أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بدأ ينفد منها اختصاصيو البيانات والتعلم الآلي والمهندسون المهرة الذين تبحث عنهم الشركات الكبرى والصغرى على حد سواء.
وخلال حديثه مع بلومبيرج، قال أديتيا تشوبرا البالغ من العمر 36 عاماً والذي يعمل اختصاصي عالم بيانات في مجال الذكاء الصناعي، إن جهات التوظيف تواصل الاتصال رغم أنه لا يبحث عن وظيفة جديدة. ولفت تشوبرا إلى أن الأصدقاء بهذا المجال يحصلون على زيادات في الأجور تتراوح بين 35% و50% في كل مرة يبدّلون فيها وظائفهم. وتابع قائلاً: “هناك نقص حقيقي في البيانات والمواهب بمجال الذكاء الصناعي”.
منافسة محتدمة على المواهب
التحدي الرئيسي الآخر للشركات هو المنافسة على المواهب. غالباً ما يكون الطلب على خبراء الذكاء الصناعي الأكثر تأهيلاً مرتفعاً ولديهم مجموعة مختارة من عروض العمل. هذا يعني أن الشركات بحاجة إلى تقديم رواتب تنافسية وحزم مزايا لجذب أفضل المرشحين. قد تجد الشركات التي لا تستطيع دفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على مواهب الذكاء الصناعي نفسها تكافح من أجل جذب أفضل المرشحين والاحتفاظ بهم.
بالإضافة إلى نقص المهنيين المهرة والتنافس على المواهب، تواجه الشركات الكبرى أيضاً تحديات في الاحتفاظ بخبرائها في الذكاء الصناعي. ينجذب العديد من خبراء الذكاء الصناعي إلى الشركات الناشئة أو الشركات الصغيرة التي توفر المزيد من الفرص للابتكار والإبداع. قد يُنظر إلى الشركات الكبيرة على أنها بيروقراطية وبطيئة الحركة، مما قد يجعل من الصعب الاحتفاظ بأفضل المواهب.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، لا تزال الشركات الكبرى تستثمر بكثافة في الذكاء الصناعي وتواصل توظيف خبراء في هذا المجال. كما أنهم يتخذون خطوات لمعالجة نقص المواهب من خلال الشراكة مع الجامعات والاستثمار في برامج التدريب لتطوير الجيل القادم من خبراء الذكاء الصناعي.