الحرب في أوکرانيا زادت تکاليف الطاقة المنزلية من 63% إلی 113% علی المستوی العالمي

أثرت الحرب في أوکرانيا وتفاقم أزمة الطاقة على تكاليف التدفئة والتبريد والإضاءة والتنقل علی المستوی العالمي، حيث شهدت الأسر في 116 دولة زيادة بنسبة 63 بالمئة على الأقل وربما تصل إلى 113 بالمئة علی تکاليف الطاقة المنزلية.

ونشر موقع “ذا كونفيرزيشن” تقريرًا وأعده 4 باحثين من جامعتي غرونينغن الهولندية وبيرمنغهام الإنجليزية؛ والذين درسوا الآثار المباشرة وغير المباشرة لارتفاع أسعار الطاقة في 116 دولة، تغطي 87.4 بالمئة من سكان العالم، مع التركيز على البلدان النامية.

وأفاد الباحثون بأنه منذ أن بدأ الصراع قبل عام تقريبا؛ ارتفعت أسعار الطاقة بشكل حاد ولكن بدرجات متفاوتة اعتمادًا على نوع الوقود، حيث استخدموا برنامج كمبيوتر لمحاكاة تأثير هذه الزيادات في أسعار الطاقة على الأسر في جميع أنحاء العالم.

وبحسب الباحثين، وعلى أساس مجموعة من سيناريوهات أسعار الطاقة، يظهر أن إجمالي تكاليف الطاقة (المباشرة وغير المباشرة) للأسر قد زاد بنسبة 63 بالمئة على الأقل وربما تصل إلى 113 بالمئة، وهو ما ساهم في زيادة الإنفاق الأسري العالمي بين 2.7 بالمئة و4.8 بالمئة، وهذا، وفق الباحثين، تحول هائل يعادل صدمة اقتصادية هائلة؛ فقد طُلِبَ فجأة من الأسر في جميع أنحاء العالم العثور على نسبة قليلة من الدخل الإضافي لمجرد الحفاظ على مستويات معيشتها قبل عام 2022.

وذكر الباحثون أن الفجوة بين الحدين الأدنى والأعلى لتكلفة الطاقة لأن جزءًا كبيرًا من الزيادة في إنفاق الأسرة هو استهلاك الطاقة غير المباشر أي الطاقة المستخدمة لإنتاج الأشياء أو الطعام الذي نستهلكه؛ فعلى سبيل المثال، إذا أكل شخص ما في جنوب أفريقيا لحوم البقر المستوردة، فقد يتأثر سعر هذا اللحم بتكلفة الطاقة المستخدمة في إنتاج الأسمدة (من ألمانيا مثلًا) التي تستخدم لإنتاج فول الصويا في البرازيل والتي تغذي الأبقار بعد ذلك، جنبًا إلى جنب مع التكاليف المرتبطة بالوقود للنقل، فكثير من العوامل والكثير من الأشياء مثل هذا يعني أنه لا يمكن أن تكون الأرقام دقيقة جدًّا.

وأشار الباحثون إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة يجعل الأسر أكثر عرضة لفقر الطاقة، لا سيما خلال موسم البرد؛ حيث لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من فقر الطاقة الوصول إلى التدفئة والتبريد والإضاءة والطاقة الكافية لتشغيل الأجهزة. ومن شأن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية أن يزيد من عدد الأسر الفقيرة في الطاقة؛ حيث إن تكاليف الطاقة الخاصة بها تمثل أكثر من 10 بالمئة من إجمالي النفقات لعدد أشخاص ما بين 166 مليونا و538 مليون شخص (2.4 بالمئة إلى 7.9 بالمئة من سكان العالم)، كما أنه في ظل ضغوط تكلفة المعيشة هذه يمكن دفع ما بين 78 مليونا و141 مليون شخص إلى ما دون خط الفقر المدقع المحدد من قبل البنك الدولي.

واختتم الباحثون التقرير بالقول إن هذه الأزمة دفعت عددًا من الاقتصادات إلى الركود، وتسببت في ارتفاع التضخم، ووضعت ضغوطًا مؤلمة على تكاليف المعيشة على الأسر الضعيفة في جميع أنحاء العالم.

*مصادر خبرية

قد يعجبك ايضا