طالبان في مواجهة الأسرة الدولية؛ هل المجاعة ستضرب بافغانستان؟
على إثر منع مجموعة طالبان، النساء من العمل في مكاتب الأمم المتحدة في أفغانستان، تكون هذه المجموعة قد دخلت في مواجهة جادة مع الأسرة الدولية؛ المواجهة التي زادت من المخاوف من وقوع كارثة إنسانية من العيار الثقيل في هذا البلد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد حذر في الآونة الأخيرة من أن أفغانستان باتت مع نفاد الميزانية الخاصة بالمساعدات الانسانية تقف على شفا “أعلى مخاطر المجاعة” على مدى الأعوام ال25 الأخيرة.
وأضاف أن 20 مليون نسمة في أفغانستان يواجهون المجاعة الشديدة وأن ستة ملايين منهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى منها، وإن لم يتم رصد ميزانية للمساعدات الإنسانية بشكل عاجل، فان البلاد ستمر بـ “كارثة إنسانية واسعة النطاق.”
وجاء في تقرير “أوتشا” أن عدد الأشخاص المعرضون لخطر المجاعة في أفغانستان، هو الأكبر على الأرجح في العالم.
وتابع أنه تسلم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، 5.4 بالمائة فحسب من الأموال اللازمة التي تبلغ 250 مليون دولار.
وكانت هذه المؤسسة الأممية قد أعلنت أنها بحاجة إلى 4.6 مليار دولار في العام الجاري وذلك من أجل معالجة الأزمة الإنسانية في أفغانستان.
إرهاصات مخاطر المجاعة
وأورد مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في تقريره للأشهر الثلاثة المذكورة أن المؤسسات التي تعمل في مجال الإغاثة والمساعدة تواجه نقصا في الميزانية، ما يضطرها لخفض مستوى تقديم المساعدات.
وذكر على سبيل المثال أن برنامج الأغذية العالمي (WFP) أعلن في العشرين من اذار/مارس الماضي أن بوسعه في ظل الميزانية الحالية، توصيل مساعدات غذائية أساسية إلى 4 ملايين شخص فقط من أصل 13 مليون إنسان خطط لإيصال المساعدات الإنسانية لهم في شهر نيسان/ابريل.
وأضاف مكتب الأمم المتحدة في تقريره أن هذا يعني أن 9 ملايين نسمة معرضين وجياع، لن يتمكنوا من تلقي المساعدات الغذائية.
ووفقا لهذا التقرير، فإن العوائل الأفغانية استنفدت مخزونها من الغذاء والذي كان يجب أن يستمر حتى فصل الحصاد، وأن بعض الفعاليات والأنشطة الحيوية لمنظمات الإغاثة والمساعدة معرضة للتوقف بسبب نقص الموازنة.
وفي ضوء ما تقدم، فان الإرهاصات والمؤشرات الجادة لوقوع مجاعة في أفغانستان آخذة بالتزايد، وإن واصلت مجموعة طالبان، مواجهتها للأسرة الدولية، وتقوم الأمم المتحدة بإغلاق مكتبها السياسي في البلاد، فان الشعب الأفغاني سيمرّ بأزمة ومجاعة غير مسبوقتين في العالم.
ما العمل لمعالجة المشكلة؟
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أنه ليس بمقدورها توصيل المساعدات الإنسانية للأشخاص المحتاجين، من دون عمل الموظفات النساء في مكاتبها بأفغانستان.
وطلبت من مجموعة طالبان، أن تبادر بإلغاء قرارها بحظر عمل النساء في مكاتب الأمم المتحدة على الفور وأن تسمح بعودة النساء مجددا إلى مقار عملهن.
ويبدو أن إحدى الآليات الكفيلة بالحيلولة دون حدوث مجاعة في أفغانستان، تتمثل في أن تقوم مجموعة طالبان بتعديل سياساتها المتطرفة تجاه النساء وعلى الأقل عمل النساء لدى مؤسسات الإغاثة، وأن تسمح لهن بالعمل.
وعزت هذه المجموعة سبب حظر عمل النساء لدى مكاتب الأمم المتحدة إلى “القيم الداخلية لأفغانستان”، بيد أن المواطنين الأفغان ينددون بقوة بهذه الرؤية ويعتبرونها رؤية متطرفة تعتمدها مجموعة طالبان، ولا علاقة لها بقيم الشعب الأفغاني.
وإضافة إلى ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد السبل الكفيلة بإنقاذ الشعب الأفغاني من خطر المجاعة، هو أن تقوم الأسرة الدولية بتوفير الميزانية اللازمة لذلك.
وأوضح المكتب في تقريره أن مؤسسات الإغاثة طالبت المجتمع الدولي أن يضع على سلم أولوياته تقديم المساعدات الأساسية لـ “أكثر شرائح الشعب الأفغاني تضررا” وتوفير الميزانية اللازمة بصورة عاجلة.
-
شفقنا أفغانستان