اعتداءات ممنهجة ضد المسلمين.. النشاط المريب للقوميين الهندوس تحت المجهر
Share
كشف تقرير نشره موقع “غلوبال فيلاج سبايس” (Global Village Space) أن النشاط المريب للقوميين الهندوس أصبح تحت دائرة الضوء بعد الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الهندية أخيرا ودعوات مسلمين لوضع حد للاعتداءات التي تمارس ضدهم من جانب متطرفين هندوس.
وأضاف التقرير أن الأحكام القضائية والنداءات الحقوقية فرضت نوعا من الضغط على حكومة ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا بسبب إثباتها وقوع حوادث ترقى لأن تكون “حملة منظمة ضد المسلمين”.
وطرح تنامي هجمات متطرفي الهندوس ضد المسلمين في الهند علامات استفهام كثيرة حول خلفيات تلك الاعتداءات وأسبابها والأهداف الحقيقية من ورائها.
حكم قضائي مهم
وكانت المحكمة العليا الهندية قد أصدرت نهاية الشهر الماضي حكما وُصف بالمهم، حيث وُصفت فيه الدولة بأنها “عاجزة” لفشلها في كبح جماح خطابات الكراهية في جميع أنحاء البلاد، وأوضحت أنه لا يمكن إنهاء هذه الحالة إلا عندما يتم فصل السياسة والدين عن الصراعات السياسية.
وجاء في حيثيات الحكم أنه في كل يوم تقوم عناصر هامشية بإلقاء الخطب لتشويه سمعة الآخرين سواء على شاشات التلفزيون أو في المنتديات العامة، والمشكلة تبرز إلى السطح فقط عندما يخلط السياسيون بين السياسة والدين. وشدد القضاة على أنه في اللحظة التي سيتم فيها الفصل بين السياسة والدين سينتهي خطاب الكراهية.
وقد بررت المحكمة إسقاط تهم ازدراء ضد حكومة ولاية ماهاراشترا لفشلها في التصرف بناء على تقارير الشرطة عن حوادث خطاب الكراهية.
وبحسب تقرير “غلوبال فيلاج سبايس” فإن وسائل الإعلام الهندية تحدثت عن أكثر من 50 تجمعا ضد المسلمين في ولاية ماهاراشترا منذ نوفمبر/تشرين الثاني، طالب خلالها المحتجون بمقاطعة المسلمين اجتماعيا وعدم الزواج منهم لإفشال “جهاد الحب”.
ويتهم المتطرفون الهندوس الرجال المسلمين بالزواج من هندوسيات حتى يعتنقن الإسلام. كما يحتج المتطرفون الهندوس على سيطرة المسلمين على أراضي وأماكن عامة لبناء مبان دينية إسلامية.
وأكد التقرير أن تلك التجمعات الحاشدة نظمت من قبل مجموعة قومية هندوسية تدعى “ساكال هيندو ساماج”، التي يعمل الكثير من أعضائها تحت لواء المنظمة شبه العسكرية “راشتريا سوايامسيفاك سانغ”.
وعلى الرغم من أن حزب بهاراتيا جاناتا نأى بنفسه عن تلك التجمعات الحاشدة، فإن عددا من برلمانييه ومسؤوليه حضروا عددا من تلك التجمعات وتحدثوا خلالها.
وبحسب التقرير فإن متابعين يرون أن حزب بهاراتيا جاناتا يرى في التوترات الطائفية ورقة لاستقطاب الأصوات، ومن ثم فلا غرابة في أن يشتد خطاب الكراهية كلما قرب موعد أي استحقاق انتخابي.
وأوضح التقرير أن الحزب الهندوسي فشل منذ وصوله للسلطة في تحقيق التوازنات الداخلية، كما أنه أكد افتقاره لرؤية سليمة لبناء سياسة خارجية تحمي مصالح الهند ولا تستعدي الأطراف الأجنبية.
وتساءل الموقع عن التجمعات الدينية والمنظمات شبه العسكرية الهندوسية، واستغرب كيف أنها تعادي المسلمين، لكنها في الوقت نفسه تنتظر منهم الخضوع وعدم الانخراط في ردود فعل.