افتتاح مؤتمر الشراكة الأول للأعمال المتعلقة بالألغام في صنعاء
افتتح يوم الأربعاء في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر الأول للأعمال المتعلقة بالألغام، تحت شعار “من أجل يمن خال من الألغام”، ينظمه على مدى يومين المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، بمشاركة المجلس الاعلى للتنسيق الشؤون الإنسانية، والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة ومنظمة اليونسف واللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الأوتشا وعدد من المنظمات العاملة في اليمن.
ويهدف المؤتمر إلى لفت انتباه العالم والمنظمات الدولية إلى مخاطر الألغام التي تحصد المدنيين من الأطفال والنساء في اليمن بصورة يومية، وإيجاد حلول جادة للتخفيف والحد من ارتفاع عدد الضحايا في اوساطهم.
وفي فعالية تدشين أعمال المؤتمر، أكد رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، علي صفرة، إلى أهمية انعقاد المؤتمر، الذي يضم الجهات والمنظمات الداعمة والعاملة في مجال التعامل ونزع الالغام باليمن، مستعرضا الانشطة التوعوية والاعمال والبرامج التي ينفذها المركز في مختلف المحافظات.
وأوضح رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، أن دول تحالف العدوان استخدمت مختلف أنواع الأسلحة المحرمة، بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ المحظورة استخدامها وفقا للمواثيق الدولية، مؤكدا أن القنابل العنقودية ومخلفات الحرب خلفت 8104 قتيل وجريح منذ العام 2015 وحتى فبراير الجاري من العام 2023م.
وقال صفرة إن “الأجهزة والمعدات الخاصة بالألغام لازالت محتجزة في جيبوتي، تحتاج مناصرة المنظمات الأممية والدولية لإدخالها إلى اليمن”، مضيفا أن المركز أمام كارثة مهولة وأنواع جديدة ومتعددة الاشكال والأنواع من الأسلحة والقنابل العنقودية التي تقدر بأكثر من 20 نوعا منها في اليمن.
وبين رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، أن انتشار واتساع التلوث الكبير للألغام والقنابل العنقودية، جعل اليمن في المرتبة الأولى حسب ما صرحت به مديرية دائرة الامم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام اليونماس السيدة ايلين كولين اثناء UNMAS زيارتها إلى اليمن في ديسمبر العام الماضي.
وكشف الصفرة حجم الأراضي الزراعية المتضررة بشكل مباشر من الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب بعدد 78.3690 مزرعة، نتجت عنها خسائر بإجمالي 188،0856 دولار، بإضافة إلى مساحة 132،100 هكتار من الأراضي الزراعية، بخسارة تصل إلى حوالي 3.645.960 دولار، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية مسجلة عدد 408.647 وعدد 3.040.250 من الثروة الحيوانية، حسب احصائيات وزارة الزراعة.
من جانبه تطرق رئيس دائرة التعاون الدولي بالمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية، علي الكحلاني إلى أهمية انعقاد مؤتمر الشراكة الأول للأعمال المتعلقة بالألغام، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء اليمن من أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ، مع استمرار الحصار الجائر تسببت الألغام والقنابل العنقودية بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء الأبرياء بصورة يومية.
وذكر الكحلاني، أن العمل الانساني لا يجب مقايضته أو فرض أجندات سياسية، وخلط الأوراق الإنسانية بالسياسية، التي لا تعنينا كجهات تعمل في الجانب الإنساني، معتبرا اليمن أمام كارثة كبيرة، لا يمكن لأحد التكهن به ومعرفة حجمها، لافتا إلى أن تلك المخلفات فرضت حصارا على المواطنين المدنيين، في حين عجز الكثير من الأهالي العودة إلى مناطقهم خوفا من أن تحصد تلك المخلفات أرواحهم.
وطالب الكحلاني المنظمات الدولية الإنسانية القيام بدورها الأخلاقي لإنجاح تطهير تلك المناطق من المتفجرات والألغام بما يمكن الأهالي من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، ورفع معاناة الشعب اليمني، وإدخال المعدات الخاصة بنزع الالغام المحتجزة من قبل دول تحالف العدوان في جيبوتي.
وفي افتتاح المؤتمر ألقيت كلمتان من قبل مدير مكتب الأوتشا سجاد محمد ساجد وممثلة الصليب الأحمر مايا اورديزا، اكدتا بأن اليمن من بين الدول الأكثر تضرراً بالسلاح في العالم، وتحتاج إلى دعم المجتمع الدولي لمختلف الأنشطة والبرامج الإنسانية لتطهيرها من التلوث الكبير من المتفجرات ومخلفات الحرب.
وأوضحا ساجد و اورديزا، أن الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام الركيزة الأولى للسماح بالعودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية، وخطوة أولى في عملية اعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات وخطوط المياه التي كانت تقع بالقرب من خطوط المواجهة الأخيرة.
ولفتا إلى أن اللجنة الدولية عززت دعمها لقطاع الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام من خلال العمل على جانبي الخطوط الأمامية لدعم المدنيين المتضررين من التلوث بالأسلحة.
وعقب انتهاء الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر، زار عدد من المشاركين مبنى المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، الذي نظم فيه معرضا مصغرا لأنواع ونماذج من قنابل الطيران والقنابل العنقودية التي استخدمت في الحرب على اليمن وخلفت اعداد كبيرة من المدنيين.