مطالبات بضمان حقوق الجرحى في يومهم “أبو جامع”.. رحلة “بتر” لا تنتهي
ينكأ يوم الجريح الفلسطيني آلام أمير أبو جامع الذي بُترت أجزاء من ساقه 6 مرات، ويعاني من آلام لا تتوقف، ولا يكف عن المناشدة لتمكينه من السفر للعلاج خارج قطاع غزة المحاصر.
معاناة الشاب أبو جامع (28 عامًا) بدأت حين أصيب بقدمه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، ما أدى لبتر ساقه من “فوق الركبة”، لكن الألم بقي مستمرًا حتى سافر إلى الخارج للعلاج، وبتر جزء آخر من ساقه، لكن الألم لم يذهب.
ويُحيي الفلسطينيون اليوم الإثنين 13 مارس/ آذار الذكرى الـ55 لـ”يوم الجريح الفلسطيني”، الذي يعد شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومناسبة للتضامن مع الجرحى.
ويقول أبو جامع، لمراسل “صفا”، إن ساقه بترت آخر مرة قبل أربعة أشهر في غزة، لكن بعد شهرٍ فقط عادت الآلام مرة أخرى”.
ويؤكد أن الأطباء أوصوه بضرورة السفر وبتر الساق من عند “الحوض” كي يتوقف الألم، وإلا فإنه معرّض للأورام السرطانية.
ومنذ عام 2020 لم يتمكن أبو جامع من السفر خارج غزة، لعدم توفر تغطية مالية لعلاجه من جهة، والمنع الأمني الإسرائيلي من جهة أخرى؛ ليزيد ذلك من معاناته.
ويعيش الشاب أبو جامع أوضاعًا صحية ومعيشية صعبة، إذ إنه لم يتقاضَ راتب جريح، الذي يكفله القانون الفلسطيني.
ويُعيل الشاب 4 أطفال، وبالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لهم، مطالبًا الرئيس محمود عباس بتسهيل سفره وتوفير علاج له كي تتوقف معاناته، وصرف راتب له أسوة بجرحى شعبنا.
ويضيف “ذكرى يوم الجريح تمر عليّ ككل عام وتوجد غصة كبيرة في نفسي، للأسف لا يوجد أدنى اهتمام بالجريح الفلسطيني وخاصة جرحى غزة؛ حتى اليوم للأسف لا يوجد أدنى اعتراف بجرحى العدوان الإسرائيلي لعام 2014”.
ويتساءل أبو جامع، “هل يُكافأ من ضحى بتركه هكذا دون علاج أو مخصص مالي يمكّنه وأبناؤه من توفير حياة كريمة لهم؟”، مؤكدًا أن المخصص المالي حق للجريح الفلسطيني وفقًا لقانون منظمة التحرير.
ويدعو المسؤولين للاهتمام بالجرحى وتوفير العلاج والمخصصات المالية، “فالجريح لا علاقة له بالانقسام، أنا مريض وجريح، وأحتاج لعلاج شهري، وللأسف نعيش بلا كرامة جراء هذا الانقسام الذي ألقى بظلاله علينا”.
تهميش الجرحى
ويؤكد المختص في شؤون الجرحى ظريف الغرة، أن الجرحى، وخاصة من قطاع غزة، يعانون من تهميش متعمّد سواء بمنع المخصصات المالية، أو التقصير في توفير العلاج.
ويوضح الغرة، لمراسل “صفا”، أن جرحى غزة يعيشون واقعًا صعبًا يؤثر على مختلف مناحي حياتهم، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمنع سفرهم وعلاجهم، كما يمنع إدخال المواد الخام اللازمة لصناعة الأطراف الصناعية إلّا بشكل محدود وعبر الصليب الأحمر.
ويزيد عدد الجرحى في فلسطين عن 300 ألف منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، بينهم نحو 200 ألف في قطاع غزة، وهذه الأعداد تتزايد بفعل استمرار جرائم الاحتلال.
ويقول الغرة: “للأسف، تم الزج بالجرحى في الانقسام والمناكفات السياسية، وقطعت السلطة الفلسطينية المخصصات المالية عن 1100 جريح، بالإضافة إلى 3 آلاف من أهالي الشهداء، و600 من الأسرى، منذ يناير/ كانون ثاني عام 2019”.
ويضيف “هذا القطع بات على اللّون السياسي، وضمن سياسة الضغط على غزة”، مؤكدًا أن “الجرحى لم يتوقعوا يومًا أن يتم معاقبتهم وقطع مخصصاتهم المالية، خاصة أنهم لا يستطيعون العمل”.
ويطالب الغرة الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية بما أسماه “العودة عن الخطيئة الوطنية”، وإعادة المخصصات المالية للجرحى والأسرى وأهالي الشهداء، وصرف مخصصات لجرحى عدوان 2014 وما تلاه من اعتداءات على غزة.
ويدعو الجريح الغرة إلى ضرورة إقرار قانون خاص بالجريح الفلسطيني، “يوفر له الحماية ويحفظ حقوقه، ويحصنه من أي خطيئة مثل قطع المخصصات المالية”.
ويُعد يوم الجريح الفلسطيني يومًا وطنيًا يحييه أبناء شعبنا في الوطن والشتات، بتنظيم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية الوطنية.
وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات أصدر مرسومًا رئاسيًا بتاريخ 13/3/1968 يقضي بتحديد يوم الثالث عشر من آذار من كل عام يومًا للجريح الفلسطيني.