استقبل السودانيون شهر رمضان هذا العام ببعض الهواجس وكثير من الأمل، وتسعى الغالبية إلى المحافظة على طقوسها وعاداتها في الشهر الفضيل، على الرغم من المشكلات المعيشية والسياسية التي تضرب البلاد منذ سنوات.
تبدأ طقوس رمضان عند السودانيين قبل فترة طويلة من حلول الشهر، وتشمل تجهيز مشروب” الحلو مر” ” وهو سيد مائدة الإفطار، وتقوم بتجهيزه النساء على مدار أسابيع عدة، تبدأ بمرحلة “تزريع” الذرة، مروراً بالطحن، وصولاً إلى مرحلة صناعته كرقائق مربعة، ومن ثم تخزينه لتناوله في الشهر الفضيل، وإرسال كميات منه للأقارب والأصدقاء والمغتربين كهدايا.
وفي العام الحالي، لم تستطع العديد من الأسر السودانية استقبال شهر رمضان بالمشروب الشعبي الأشهر، لأنها عجزت عن توفير مبالغ مالية تمكنها من شراء المكونات الرئيسية له، ومن بينها مثلاً الذرة والتوابل ومستلزمات أخرى.
وشهدت الأسابيع السابقة لشهر رمضان حراكاً مجتمعياً كثيفاً من قبل أفراد ومجموعات ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، لتوفير ما يعرف بـ”كيس الصائم”، والذي يضم كميات من الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة والمتعففة، تشمل السكر والتمر والحمص والذرة والدقيق، وتمكنت تلك الحملات الخيرية من توزيع مئات الآلاف من سلال المواد الغذائية على المحتاجين في القرى والمدن.
ومن بين الهواجس التي استقبل بها السودانيون شهر رمضان الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، إذ يستمر أحياناً لمدة ثماني ساعات يومياً، وفي الأيام الأولى من شهر رمضان كان التيار الكهربائي مستقراً في مراكز الولايات والعاصمة الخرطوم، باستثناء قطوعات غير مبرمجة في عدد من المناطق، وهناك أيضاً انقطاع المياه.
وأزعج استمرار الدراسة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بعض الأسر السودانية خلال رمضان، بينما كان يُقرر في سنوات سابقة وقف الدراسة.