حرمان الفتيات من التعليم في أفغانستان.. والعالم يكتفي بإصدار البيانات
Share
هذا هو العام الثاني إذ تحرم الفتيات في أفغانستان من تلقي التعليم فوق الصف السادس، وما زلن محرومات من تلقي التعليم.
وأفادت وكالة شفقنا قسم أفغانستان، بان العام الدراسي في أفغانستان يبدأ في 23 من مارس في كل عام وتقرع أجراس بدء العام الدراسي.
لكن هذا العام أعلنت وزارة التربية والتعليم التابعة لجماعة طالبان وقبل يوم من حلول النيروز من خلال بيان بان المدارس في هذا العام تفتح للطلاب الذكور فقط وان جرس بداية العام الدراسي يقرع في كابول كالعادة.
ان جماعة طالبان ومنذ السيطرة على أفغانستان أعلنت بان البنات فوق الصف السادس لا يمكنهن دخول المدارس حتى إشعار آخر.
ومنذ ذلك الوقت وعدت الجماعة مرارا بأنها ستفتح مدارس البنات، غير انه لم تفتح مدراس البنات فحسب، إنما تم إغلاق الجامعات والمراكز التعليمية الأخرى بوجه الفتيات.
وبحسب الإحصائيات التي قدمتها منظمة الأمم المتحدة فان مليون ومائتي فتاة محرومات من تلقي التعليم بحسب أوامر جماعة طالبان.
ما ردود الأفعال على منع تعليم الفتيات؟
ان منع تعليم الفتيات على يد جماعة طالبان، أثار ردود أفعال واسعة النطاق في أفغانستان ودول العالم.
بعد بداية العام الدراسي في أفغانستان دون حضور الفتيات، أبدت العديد من دول العالم ردة فعلها ووصفتها بـ “المخيبة للآمال”.
كما أبدى المواطنون الأفغان ردة فعلهم على نطاق واسع على هذه القضية واعتبروا أنها “تدمر مستقبل المجتمع” و “تحرم نصف أبناء المجتمع من التعليم”.
في العام الماضي، أطلق مواطنو أفغانستان حملات متكررة لإعادة فتح مدارس الفتيات وحصول الفتيات على التعليم؛ من حملة “دعوا الفتيات يدرسن” إلى حملة “دراسة بلا خوف”.
ولكن على الرغم من ردود الأفعال واسعة النطاق على حظر تعليم الفتيات، إلا أن عددا من المواطنين الأفغان غير راضين عن الطريقة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع هذه القضية.
ويقول مواطنو أفغانستان، وخاصة النساء المحتجات، إن المجتمع الدولي، ردا على الحظر الشامل على تعليم الفتيات على يد جماعة طالبان، اكتفى بـ “إصدار البيانات” فقط.
إنهم يريدون فرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة على قادة حركة طالبان وتجميد جميع أصولهم خارج أفغانستان، كما يطالبون بفرض حظر كامل على سفرهم خارج أفغانستان.
لماذا لا تزال طالبان تمنع الفتيات من التعليم؟
لم تعلن حركة طالبان رسميا سبب حظر تعليم الفتيات فوق الصف السادس وحظر تعليم الفتيات في الجامعات والمراكز التعليمية الخاصة.
ومع ذلك، فإن وزارة المعارف التابعة لهذه الجماعة وعدد من مسئوليها لم يدلوا بآرائهم حول هذا الأمر وفي بعض الحالات ذكروا تغيير المناهج والملابس والعوامل الثقافية كأسباب كامنة وراء هذا الأمر.
إلا أن المدرسين والناشطين في مجال حقوق المرأة في أفغانستان يعتقدون أن هذه الجماعة “تتعامل سياسيا” مع تعليم المرأة وتستخدمه “كأداة ضغط” على المجتمع الدولي.
وقالت معلمة في مدرسة خاصة في أفغانستان، لمراسل شفقنا، طالبة عدم الكشف عن هويتها، إن “جماعة طالبان اختارت تعليم الفتيات كلعبة سياسية قذرة”.
وتقول هذه المعلمة إن موضوع منع تعليم المرأة لا علاقة له بالدين والمعتقد على الإطلاق، لأنه في الدين الإسلامي “التعليم إلزامي لكل من الرجال والنساء”.
وفي إشارة إلى الحظر المفروض على تعليم الفتيات في المدارس والجامعات والحظر المفروض على عملهن، قالت: “أصبحت حقوق المرأة وحريتها الآن أداة لتعزيز الأهداف السياسية والعسكرية لهذه الجماعة”.
وقالت ناشطة في مجال حقوق المرأة، طالبة عدم الكشف على هويتها، لمراسل شفقنا، إن “طالبان تعتقد أنه إذا فتحوا مدارس للفتيات وسمحوا للفتيات بالدراسة، فلن يكون لديهم أي أدوات للحصول على تنازلات من المجتمع الدولي، ولهذا السبب لم يتنازلوا عن هذا الأمر وجعلوا قيودهم أكثر صرامة”.
وتقول وهي قلقة تجاه مستقبل الفتيات والطالبات بان طالبان عليها ترك اللعب بمصير الفتيات إنها ليست قضية الطالبات فحسب، إنما بهذا الأسلوب سيتم تدمير مستقبل مجتمع بأسره.
ان الكثير من المنظمات الدولية ترى ان تداعيات منع تعليم البنات هو تدمير مستقبل أفغانستان، وتقول بان هذه القيود تؤدي بالكثير من البنات إلى اللجوء إلى الزواج المبكر، ويصارعن أمراض مثل الكآبة والاضطرابات النفسية.