تفشي الأمراض يهدّد تركيا بعد الزلزال

 بعد مرور أكثر من أسبوع على انهيار منزله في الزلزال المدمّر الذي هزّ جنوب تركيا، لم يتخلّص محمد أمين حتى الآن من التراب وبقع الوحل الملتصقة بجسده. وما زال الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، مثل كثيرين غيره من الناجين من الكارثة الطبيعية التي أودت بحياة أكثر من 41 ألفاً في تركيا وسورية، ينتظر “فرصة” للاستحمام مع نقص المياه النظيفة الذي تحذّر هيئات صحية دولية من أنّه يمثّل تهديداً للصحة العامة.

وبعدما كان أيمن قد حصل على أدوية خاصة بالإنفلونزا الموسمية من عيادة استُحدثت في ملعب تحوّل إلى مخيّم للنازحين في مدينة كهرمان مرعش، قال الشاب الذي يتابع دراسته في التصميم الغرافيكي: “لم نتمكّن من الاستحمام منذ وقوع الزلزال”.

والزلزال المزدوج الذي وقع يوم الإثنين في السادس من فبراير/ شباط الجاري، ألحق أضراراً بالبنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو عطّلها، وبالتالي تواجه السلطات الصحية التركية مهمّة شاقة تتمثّل في محاولة إبعاد الأمراض عن الناجين من الكارثة الطبيعية، علماً أنّ كثيرين منهم بلا مأوى.

وفي هذا الإطار، أوضح الطبيب أكين حاجي أوغلو أنّ ما بين 15 و30 من المتخصّصين في الإسعافات الطبية يديرون العيادة، وهي الوحيدة في المخيّم الذي يقدّم خدمات لنحو عشرة آلاف شخص في خلال النهار. أضاف حاجي أوغلو أنّهم يقدّمون لقاحات للوقاية من التيتانوس (الكزاز) للسكان الذين يطلبونها، كذلك يوزّعون مستلزمات النظافة الشخصية من شامبو ومزيل للعرق وفوط صحية ومناديل مبللة.

لكنّ أمين لفت إلى أنّ لا رشّاشات مياه للاستحمام في المخيّم أو بالقرب منه، فيما المراحيض الستّة المنشأة في الملعب لا تكفي لتلبية الحاجة.

عارف كريتشي تركي يبلغ من العمر 42 عاماً وقد نكبه الزلزال، يقيم اليوم في الملعب نفسه حيث يقيم أمين، منذ تمكّنه من الخروج وإخراج والدته من تحت أنقاض منزلهما المنهار يوم الزلزال. بدوره، قال إنّه لم يستحمّ أو يغيّر ملابسه مثل كثيرين من سكان المخيّم الآخرين الذين تحدّثوا إلى وكالة رويترز.

وفي مدينة أنطاكيا، ثمّة أدلّة على توفّر أعداد أكبر من المراحيض المحمولة مقارنة بما كانت عليه الحال في الأيام الأولى من الزلزال، لكنّ كثيرين يشيرون إلى أنّ ثمّة حاجة إلى مزيد منها.

وفي سياق متصل، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا باتير بيرديكليشيف إنّ نقص المياه الجارية والنظيفة “يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تعيش مسبّباتها في المياه (الراكدة) ومن تفشّي الأمراض المعدية”. وذكر أنّ منظمته تعمل مع السلطات المحلية لتكثيف عمليات الرصد تحسّباً لظهور أمراض منقولة بالمياه إلى جانب الإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 بين الذين هجّرهم الزلزال من منازلهم.

المصدر: العربي الجدید

قد يعجبك ايضا