مخاوف من تنامي الإرهاب في أفغانستان؛ هل أمن دول اسيا الوسطى في خطر؟
Share
أثيرت المخاوف والهواجس منذ سيطرة مجموعة طالبان على السلطة في أفغانستان من أن تستخدم المجموعات الإرهابية هذا البلد كمنطلق لاختراق البلدان الجارة ودول اسيا الوسطى؛ وهي المخاوف ذاتها التي عبرت عنها “منظمة معاهدة الأمن الجماعي” في الآونة الأخيرة.
وقال يوري شوفالوف ممثل الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في أعقاب الاجتماع الأخير للمنظمة إن الدول الأعضاء تحتفظ بجهوزيتها السياسية والعسكرية للرد على التهديدات المحتملة الصادرة عن المجموعات الإرهابية من داخل الأراضي الأفغانية.
وأضاف أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تراقب الحدود الجنوبية لطاجيكستان وذلك بهدف رصد التهديدات الصادرة عن عدد من المجموعات المتطرفة الشهيرة المنتشرة في الأراضي الافغانية.
وكان إيمان قلي تاسماغامبتوف الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي قد قال في وقت سابق إن “خطر نفوذ المجموعات الإرهابية والأفكار المتطرفة في الدول الحليفة لنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مازال قائما.”
وتابع إنه فضلا عن المجموعات الإرهابية المختلفة، فان القوى التي تعمل في مجال إنتاج وتهريب المخدرات، تقوم هي الأخرى في الوقت الحاضر بتعزيز مواقعها في أفغانستان.
أي من المجموعات الإرهابية، تهدد أمن اسيا الوسطى؟
وهذه ليست المرة الأولى التي تعرب فيها منظمة معاهدة الأمن الجماعي عن قلقها من مخاطر اختراق المجموعات الإرهابية المنتشرة في أفغانستان الخاضعة لسلطة طالبان، لبلدان اسيا الوسطى.
وقبل نحو شهرين ونصف الشهر، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إن “أكبر خطر يتهدد” استقرار اسيا الوسطى، يأتي من المجموعات الإرهابية العديدة التي تتخذ من أفغانستان معقلا لها، مضيفا أن داعش والقاعدة هما أخطر هذه المجموعات.
وأوضح رئيس هيئة الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الامن الجماعي أن عديد قوات مجموعة داعش في أفغانستان وصل إلى 65000 شخص بعد سيطرة طالبان على الحكم، وأن أربعة الاف منهم ينتشرون بالقرب من الحدود مع طاجيكستان.
وزعمت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية التي تحارب مجموعة طالبان في 26 أيلول/سبتمبر 2022 أن 16 من قادة وكبار أعضاء “الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية” و “جماعة أنصار الله طاجيكستان” و “الحركة الاسلامية لأوزبكستان” و “شبكة القاعدة” نقلوا على يد طالبان من كابل إلى الولايات الشمالية لأفغانستان.
وادعت هذه الجبهة أن عددا من قادة هذه المجموعات التقوا سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني وزير داخلية طالبان في كابل واتفقوا على أن ينتقل 50 بالمائة من المقاتلين القادمين من الدول العربية وبلدان المنطقة إلى اسيا الوسطى عبر أفغانستان.
وقالت “مجموعة الأزمات الدولية” في تقرير نُشر حديثا إن مقاتلي “تحريك طالبان باكستان” ينتشرون في أفغانستان وأن “نظام حكم طالبان” هو الداعم الرئيسي لهم في كابل.
ولم تؤكد جماعة طالبان لحد الان، وجود المجموعات الإرهابية في أفغانستان وتنفي انتشار أي مجموعة إرهابية على الأراضي الأفغانية.
ما الآليات التي تعتمدها الدول؟
وعلى الرغم من أن دول اسيا الوسطى لا سيما الدول الأعضاء بمنظمة الأمن الجماعي، أعلنت أنها جاهزة للتصدي للتهديدات الإرهابية الآتية من أفغانستان، لكنها لم تقدم لحد الان أي مقاربة خاصة لمواجهة هذه التهديدات.
وأعلنت الدول الأعضاء بمنظمة معاهدة الامن الجماعي في اجتماعها الاخير أنها تجري محادثات مع مجموعة طالبان لتعزيز أمن المنطقة.
ووصفت هذه المحادثات بالدائمة معربة عن أملها أن تحقق المحادثات مع طالبان النتائج المرجوة.
ومن بين هذه الدول، طالبت طاجيكستان التي عبرت مرارا عن قلقها من تزايد التهديدات القادمة من الأراضي الأفغانية طالبت بإيجاد “حزام أمني” على الحدود الأفغانية.
ونظرا إلى مخاوف دول اسيا الوسطى من خطر توغل المجموعات الإرهابية من أفغانستان إلى هذه الدول، فانه يبدو أن خطر ترانزيت الإرهاب من أفغانستان إلى اسيا الوسطى والمخاطر الأمنية التي تتهدد هذه البلدان، بات جادا.
وتُظهر هذه الهواجس أنه في حالة لم تستقر حكومة مسؤولة ومشروعة في أفغانستان، فان حضور المجموعات الإرهابية في أفغانستان سيزداد أكثر من السابق ويجعل استقرار الدول الجارة واسيا الوسطى يواجه تحديات.