تسببت موجة برد شديدة التي تشهدها أفغانستان منذ حوالي عشرين يوماً بوفاة ما لا يقل عن 166 شخصاً، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول في وزارة إدارة الكوارث.
وقال عبد الرحمن زاهد إن 88 شخصاً قضوا خلال أسبوع، ما يرفع الحصيلة الإجمالية حتى الآن إلى 166 وفاة، استناداً إلى بيانات 26 من الولايات الـ34 في البلد الذي يعاني من البؤس.
وأوضح زاهد أن الوفيات نتجت عن فيضانات وحرائق وتسرب في السخانات العاملة على الغاز والمستخدمة لتدفئة المنازل.
تدنت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر في بعض مناطق أفغانستان منذ 10 يناير/كانون الثاني 2023.
ترافق هذا البرد الشديد أحياناً مع تساقط ثلوج أو أمطار تتسبب بالجليد، وذلك وسط انقطاع متكرر في التيار الكهربائي.
وكانت منظمات المساعدة الإنسانية حذرت قبل موجة البرد من أنّ أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 38 مليون نسمة باتوا على شفير المجاعة وأن أربعة ملايين طفل يعانون سوء التغذية.
كما أدى البرد إلى انهيار أو تضرر حوالي مئة منزل ونفوق نحو ثمانين ألف رأس ماشية تعتبر مورداً أساسياً في البلد الشديد الفقر.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع وفاة 17 شخصاً في إحدى قرى ولاية بادخشان (شمال شرق) بسبب “التهاب رئوي حاد”.
وأوردت المنظمة أن “ظروف الطقس الصعبة منعت فرق الإغاثة من الوصول إلى المنطقة”.
ويضرب الشتاء، الأكثر برودة منذ 15 عاماً والذي يشهد انخفاض درجات الحرارة إلى 34 درجة مئوية تحت الصفر، أفغانستان وسط أزمة اقتصادية حادة.
تراجعت المساعدة الإنسانية بشدة بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، قبل أكثر من سنتين؛ إثر انسحاب القوات الأمريكية منها.
فقد علقت منظمات إغاثة كثيرة عملياتها جزئياً في الأسابيع الأخيرة، بسبب قرار إدارة طالبان منع معظم العاملات في المنظمات غير الحكومية من العمل، مما جعل المنظمات غير قادرة على مواصلة العديد من البرامج في الدولة المحافظة.
وخلال زيارة إلى كابول هذا الأسبوع، قال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لرويترز، إن المنظمة تسعى للحصول على استثناءات للحظر المفروض على معظم العاملات في قطاع الإغاثة الذي جاء في واحد من أكثر الأوقات صعوبة بالنسبة لكثير من الأفغان.