الإدارة الأمريكية راعية حرب لا سلام
وقف الحرب يمثّل مصلحة مشتركة بين اليمن وجيرانه، والمنطقة عموما، بينما لا يمثل ذلك مصلحة للشيطان الأكبر أمريكا التي لا تزال ترى في استمرارها مسلكا لنهب ثروات اليمن، وإرساء وجودها الاستيطاني لطالما بقي هذا العدوان هو عنوان الاحتلال للأراضي اليمنية، وتدخلها في اللحظات الأخيرة لتعطيل أكثر من اتفاق لإنهاء الحرب، وما يقوله بايدن هو من قبيل المراوغة السياسية والاستهلاك الدعائي الإعلامي أمام الرأي العالمي والمحلي وهو استهلاكي قبل كل انتخابات امريكية، ففي حقيقة الأمر بايدن يعمل خلافا لما يقول، وسياسة أمريكا تجاه اليمن يغلب عليها طابع التنمر في حلقات الخداع والمرواغة والابتزاز السياسي الذي تشتهر به الإدارة الأمريكية الموصوفة بامبراطورية الكذب، مع مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
ولا شك بأن استمرار الحصار على اليمن ونهب ثرواته جزء أساسي في حلقات هذا العدوان البربري، الأكثر همجية ووحشية في تاريخ الأحداث العالمية، بلغ حد العبث، بآثاره المدمرة على حياة الشعب اليمني، بأخطاره الأشد فتكا بحياة الناس، من الحرب العسكرية، إن لم يكن هو الحرب الأخطر في شموليته وعموميته على سائر المجتمع.
لا يعول على الادارة الأمريكية في أي تقارب سياسي، مالم تحزم دول التحالف أمرها باتخاذ قرارها السياسي المستقل على اعتبار ذلك يمثل مصلحتها الأمنية. إذ أن أي اتفاق ستتدخل فيه أمريكا سيكون مآله الفشل. ذلك أن الإدارة الأمريكية معروف عنها تاريخيا أنها تتنصل من كل الاتفاقات، وهي لا تعترف بأي اتفاق إلا إذا كان يخدم مصلحتها وحلفاءها فقط.
الوقائع والأحداث على الأرض وعلى المستوى السياسي تقول بأن الولايات المتحدة شريكة في العدوان والحصار على اليمن، واليوم تطل برأسها على أنها راعية سلام بعد الجرائم التي طالت أبناء الشعب اليمني، كل ذلك كان من تدبيرها، في مخطط العدوان الذي نفذته السعودية والإمارات حرفيا في تدمير اليمن.
رفضت الحكومة اليمنية في صنعاء تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ومحاولاته في الظهور الإعلامي وحرصه على السلام، وهي في الحقيقة محاولة أمريكية للتنصل من الجرائم ومسؤولية واشنطن كطرف رئيس شارك في العدوان من خلال تزويد دول العدوان بالسلاح والخبراء والدعم اللوجستي والاستخباري، والحصار على اليمن، واليوم تحاول تقديم نفسها راعية سلام في دعاية ليس أكثر من ضجيج إعلامي خادع، ولا يحمل أي مصداقية في أي مبادرة للسلام.
لم تنطلي الخدعة الكاذبة على صنعاء التي ردت على بايدن في تصريح وزير الخارجية في حكومة صنعاء، هشام شرف، الذي قال أنّ كلام بايدن “لا يتناسب مع ما تقوم به الولايات المتحدة في الواقع من توفير الغطاء لدول العدوان التي أعلنت حربها على اليمن من واشنطن في 26 آذار/مارس 2015، ما تسبب في أكبر أزمة إنسانية في التاريخ المعاصر”.
وأوضح الوزير في تصريح نقلته وكالة أنباء سبأ الرسمية، أنّ “على أمريكا وقف تزويد دول العدوان بالأسلحة والخبراء والضغط عليها لإحراز تقدم في الملف الإنساني، لا سيما دفع المرتبات، وفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة”.
وقال شرف إنّ “الدول التي تدّعي حرصها على تحقيق السلام في اليمن، عليها أن تكون صادقة في نواياها من خلال خطوات ملموسة على أرض الواقع من خلال إدانة العدوان والحصار على اليمن للعام التاسع على التوالي، ووقف تزويد دول العدوان بالأسلحة والخبراء العسكريين”.
واختتم وزير الخارجية تصريحه بالتأكيد على موقف صنعاء الداعي إلى إحلال السلام العادل والمشرف، معرباً عن استعداد صنعاء للدفاع عن الشعب اليمني بكافة الوسائل المشروعة، مشدداً على “قدرتها على تحقيق المطالب المشروعة للشعب اليمني في حال فشلت الوسائل السلمية في ذلك”.