“أزمة مقابر” في تونس .. اعداد جثث المهاجرين تفوق طاقة الاستيعاب
Share
تعاني تونس من “أزمة مقابر” مع استقبال شواطئها يوميا لجثث عشرات المهاجرين غير النظاميين. وتدرس السلطات حاليا بناء مقابر جديدة، بعد أن أوشكت المقابر المتاحة في البلاد على النفاد، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه بيانات الأمم المتحدة أن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 شهدت أكبر عدد من الوفيات بين اللاجئين الذين حاولوا عبور البحر المتوسط منذ عام 2017، وأشارت كذلك إلى تزايد عدد القوارب الغارقة التي تقل طالبي اللجوء.
وفي العام الماضي، أعلن الهلال الأحمر التونسي العثور على أكثر من 800 جثة في منطقة صفاقس وحدها، فضلاً عن العثور على أكثر من 300 جثة منذ بداية عام 2023.
وقبل أيام، أكد مسؤول أمني دفن أكثر من 210 جثث لمهاجرين أفارقة خلال الأيام العشرة الأخيرة، ولذلك تُقام الجنازات كل يوم لدفن الجثامين وتخفيف الضغط على مستودعات المستشفيات والمشارح المحلية، غير أن أماكن الدفن في كثير من المقابر البلدية المخصصة لدفن اللاجئين، وخاصة من أفريقيا جنوب الصحراء، توشك على النفاد.
وقال بيان صادر عن ولاية صفاقس إنه “بالنظر إلى التدفق الكبير لجثث الضحايا، حتى تجاوزت الطاقة الاستيعابية لقسم الطب الشرعي في مستشفى الحبيب بورقيبة الجامعي بأكثر من 170 جثة، فإننا قد عقدنا اجتماعاً طارئاً مع الجهات الصحية للتوصل إلى “حلول جذرية” للمشكلة، ويشمل ذلك تخصيص مقبرة للمهاجرين بسرعة، وتوفير شاحنات مبردة لنقل الجثامين التي تكون متحللة في كثير من الأحيان”.
وكانت رئيسة الحكومة نجلاء بودن عقدت أخيرا جلسة عمل وزارية، خصّصتها للنظر في ملف الهجرة غير النظامية.
واستعرض المجلس “آخر المستجدات بخصوص تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية من أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس، كما تناول الوضع على سواحل ولاية صفاقس لا سيما بعد انتشال عدد من الجثث لمهاجرين غير نظاميين إثر غرق مراكبهم عرض البحر”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد عبر عن مخاوفه من انهيار الاقتصاد التونسي، الذي قال إنه قد يتسبب بوصول حوالى مئتي ألف مهاجر إلى السواحل الإيطالية مع نهاية العام الجاري