بعد وقوع الزلزال المدمّر جنوبيّ تركيا، وما خلّفه من ضرر كبير، جرى تداول الكثير من النصائح لمواجهة حدث مماثل مستقبلاً، انقسمت بين ما هو مفيد ومثبت علميًا، وبين ما هو غير علمي ومشكوك بصحّته.
من تلك النصائح ما يقول إن الحيوانات تشعر بالزلزال قبل وقوعه، وأن اقتناء حيوانات أليفة يفيد بالتنبؤ بها قبيل وقوعها.
للوقوف على رأي العلم، شرح خبراء سبب هذه النظرية والأسباب التي تدعوهم إلى نفيها، فضلاً عن خطورة تصديقها تمامًا والتصرف انطلاقًا منها.
البروفيسور أحمد ملاعبة، أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية بالجامعة الهاشمية في الأردن، قال إن “النظرية التي تربط بين الحيوانات وشعورها بالزلزال قبل وقوعه لا يوجد لها إثبات مطلقًا”.
ولفت إلى أن “البعض اعتمدها استنادًا على حركة الأحصنة واضطرابها، وحركة الضفادع، وخروج السحالي والفئران والأفاعي إلى الجبال قبل الزلزال”.
وأوضح ملاعبة أنه “طالما لم يثبت أن الحيوانات بما فيها الأليفة تشعر بالزلازل قبل وقوعه، ولا يوجد دليل علمي قاطع على هذا الافتراض، فإن اقتناء الحيوانات الأليفة لأجل التنبؤ بالزلازل لا يفيد، لافتاً أن “ما يفيد حقاً هو أخذ الحيطة والحذر والتدابير المناسبة للزلزال”.
وأشار إلى أنه “لغاية الآن لا يوجد ما يؤكد العلاقة بين الحيوانات والزلزال، وأن هذا الأمر يتم تداوله في مواقع إخبارية وغيرها، وليس في مواقع علمية”.
وأضاف “حتى نقبل هذا الافتراض يجب أن يكون مستنداً على بحث علمي يسجل هذا الإحساس عبر الأمواج الكهربائية والضوئية والمغناطيسية وعلاقته بالزلازل، وهذا غير موجود وليس هناك بحث علمي يؤيده”.
وختم ملاعبة بالقول: “طالما لا يوجد هكذا بحث علمي فلا يمكن القول بقدرة الحيوانات على التنبؤ بالزلزال”.
من جانبه، قال الدكتور أحمد عرعور مدير المركز التخصصي للعناية بالحيوان الأليف في مدينة إدلب السورية، إن “الحواس عند الحيوانات بشكل عام بما فيها الحيوانات الأليفة أقوى بكثير من الحواس عند الإنسان”.
وأضاف أن “الحيوانات تشعر بالزلزال قبل نحو 15 إلى 20 دقيقة من وقوعه، وتصدر أصواتًا أو حركاتٍ غريبة أثناء ذلك”.
لكن عرعور وافق البروفيسور ملاعبة الرأي في أن “اقتناء الحيوانات من أجل التنبؤ بالزلزال غير مُجد”.
وعلل رأيه بأن “الحيوانات تشعر بكثير من الكوارث والوقائع وليس فقط الزلزال، فهناك أحداث لا تضرّ بالإنسان، لكن الحيوانات قد تشعر بها وتفسّرها كخطر”.
لذلك، يقول عرعور، فإن “اقتناء الحيوانات من أجل هذا الموضوع يعتبر أمرًا خاطئًا ويمكن أن يتسبب بآثار نفسية على قاطني المنزل والأطفال، إذا ما تم تأويل كل حركات الحيوان الغريبة على أنها إنذار بالزلزال”.
وفي 6 فبراير، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزال بقوة 7.7 درجة، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلّف دمارًا هائلًا في البلدين.