تأثير الحرب في أوكرانيا على مستقبل الاقتصاد والطاقة في العالم
Share
يرى أستاذ جامعي عند الحديث عن تأثير حرب أوكرانيا على مستقبل الاقتصاد والطاقة على المستوى العالمي بأنه استطاعت أوروبا التغلب على نقص الغاز من خلال التقليل من استخدامه واستخدام وقود الفحم وبمساعدة محطاتها والديزل ومشتقات النفط إلى حد كبير، ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، فعاجلا أو آجلا أوروبا سوف تضطر إلى الحصول على موارد الطاقة. إذا لم يتم استبدال تلك الموارد، فستواجه أوروبا تحديا خطيرا. إذ تحتاج أوروبا إلى إعادة استيراد الغاز من روسيا.
وقال أستاذ قانون الطاقة بجامعة طهران، الدكتور حسن مرادي، في حوار خاص بوكالة شفقنا في معرض رده على سؤال مفاده ان العالم يدخل الذكرى السنوية الأولى لحرب أوكرانيا إذ كانت لهذه الحرب تداعيات كثيرة على الساحة العسكرية والسياسية والدولية وكذلك على الساحة الاقتصادية وإذا استمرت هذه الحرب، فماذا سيكون الوضع الاقتصادي للعالم، وخاصة في مجال الطاقة؟ قال: إن الحرب في أوكرانيا طال أمدها خلافا لما كان متوقعا في البداية، وواجهت روسيا وضعا غريبا. واليوم، يقف الغرب خلف أوكرانيا تماما، وقد قامت أوروبا وأمريكا بضخ أسلحتهما في أوكرانيا. لكن لم تنجح روسيا في تطبيق خططها كما كانت تظن.
وأضاف: كما أظهر الوضع في أوكرانيا، لم يكن لدى روسيا مشكلة كبيرة في شن الهجوم العسكري والتواجد في أوكرانيا. كانت روسيا تخشى أن تتحول أوكرانيا إلى قاعدة ضخمة للناتو وأن تلحق ضررا بها في المستقبل، لكن روسيا لم تتوقع أن تقف أوروبا خلف أوكرانيا وتفتح ترساناتها لأوكرانيا. هذا الوضع قلب المعادلات الروسية. كما تم الاخلال بالمعادلات الاقتصادية للعالم نتيجة لاستمرار الحرب. تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب. على الرغم من أن حصة أوكرانيا في صادرات الحبوب كانت أقل من حصة روسيا، إلا أن الكمية التي صدرتها كانت كبيرة. تعرض هذا التصدير اليوم إلى الخلل والعالم أصبح يعيش تحت الحصار. من ناحية أخرى، تعد روسيا من أكبر مراكز الطاقة في العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالغاز، إذ كان من المفترض أن تغذي أوروبا بخطي أنابيب للغاز. تم إطلاق خط واحد وكان من المفترض إطلاق الخط الثاني، لكنه وصل الأمر إلى طريق مسدود.
قد تواجه أوكرانيا صعوبة أكبر في الشتاء
وقال الدكتور مرادي إن الشتاء الصعب في أوروبا وأمريكا يرجع إلى أزمة طاقة خطيرة في أوروبا وأمريكا وأجزاء كثيرة من العالم. وسيؤدي استمرار هذا الوضع إلى استمرار هذه المشاكل في المستقبل ما لم تتوقف الأطراف المتحاربة عن الحرب وتعترف بالحدود الرسمية. بالطبع، تعتقد روسيا أن المناطق التي جرى فيها الاستفتاء ليست مستعدة للعودة إلى خارطة أوكرانيا وترغب في البقاء بين التقسيمات السوفيتية وتابعة لروسيا. كل شيء يتوقف على استمرار هذه الحرب. يجب أن نرى ما هي النتائج التي سيتم تحقيقها في المستقبل. اليوم، تقدمت روسيا في بحيرات الملح الوردية ولديها مطالبات. ستظهر الأخبار التي تأتي من مكان الحادث النتيجة. من المحتمل أن أوكرانيا ستواجه المزيد من الصعوبات في الشتاء وسوف يسبب برد الشتاء مشاكل للجنود، والروس لديهم مقاومة أكبر في مواجهة برد الشتاء. يجب الاهتمام بهذه القضية. يجب أن نرى ما يحدث في الميدان، فهناك تحسم الأمور.
أوروبا بحاجة إلى إعادة استيراد الغاز من روسيا
وصرح الأستاذ الجامعي في معرض رده على سؤال مفاده ان روسيا قطعت غازها عن أوروبا وأثر ذلك على إمدادات الوقود. فهل سيؤثر هذا الوضع على أسعار الوقود؟ قائلا: استطاعت أوروبا التغلب على نقص الغاز من خلال التقليل من استخدامه واستخدام وقود الفحم وبمساعدة محطاتها والديزل ومشتقات النفط إلى حد كبير، ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، فعاجلا أو آجلا أوروبا سوف تضطر إلى الحصول على موارد الطاقة. إذا لم يتم استبدال تلك الموارد، فستواجه أوروبا تحديا خطيرا. إذ تحتاج أوروبا إلى إعادة استيراد الغاز من روسيا.