مجازر شهر نيسان الفلسطيني محمّلة بالدم والألم

تحمل أيام شهر نيسان الفلسطيني ذكريات الألم والوجع والدم ، فيه ارتكبت العصابات الصهيونية والجيش الصهيوني من المجازر ما يندى له ضمير الأنسانية والمجتمع الدولي، لقد سمّاه الفلسطينيون نيسان الدّامي، اذ وقعت فيه أبشع المجازر والاغتيالات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، تلك المجازر التي لن ينساها التاريخ وستظل مسطورة في طياته. وفي هذه الذكرى المؤلمة المريرة يُدرج الباحث في الشأن الفلسطيني عبد الحميد الهمشري استعراضا مختصرا لأهم تلك المجازر وعمليات الاغتيال منذ العام 1948 وحتى الآن

 – مجزرة اللجون قضاء جنين  3 نيسان عام 1948م  : العصابات الصهيونية (الهاجاناه) وارتكبت بحق سكانها مجزرة حيث قتل  (13) شخصاً من أهلها.

 – مذبحة دير ياسـين 9 نيسان 1948: مذبحة ارتكبتها منظمتان عسكريتان صهيونيتان هما الإرجون (التي كان يتزعمها مناحم بيجين، رئيس وزراء الكيان العبري الأسبق وشتيرن ليحي (التي كان يترأسها إسحق شامير الذي خلف بيجين في رئاسة الوزارة). وتم الهجوم باتفاق مسبق مع الهاجاناه، وراح ضحيتها زهاء 260 فلسطينياً من أهالي القرية العزل. وكانت هذه المذبحة، وغيرها من أعمال الإرهاب والتنكيل، إحدى الوسائل التي انتهجتها المنظمات الصهيونية المسلحة من أجل السيطرة على الأوضاع في فلسطين تمهيداً لإقامة الدولة الصهيونية.

 ففي فجر 9 نيسان عام 1948 دخلت قوات الإرجون من شرق القرية وجنوبها، ودخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب ما عدا الطريق الغربي، حتى يفاجئوا السكان وهم نائمين. وقد قوبل الهجوم بالمقاومة في بادئ الأمر، وهو ما أدَّى إلى مصرع 4 وجرح 40 من المهاجمين الصهاينة. وكما يقول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون: «إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها.. لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف ولمواجهة صمود أهل القرية، استعان المهاجمون بدعم من قوات البالماخ في أحد المعسكرات بالقرب من القدس حيث قامت من جانبها بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين. ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أية مقاومة، فقررت قوات الإرجون وشتيرن (والحديث لميرسييون) «استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيداً، وهو الديناميت. وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتاً بيتاً. وبعد أن انتهت المتفجرات لديهم قاموا «بتنظيف» المكان من آخر عناصر المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانوا يطلقون النيران على كل ما يتحرك داخل المنزل من رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ». وأوقفوا العشرات من أهل القرية إلى الحوائط وأطلقوا النار عليهم. واستمرت أعمال القتل على مدى يومين. وقامت القوات الصهيونية بعمليات تشويه سادية (تعذيب ـ اعتداء ـ بتر أعضاء ـ ذبح الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة) وأُلقي بـ 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص. وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة. وكما يقول ميرسييون: «وخلال دقائق، وفي مواجهة مقاومة غير مسبوقة، تحوَّل رجال وفتيات الإرجون وشتيرن، الذين كانوا شباباً ذوي مُثُل عليا، إلى «جزارين»، يقتلون بقسوة وبرودة ونظام مثلما كان جنود قوات النازية يفعلون». ومنعت المنظمات العسكرية الصهيونية مبعوث الصليب الأحمر جاك دي رينييه من دخول القرية لأكثر من يوم. بينما قام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى في عناية وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة (عثر مبعوث الصليب الأحمر على الجثث التي أُلقيت في البئر فيما بعد) وقد تباينت ردود أفعال المنظمات الصهيونية المختلفة بعد المذبحة، فقد أرسل مناحم بيجين برقية تهنئة إلى رعنان قائد الإرجون المحلي قال فيها: «تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل». وفي كتابه المعنون «الثورة» كتب بيجين يقول: «إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي».

 وأضاف قائلاً: «لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل». وقد حاولت بعض القيادات الصهيونية التنصل من مسئوليتها عن وقوع المذبحة. فوصفها ديفيد شالتيل، قائد قوات الهاجاناه في القدس آنذاك، بأنها «إهانة للسلام العبري». وهاجمها حاييم وايزمان ووصفها بأنها عمل إرهابي لا يليق بالصهاينة. كما ندَّدت الوكالة اليهودية بالمذبحة. وقد قامت الدعاية الصهيونية على أساس أن مذبحة دير ياسين مجرد استثناء، وليست القاعدة، وأن هذه المذبحة تمت دون أي تدخُّل من جانب القيادات الصهيونية بل ضد رغبتها. إلا أن السنوات التالية كشفت النقاب عن أدلة دامغة تثبت أن جميع التنظيمات الصهيونية كانت ضالعة في ارتكاب تلك المذبحة وغيرها، سواء بالاشتراك الفعلي في التنفيذ أو بالتواطؤ أو بتقديم الدعم السياسي والمعنوي.

 1 ـ ذكر مناحم بيجين في كتابه «الثورة» أن الاستيلاء على دير ياسين كان جزءاً من خطة أكبر وأن العملية تمت بكامل علم الهاجاناه «وبموافقة قائدها»، وأن الاستيلاء على دير ياسين والتمسك بها يُعَد إحدى مراحل المخطط العام رغم الغضب العلني الذي عبَّر عنه المسئولون في الوكالة اليهودية والمتحدثون الصهاينة.

2 ـ ذكرت موسوعة الصهيونية وإسرائيل (التي حررها العالم الإسرائيلي روفائيل باتاي) أن لجنة العمل الصهيونية (اللجنة التنفيذية الصهيونية) وافقت في آذار من عام 1948 على «ترتيبات مؤقتة، يتأكد بمقتضاها الوجود المستقل للإرجون، ولكنها جعلت كل خطط الإرجون خاضعة للموافقة المسبقة من جانب قيادة الهاجاناه».

3 ـ كانت الهاجاناه وقائدها في القدس ديفيد شالتيل يعمل على فرض سيطرته على كل من الإرجون وشتيرن، فلما أدركتا خطة شالتيل قررتا التعاون معاً في الهجوم على دير ياسين. فأرسل شالتيل رسالة إليهما تؤكد لهما الدعم السياسي والمعنوي في 7 أبريل، أي قبل وقوع المذبحة بيومين، جاء فيها: «بلغني أنكم تخططون لهجوم على دير ياسين. أود أن ألفت انتباهكم إلى أن دير ياسين ليست إلا خطوة في خططنا الشاملة. ليس لدي أي اعتراض على قيامكم بهذه المهمة، بشرط أن تجهِّزوا قوة كافية للبقاء في القرية بعد احتلالها، لئلا تحتلها قوى معادية وتهدِّد خططنا».

 4 ـ جاء في إحدى النشرات الإعلامية التي أصدرتها وزارة الخارجية الصهيونية أن ما وصف بأنه «المعركة من أجل دير ياسين» كان جزءاً لا يتجزأ من «المعركة من أجل القدس».

 5 ـ أقر الصهيوني العمالي مائير بعيل في السبعينيات بأن مذبحة دير ياسين كانت جزءاً من مخطط عام، اتفقت عليه جميع التنظيمات الصهيونية في آذار 1948، وعُرف باسم «خطة د»، وكان يهدف إلى طرد الفلسطينيين من المدن والقرى العربية قبيل انسحاب القوات البريطانية، عن طريق التدمير والقتل وإشاعة جو من الرعب والهلع بين السكان الفلسطينين وهو ما يدفعهم إلى الفرار من ديارهم.

 6 ـ بعد ثلاثة أيام من المذبحة، تم تسليم قرية دير ياسين للهاجاناه لاستخدامها مطاراً.

 7 ـ أرسل عدد من الأساتذة اليهود برسائل إلى بن غوريون يدعونه فيها إلى ترك منطقة دير ياسين خالية من المستوطنات، ولكن بن جوريون لم يرد على رسائلهم وخلال شهور استقبلت دير ياسين المهاجرين من يهود شرق أوربا.

8 ـ خلال عام من المذبحة صدحت الموسيقى على أرض القرية العربية وأقيمت الاحتفالات التي حضرها مئات الضيوف من صحفيين وأعضاء الحكومة الإسرائيلية وعمدة القدس وحاخامات اليهود. وبعث الرئيس الإسرائيلي حاييم وايزمان برقية تهنئة لافتتاح مستوطنة جيفات شاؤول في قرية دير ياسين مع مرور الزمن توسعت القدس إلى أن ضمت أرض دير ياسين إليها لتصبح ضاحية من ضواحي القدس وأياً ما كان الأمر، فالثابت أن مذبحة دير ياسين والمذابح الأخرى المماثلة لم تكن مجرد حوادث فردية أو استثنائية طائشة، بل كانت جزءاً أصيلاً من نمط ثابت ومتواتر ومتصل، يعكس الرؤية الصهيونية للواقع والتاريخ والآخر، حيث يصبح العنف بأشكاله المختلفة وسيلة لإعادة صياغة الشخصية اليهودية وتنقيتها من السمات الطفيلية والهامشية التي ترسخت لديها نتيجة القيام بدور الجماعة الوظيفية. كما أنه أداة تفريغ فلسطين من سكانها وإحلال المستوطنين الصهاينة محلهم وتثبيت دعائم الدولة الصهيونية وفرض واقع جديد في فلسطين يستبعد العناصر الأخرى غير اليهودية المكوِّنة لهويتها وتاريخها وقد عبَّرت الدولة الصهيونية عن فخرها بمذبحة دير ياسين، بعد 32 عاماً من وقوعها، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية: الإرجون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية .

– مجزرة قرية « قالونيا»* 12 نيسان 1948 م: قالونيا قرية تبعد عن القدس المحتلة حوالي 7 كلم، تمت مهاجمتها  من قبل العصابات الصهيونية حيق قامت بنسف عدد من بيوتها، واستشهد خلال هذه المجزرة (14) فلسطينيا وجرح العشرات من أهلها.

مذبحة ناصر الدين 14 نيسان 1948:اشتدت حدة القتال في مدينة  طبربة بين العرب والصهاينة، وكان التفوق في الرجال والمعدات في جانب الصهاينة منذ البداية. وجرت محاولات لنجدة مجاهدي طبرية من مدينة الناصرة وما جاورها. وجاءت أنباء إلى أبناء البلدة عن هذه النجدة وطُلب منهم التنبه وعدم فتح النيران عليها. ولكن هذه الأنباء تسربت إلى العدو الصهيوني الذي سيطر على مداخل مدينة طبرية فأرسلت منظمتا ليحي والإرجون في الليلة المذكورة قوة إلى قرية  ناصر الدين يرتدي أفرادها الملابس العربية، فاعتقد الأهالي أنهم أفراد النجدة  القادمة إلى طبرية فاستقبلوهم بالترحاب، وعندما دخل الصهاينة القرية فتحوا نيران أسلحتهم على مستقبليهم، ولم ينج من المذبحة سوى أربعين عربياً استطاعوا الفرار إلى  قرية مجاورة. وقد دمر الصهاينة بعد هذه المذبحة جميع منازل ناصر الدين.

– مذبحة تل فيلنسكي 16 نيسان 1948 : قامت عصابة يهودية بمهاجمة معسكر سابق للجيش البريطاني يعيش فيه العرب وأسفر الهجوم عن استشهاد 90 عربياً .

– مجزرة طبريا 19 نيسان عام 1948م: أقدمت  العصابات الصهيونية في هذا اليوم على تفجير أحد المنازل الفلسطينية في مدينة طبريا وقتلت 14 فلسطينيا من سكانه .

– مذبحة حيفا 22 نيسان 1948 : هاجم المسـتوطنون الصـهاينة مدينة  حيفـا في منتصف الليل واحتلوها وقتلوا عدداً كبيراً من أهلها، فهرع العرب الفلسطينيون العُزل الباقون للهرب عن طريق مرفأ المدينة فتبعهم اليهود وأطلقوا عليهم النيران، وكانت حصيلة هذه المذبحة أكثر من 150 قتيلاً و400 جريحا.

– مذبحة غزة الثانية 4 و5 نيسان 1956 : قصفت مدافع الجيش الإسرائيلي مدينة  غزة، حيث استشهد 56 عربياً وجُرح 103 آخرون

– مذبحة خان يونس الأولى (30 مايو 1955) والثانية 1 ايلول 1955 وقعت بهذه المدينة مذبحتان في عام واحد، حيث شن الصهاينة عليها غارتين وقعت أولاهما في فجر يوم 30 من شهر أيار، وثانيتهما في الثانية من بعد منتصف ايلول في عام 1955. وراح ضحية العدوان الأول عشرون شهيداً وجرح عشرون آخرون. أما العدوان الثاني فشاركت فيه توليفة من الأسلحة شملت سلاح المدفعية والدبابات والمجنزرات المصفحة ووحدات مشاة وهندسة. وكانت حصيلة هذه المذبحة الثانية استشهاد ستة وأربعين فلسطينيا وجرح خمسين آخرين.

– مجزرة مخيم جنين: في 1 نيسان من عام 2002 وقعت مجزرة في مدينة جنين واستمرت حتى 12 نيسان ، اجتاح بها الجيش الاسرائيلي المخيم. اذ نفذ عملية توغل في جنين في الفترة من 1 إلى 12 أبريل 2002. فبعد عشرين عاماً على مذبحة «صبرا وشاتيلا»، وخمسين عاماً على مذبحة «قبية»، ارتكب نفس الجزار، ونفس القاتل مذبحة في «مخيم جنين». من خلال سلسلة من المجازر والجرائم الإنسانية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها يومياً بدعم واضح من الإدارة الأمريكية.

المخيم بالكامل أزيل عن الوجود، أكثر من خمسمائة شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ سقطوا في هذا المخيم ولا يزال الكثير منهم تحت أنقاض مباني المخيم المهدمة، أكثر من مائة من المدنيين أعدموا دون محاكمة في أزقة المخيم، عشرات الجرحى استشهدوا بعد أن ظلوا ينزفون حتى الرمق الأخير دون أن يستطيع أحد تقديم العلاج لهم، عائلات بأكملها من أطفال ونساء ورجال وشيوخ ومرضى قتلت بالكامل. ومئات من جثث الشهداء دفنت في مقابر جماعية سرية حتى يتم إخفاء معالم الجريمة. عشرات الجثث سحقت بجنازير الدبابات، وأطفال ماتوا لأنهم لم يجدوا الحليب خلال عشرة أيام من محاصرة المخيم.

شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 آذار من عام 2002 بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي قادها رئيس الأركان شاؤول موفاز(في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية المجرم أرييل شارون)، لم يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه ونفاد ذخيرة المقاومين الفلسطينيين، وباشرت عندها القوات الإسرائيلية حملة إعدامات مكثفة في صفوف هؤلاء الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الإسرائيلية بإزالة المخيم من الوجود.

قتل في هذا الهجوم 23 جنديا اسرائيليا واصيب العشرات من الجنود، بعضهم وقع في كمائن للمقاومة التي شكلت وحدة عمليات مشتركة حيث خاض مقاتلوا كافة الفصائل الوطنية والاسلامية المعركة موحدين . ويتذكر اهالي المخيم انه و رغم نداءات الجيش بالاستسلام قررت قيادة المقاومة من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام وعناصر الامن الوطني –الذين كان يقودهم الشهيد ابو جندل –و من الجبهة الشعبية مواصلة المعركة خاصة بعد سقوط عدد من قادة المعركة رافضين تسليم اسلحتهم والاستسلام .وحسب شهود عيان فقد حفر جنود الاحتلال الإسرائيلي حفرا عميقة وضعوا فيها جثث الشهداء الفلسطينيين وذلك بعد منع محكمة العدل في الكيان الإسرائيلي جيش الاحتلال التصريح بذلك.

أكد شهود عيان أن شاحنات إسرائيلية شوهدت تدخل المخيم وتخرج منه وهي محملة بجثث الشهداء ومتجهة إلى جهة مجهولة وقال بعضهم فيما بعد أنها اتجهت إلى منطقة الغور ودفنتها في قبور جماعية. وأظهرت الصور التلفزيونية جثثاً متفحمة وأخرى متعفنة تحت الأنقاض وأن القوات الإسرائيلية الهمجية قامت بإعدام ميداني للعديد من المدنيين والمسلحين بعد نفاذ ذخيرتهم.‏

أعلنت السلطة الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدفن الشهداء في مقابر جماعية لإخفاء المجزرة. وأكدت أن دبابات وطائرات وجرافات الغزو الإسرائيلي تقوم بهدم منازل المخيم بيتاً بيتاً على رؤوس من تبقى من الأهالي وتنسف الجوامع والمساجد والمستوصفات وجميع المؤسسات المدنية.‏

قال مدير مركز القدس ان مذبحة مخيم جنين التى ارتكبها الجيش الاسرائيلى فى شهر نيسان من العام 2002 تأتى ضمن مسلسل الجرائم التى ارتكبها الجيش ولا يزال مثل دير ياسين والطنطور والدوايمة و قبية و كفر قاسم ومدرسة بحر البقر فى مصر و فى الجنوب اللبنانى صبرا وشاتيلا.

 أهم الاغتيالات  التي وقعت في نيسان

 تسجل ذاكرة فلسطين أن العدو الصهيوني نفذ خلال شهر نيسان عددا من جرائم الاغتيال بحق عدد من القادة والرموز الفلسطينية، هؤلاء الرجال صنعوا من حياتهم تاريخ عز وكرامة وبطولة وفداء؛

ففي 10 نيسان من عام 1973م قام جهاز الموساد (الإسرائيلي) بتصفية واغتيال لثلاثة قادة فلسطينيين وهم كمال ناصر، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار، في شارع فردان في مدينة بيروت، وقاد هذه العملية (أيهود باراك) الذي أصبح في نهاية التسعينيات من القرن الماضي رئيسا لوزراء الكيان، واعتبرها العدو من أكثر عمليات الاغتيال تعقيدا، وحققت نتائج مهمة.

اغتيال خليل الوزير أبو جهاد في تونس في16 نيسان عام 1988م، في عملية معقدة ومن أكثر عمليات المخابرات (الإسرائيلية) تعقيدا.

– استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 17 نيسان عام 2004م

قد يعجبك ايضا