مؤتمر الدوحة؛عدم دعوة طالبان وانتقادات واسعة لجدول أعماله
Share
من المزمع أن تستضيف العاصمة القطرية الدوحة يومي الأول والثاني من أيار/مايو المقبل، مؤتمرا برعاية الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومشاركة ممثلين خاصءن عن البلدان لدراسة الوضع في أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة إن المؤتمر سيسلط الضوء على التفاعل المتسق إزاء الأزمة الانسانية والقيود التي تفرضها مجموعة طالبان على عمل وتعليم النساء والفتيات في أفغانستان.
لكن أمينة محمد مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة كانت قد أعلنت في وقت سابق في كلمة لها في جامعة برينستون الأمريكية أن مؤتمر الدوحة سيناقش “الخطوات الصغيرة الهادفة للاعتراف بطالبان.”
وتعد أمينة محمد التي زارت أفغانستان عقب منع طالبان النساء من العمل في المؤسسات غير الحكومية الداخلية والدولية، أول مسؤول بالمنظمة الدولية يتحدث عن الاعتراف بمجموعة طالبان.
ورغم أن المتحدث باسم الأمم المتحدة أعلن أن المنظمة الدولية لا تملك وفقا لميثاقها ومبادئها، صلاحية الاعتراف بطالبان، بل أن هذا هو من صلاحيات الدول، بيد أن هذه المنظمة أُتهمت على إثر تصريحات أمينة محمد، بممارسة “النفوذ واللوبي” تمهيدا للاعتراف بمجموعة طالبان.
عدم دعوة طالبان لمؤتمر الدوحة
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه لم يتم توجيه دعوة لمجموعة طالبان للمشاركة في مؤتمر الدوحة. وأبلغ وكالة رويترز أن السيد غوتيريش لم يدع طالبان للمشاركة في هذا المؤتمر.
وأضاف المتحدث الأممي أن مؤتمر الدوحة سيُعقد على مدى يومين خلف الأبواب الموصدة وذلك بهدف التركيز على “الالتزام الدولي حول الأهداف المشتركة لمسار مستدام يمضي قدما في أفغانستان.”
ورغم أنه مقررا أن يشارك في المؤتمر ممثلون خاصون عن الدول بشأن أفغانستان، لكنه لم يتضح بعد ما الدول والمنظمات التي ستشارك فيه على وجه التحديد.
ولم تُدع مجموعة طالبان منذ سيطرتها على أفغانستان، إلى الكثير من المؤتمرات الدولية حول أفغانستان، بل دُعيت إلى عدد من الملتقيات الإقليمية فحسب.
والاجتماعات التي دُعي إليها كبار أعضاء طالبان، عُقدت في الغالب من قبل روسيا والصين وتركيا وبلدان اسيا الوسطى. وقد زادت هذه الدول من مستوى تعاطيها مع مجموعة طالبان منذ هيمنة الأخيرة على أفغانستان، وأبقت على سفاراتها مفتوحة في كابل، وسلمت سفارات أفغانستان لديها لهذه المجموعة.
انتقادات واسعة لأجندة مؤتمر الدوحة
ولم تعلن الأمم المتحدة عن جدول أعمال مؤتمر الدوحة، واكتفت بالقول أن المؤتمر سيناقش الاستجابة المنسقة للوضع في أفغانستان.
ومع ذلك، وجهت العديد من منظمات حقوق الانسان الدولية والداخلية سهام نقدها للأمم المتحدة على خلفية إثارة مسألة الاعتراف بطالبان في مؤتمر الدوحة.
وقالت اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في أفغانستان إن قضية الاعتراف بمجموعة طالبان في الظروف الحالية “منتفية” وهي “غير مقبولة” من وجهة نظر الشعب الأفغاني.
وأضافت في بيان أن هذه القضية لا يجب أن تُدرج على جدول أعمال مؤتمر الدوحة أو أي مؤتمر واجتماع اخر.
كما وجه نشطاء حقوق المرأة وأكاديميون ومعلمون وكُتاب ونشطاء مدنيون أفغان، رسائل مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة اعتبروا فيها موضوع الاعتراف بمجموعة طالبان في مؤتمر الدوحة بانه يمثل “خيانة للشعب الأفغاني” وطالبوا بشطب هذا الموضوع عن أجندة المؤتمر.
ويعبر العديد من المواطنين الأفغان في الوقت الحاضر عن قلقهم من إمكانية الاعتراف بمجموعة طالبان كسلطة رسمية وأمر واقع في البلاد.
ويرون أن إثارة هذه القضية في مؤتمر الدوحة، يشكل أول خطوة باتجاه الاعتراف بمجموعة طالبان ويقولون أن هكذا قضية تضع مستقبل أفغانستان، في قبضة مجموعة لها سجل حافل بالإرهاب.