21 سنة علي مذبحة مخيم جنين…المجازر لازالت مستمرة+صور
Share
أكثر من واحد وعشرين عاما مرت على مجزرة جنين التي اقترفتها أيادي الغدر الصهيونية في مخيم جنين في فلسطين بالفترة ما بين 1 إلى 12 أبريل عام 2002 ولا تزال تفاصيل تلك المجزرة ماثلة للعيان تذكرنا بحقيقة قيام الكيان الصهيوني على بحر من دماء الفلسطينيين العزل.
بعد عشرين عاماً على مذبحة «صبرا وشاتيلا»، وخمسين عاماً على مذبحة «قبية»، ارتكب نفس الجزار، ونفس القاتل مذبحة في «مخيم جنين».! من خلال سلسلة من المجازر والجرائم الإنسانية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها يومياً بدعم واضح من الإدارة الأمريكية.
بعد واحد وعشرين عامًا، لا تزال صور الشهداء من مختلف معارك المقاومة تغطي جدران مخيم جنين، أضيفت الصورة تلو الأخرى، لكن أبطال معركة 2002 لا يزالون الأكثر حضورًا بين جنباته.
المخيم بالكامل أزيل عن الوجود. أكثر من خمسمائة شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ سقطوا في هذا المخيم البطل على يد آلة الحرب والدمار الصهيونية لا يزال الكثير منهم تحت أنقاض مباني المخيم المهدمة.! أكثر من مائة من المدنيين أعدموا دون محاكمة في أزقة المخيم. عشرات الجرحى استشهدوا بعد أن ظلوا ينزفون حتى الرمق الأخير دون أن يستطيع أحد تقديم العلاج لهم..!! عائلات بأكملها من أطفال ونساء ورجال وشيوخ ومرضى قتلت بالكامل..
مئات من جثث الشهداء دفنت في مقابر جماعية سرية حتى يتم إخفاء معالم الجريمة. عشرات الجثث سحقت بجنازير الدبابات، وأطفال ماتوا لأنهم لم يجدوا الحليب خلال عشرة أيام من محاصرة المخيم.
هدم المخيم على رؤوس ساكنيه:
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 مارس من عام 2002 بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز(في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية المجرم أرييل شارون)، لم يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود.
ومع بدء الاجتياح الذي أشرف عليه بشكل استثنائي “رئيس أركان جيش الاحتلال “شاؤول موفاز”، نصب المقاومون الكمائن المفخخة في أزقة المخيم التي تسببت بمقتل عدد من الجنود، أوقع أحدها 13 جنديا إسرائيليا وأصيب 15 جنديا، وهو ما جعل الاحتلال يغير خططه ويقرر هدم جزء من المخيم وتسويته بالأرض، وهو المنطقة التي كان يتحصن بها المقاومون.
دمر الاحتلال 455 منزلا بالكامل، و800 منزلا بصورة جزئية، واستشهد 58 من أبناء المخيم معظمهم من غير المقاومين، حيث كان يستخدمهم دروعا بشرية خلال محاولته التوغل في المخيم، واعتقال المئات من أبنائه، في مجزرة طالت البشر والحجر، وهزت الرأي العام العالمي.
بالمقابل قتل خلال هذه المعركة 50 جنديا وأصيب العشرات، مما جعلها من أكثر المعارك التي دفعت فيها إسرائيل ثمنا. وحاولت إسرائيل التقليل من هذا الثمن بالإعلان عن نجاحها باجتثاث المقاومة في المخيم وأنها خطوة لا بد منها للقضاء على “عش الدبابير”، كما تصف المخيم، ووقف العمليات التي تخرج منه.
المقاومة هدأت لكن لم تتوقف
على أرض الواقع، مثّل الاجتياح انتصارا للمقاومة بالرغم من قدراتها المحدودة. فهذه المعركة التي خلقت تضامنا شعبيا ودوليا، حولت المخيم إلى أيقونة مقاومة. ولم يمض الكثير من الوقت حتى عادت العمليات العسكرية للخروج من المخيم، كما يقول جمال حويل ابن المخيم وأحد مقاتلي المعركة، حيث اعتقل 11 عاما.
حويل الذي وثق تفاصيل المعركة في كتاب صدر تزامنا مع الذكرى الـ 20 لها بعنوان “معركة مخيم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحي”، أضاف للجزيرة نت أن إسرائيل حاولت من خلال اجتياح المخيم خلق حالة ردع، ولكن فلسطينيا تحول المخيم لأيقونة.
المحاولات الفاشلة لإخفاء أثر مجزرة جنين 2002:
وحسب شهود عيان فقد حفر جنود الاحتلال الإسرائيلي حفرا عميقة وضعوا فيها جثث الشهداء الفلسطينيين وذلك بعد منع محكمة العدل في الكيان الإسرائيلي جيش الاحتلال التصريح بذلك.
أكد شهود عيان أن شاحنات إسرائيلية شوهدت تدخل المخيم وتخرج منه وهي محملة بجثث الشهداء ومتجهة إلى جهة مجهولة وقال بعضهم فيما بعد أنها اتجهت إلى غور الأردن ودفنتها في قبور جماعية. وأظهرت الصور التلفزيونية جثثاً متفحمة وأخرى متعفنة تحت الأنقاض وأن القوات الإسرائيلية الهمجية قامت بإعدام ميداني للعديد من المدنيين والمسلحين بعد نفاذ ذخيرتهم.
أعلنت السلطة الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدفن الشهداء في مقابر جماعية لإخفاء المجزرة. وأكدت أن دبابات وطائرات وجرافات الغزو الإسرائيلي تقوم بهدم منازل المخيم بيتاً بيتاً على رؤوس من تبقى من الأهالي وتنسف الجوامع والمساجد والمستوصفات وجميع المؤسسات المدنية.
قال مدير مركز القدس ان مذبحة مخيم جنين التى ارتكبها الجيش الاسرائيلى فى شهر ابريل من العام 2002 تأتى ضمن مسلسل الجرائم التى ارتكبها الجيش ولا يزال مثل دير ياسين والطنطور والدوايمة و قبية و كفر قاسم ومدرسة بحر البقر فى مصر و فى الجنوب اللبنانى صبرا وشاتيلا
وثقت العديد من المصادر والمنظمات والأفراد تفاصيل المجزرة البشعة، ولكن تقرير الأمم المتحدة الذي تم إعداده بإشراف أمينها العام كوفي عنان كان لافتًا للنظر؛ التقرير انحاز بالمجمل إلى جانب الكيان الصهيوني حيث صيغت مفرداته بمنطق يساوي بين المجرم والضحية، وكأنهما قوات عسكرية متساوية الكفة والعتاد يتقاتلان بشرف في ساحة قتال!
حقيقة المجزرة شيء أخر تماما، ووصفها التقرير بدقة وكأنه لا يعلم أنه يوثق كيف أن جيش الاحتلال الصهيوني بكامل عتاده وأسلحته ارتكب جريمة كاملة قتل فيها العديد من أهالي مخيم جنين وهم بسطاء في منتهى درجات الشقاء وضنك الحال، بحجة وجود بعض المقاتلين الفلسطينيين لا يتجاوز عددهم العشرات يمتلك بعضهم كلاشنكوف أو السلاح الأبيض في أحسن الأحوال! هذه هي معايير الأمم المتحدة!
تتفاوت حصيلة الشهداء ما بين تقرير كوفي عنان المتوافق بأرقامه مع رواية جيش الاحتلال التي زعمت سقوط 52 شهيدا بينما تتحدث السلطة الفلسطينية عن سقوط أكثر من 500 شهيدا.
تكمن أهمية التقرير في أنه وثيقة تاريخية تكشف للعالم كيف أقام الاحتلال كيانه على بحر من دماء الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح وسرقة أرض فلسطين بدعم كامل من أمريكا وبعض الدول الغربية وصمت مطبق من باقي دول العالم وفي مقدمتهم أهل القضية؛ الدول العربية!
صور
وتكشف في جنين صور المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المدينة. فقد وجدت الجثث بالعشرات تحت أنقاض منازل كثيرة هدمتها القوات الإسرائيلية على ساكنيها. وتحولت جنين إلى مدينة أشباح تفوح منها رائحة الموت في كل مكان، وذكر شهود عيان أن ما شاهدوه في جنين تقشعر له الأبدان. وفيما يلي عينة من تلك الصور: