على لوح في مطبخها وعبر وسائل تعليمية علقتها على جدران منزلها، سجلت المعلمة مها أبو منشار مقاطع تدريسية في مادة الجغرافيا لطالباتها خلال فترة التعليم عن بعد.
وحولت أبو منشار كتاب الجغرافيا للصف الحادي عشر والثاني عشر إلى مادة عملية، وفق نظريات التعلم وأساليب تدريس حديثة.
وحازت المربية مها جمال أبو منشار في مدرسة بنات ياسر عمرو الثانوية بمديرية تربية الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة على لقب “معلم فلسطين” لعام 2022، بعد سلسلة من النجاحات والجوائز على مستوى الوطن من بينها، جائزة الإبداع والتميز لعام 2019، وجائزة المعلم المميز لعام 2020.
أساليب غير نمطية
وتقول أبو منشار لوكالة “صفا”، إنها اعتمدت أساليب واستراتيجيات غير نمطية في التدريس، وحولت المواد النظرية الجامدة إلى نشاطات عملية وتطبيقية.
وتوضح أنها صنعت بمجهودها الشخصي وسائل تعليمية من عجينة السيراميك، إلى جانب إطلاقها 11 مبادرة متعلقة بأساليب التعليم خلال ست سنوات.
كما أطلقت عدة مشاريع من ضمنها مشروع الأمن الغذائي الذي يهدف إلى التنمية المستدامة، إذ حولتها إلى نشاطات تفاعلية من خلال زراعة النباتات المثمرة على سطح المدرسة.
وعن فترة التعليم عن بعد خلال فترة انتشار فيروس كورونا، تشير أبو منشار إلى أنها كانت تحرص على تفاعل الطالبات لاستكشاف المعلومات والتوصل لها عبر الأنشطة التفاعلية، مؤكدة أن الطالبات تمكنّ من النجاح في زراعة محاصيل وقدمن قراءات متميزة.
وتضيف أنها نسقت لتوأمة بين المدرسة وجامعة الخليل لتقديم المحاضرات والاطلاع على أبحاث الطلبة ضمن أساليب التعليم اللامنهجية، بالإضافة إلى مشاريع إعادة التدوير والمشاريع الرقمية.
ووفقاً لنظرية استخدام الواقع المعزز للتعليم، لخصت أبو منشار دروس كتاب الجغرافيا للثانوية العامة عبر تطبيق إلكتروني في فيديوهات قصيرة مسجلة مدعمة بمخططات مفاهيمية.
وتبين أن طبيعة المنهاج وأساليب التدريس النمطية أصبحت عائقًا أمام اكتشاف مهارات الطلبة وقدراتهم، وأنها اكتشفت قدرات وإبداع طالبات عن طريق أساليب التدريس المبتكرة بغض النظر عن تحصيلهن العلمي.
وتلفت إلى أنها استخدمت مهارات التفكير في تعليم طالباتها، مضيفةً “طلبت من الطالبات تخيل كيف ستكون حياة كائن فضائي على أحد الكواكب، من خلال ربط بعض التفاصيل العلمية الخاصة بالكوكب في قصص الطالبات”.
معيقات ترهق المعلم
وحول المعيقات التي تواجه المعلم تقول أبو منشار إن ارتفاع عدد الطلبة في الصف الواحد، إلى جانب شح الموارد ونقص الرواتب يضعف من دافعية المعلم لابتكار أساليب جديدة في التعليم.
وترى أن القرار الجديد الذي يلزم المعلم بمتابعة الطلبة عن بُعد بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمية، يرهق المعلم والطالب على سواء.
وتدعو المعلمة الجهات المسؤولة إلى الاتجاه الكامل نحو التعليم الإلكتروني وعدم تجزئته، وضرورة تقديم تدريبات نوعية للمعلمين وتوفير موارد تكنولوجية.