“كورونا الصين” يثير هلع العالم.. هل يتكرر سيناريو 2020؟
Share
يثير الارتفاع الهائل لعدد الإصابات بفيروس كورونا في الصين حالة هلع في العالم، ومخاوف من تكرار سيناريوهات العام 2020، في ظل تحذيرات من صندوق النقد الدولي بتأثير التفشي الجديد على الاقتصاد الدولي، وحديث منظمة الصحة العالمية عن تفهمها لقيود الدول على القادمين من بكين.
وحتى 2 يناير 2023، بلغ عدد الدول التي وضعت شروطاً على المسافرين من الصين 17 دولة، بينها دولتان عربيتان هما قطر والمغرب، فيما قرر البعض منها منع دخول المسافرين من الصين إليها بشكل كامل.
تفشي واسع بالصين
وأقر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في تصريحات له في 31 ديسمبر الماضي، بأن بلاده تواجه تحديات صعبة.
وكانت بكين قد أوقفت، الشهر الماضي، سياستها الصارمة “صفر كورونا” التي تتضمن عمليات إغلاق واختبارات شاملة، بعد 3 سنوات من ظهور فيروس كورونا للمرة الأولى في مدينة ووهان جنوبي الصين.
وجاء القرار الصيني في حين تمتلئ المستشفيات الصينية بالمصابين بكورونا والمحارق بجثث ضحايا الفيروس التاجي.
وأبلغت السلطات الصينية، في 1 يناير 2023، عن أكثر من 5 آلاف حالة إيجابية ووفاة إضافية بسبب كورونا.
فيما دعت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها قبل أيام، بكين إلى مشاركة المعلومات “في الوقت الفعلي” حول كورونا، بما في ذلك الوفيات والاستشفاء والتطعيم.
وقالت المنظمة إنها مستعدة لتقديم الدعم لبكين بشأن تبادل البيانات، مضيفة أنه “من المفهوم” أن بعض الدول تفرض الآن قيوداً جديدة في ضوء نقص المعلومات عن الموجة الحالية من الوباء في الصين.
متحور شرس في بريطانيا
في السياق أظهرت بيانات في بريطانيا وجود متحور جديد من فيروس كورونا يتميز بعدواه الشديدة، مشيرة إلى أنه مسؤول عن واحد من كل 25 إصابة في المملكة المتحدة.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في 2 يناير 2023، أن الخبراء أطلقوا على المتحور الجديد من فيروس كورونا اسم “XBB.1.5”.
والمتحور الجديد متفرع في الأصل عن متحور “أوميكرون” الذي بدأ في التفشي أواخر عام 2021.
وقال خبراء بريطانيون للصحيفة، إن المتحور الجديد يمثل جرس إنذار للسلطات في بريطانيا، وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية، المتمثلة بالوباء المزدوج كورونا والإنفلونزا.
إجراءات دولية
وبسبب هذه المخاوف فرضت 17 دولة قيوداً على دخول المسافرين من الصين وإليها، وبعضها حظرت دخولهم تماماً.
من أبرز هذه الدول: فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا وإسبانيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، إضافة إلى قطر والمغرب.
وطلبت قطر من المسافرين القادمين إليها من الصين فحصاً سلبياً لفيروس كورونا قبل الوصول إليها، فيما أعلن المغرب حظر دخول المسافرين القادمين من الصين إلى أراضيه، اعتباراً من 3 يناير.
كما كشفت مصادر صحية في الكويت، في 2 يناير 2023، عن عزم سلطات البلاد فرض قيود على القادمين من الصين.
ونقلت صحيفة “الراي” المحلية عن المصادر قولها: إن “التوصيات التي من المرجح أن ترفعها السلطات الصحية للجهات المعنية قد تشمل فرض فحص كورونا، على أن تكون نتيجته سلبية قبل الوصول بـ 48 ساعة، والخضوع لاختبار آخر عند الوصول”.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات ستشمل المسافرين القادمين من الصين، “باستثناء المواطنين الذين قد تُطبّق عليهم فترة عزل”.
وعلى الصعيد الأوروبي ستطلق وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، اعتباراً من 8 يناير 2023، عملية مراقبة ستشهد اختبار عينة من الركاب القادمين من الصين بحثاً عن الفيروس عند وصولهم.
كما ستجتمع الدول الأوروبية، الأسبوع المقبل؛ لمناقشة إجراءات مشتركة لمواجهة تفشي كورونا القادم من الصين، حسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
سيناريو 2020 يتكرر
وضمن المخاوف الدولية بشأن التفشي الجديد للجائحة التي أنهكت اقتصاد العالم، خلال عامي 2020 و2021، ولا تزال تبعاتها قائمة، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في افتتاحيتها، في 30 ديسمبر الماضي: إن “الأمر يبدو كأننا عدنا إلى أوائل 2020، فالصين هي البؤرة العالمية لفيروس كورونا”.
وأضافت الصحيفة أن “الدول حالياً تتدافع في جميع أنحاء العالم لفرض قيود على المسافرين القادمين من الصين، وفي الوقت نفسه يحجب التعتيم الحكومي والإحصاءات غير الدقيقة شدة تفشي المرض داخل الصين”.
وذكرت أنه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من العزلة والإغلاق، أدى قرار إعادة فتح الحدود الصينية، اعتباراً من 8 يناير 2023، إلى تحويل سوء إدارتها المحلية إلى مشكلة عالمية محتملة مرة أخرى.
وحذرت الصحيفة من أنه “لا تزال هناك مخاطر صحية كبيرة، خاصة في البلدان النامية، حيث لا يزال التلقيح ضعيفاً”.
ورأت أن العالم يحتاج إلى أن يخطو للأمام بحذر؛ لأن عشرات الملايين يصابون يومياً في الصين بالفيروس التاجي.
وأفادت بأنه في حين لا تصدر إحصاءات واضحة من السلطات الصينية عن عدد الوفيات جراء الجائحة، شوهدت جثث الموتى في المستشفيات وفي محارق الجثث، مما يرسم صورة أكثر قتامة.
وأضافت أن خطط الصين لرفع متطلبات الحجر الصحي للمسافرين الوافدين، وإزالة القيود المفروضة على الرحلات الجوية القادمة إلى بكين، وتيسير رحلات إلى الخارج، “تجلب مخاطر كبيرة من هذا البلد”.
القيود غير فعالة
وحول فعالية الإجراءات الدولية الحالية قال البروفيسور أندرو بولارد، رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين في بريطانيا: إن “القيود من غير المرجح أن تمنع متغيرات كورونا الجديدة من الوصول إلى بريطانيا أو أي من الدول الأخرى”.
وأضاف بولارد في تصريحات لـ”بي بي سي”: “تبين أن محاولة حظر الفيروس من خلال تعديل ما نفعله بالسفر لا تعمل بشكل جيد للغاية”.
وتابع: “لقد رأينا أنه مع حظر السفر من مختلف البلدان أثناء الوباء فإن ذلك لم يمنع تلك الفيروسات من السفر في جميع أنحاء العالم في نهاية المطاف”.
مخاوف اقتصادية
وعلى الصعيد الاقتصادي قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، في 1 يناير: إن “عام 2023 سيكون صعباً على معظم الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تعاني فيه معظم المحركات الرئيسية للنمو العالمي، وهي: الولايات المتحدة وأوروبا والصين، من ضعف نشاطها الاقتصادي”.
وأضافت جورجيفا في تصريحات لقناة “سي.بي.إس” الأمريكية: إن “العام الجديد سيكون أصعب من العام الذي نتركه خلفنا، وزيادة إصابات كورونا بالصين تمثل أنباء مقلقة للاقتصاد العالمي بشكل عام”.
وتوقعت دخول ثلث الاقتصاد العالمي في ركود في 2023، مشيرة إلى أن آفاق الاقتصادات الناشئة أسوأ؛ بسبب مستويات الدين وقوة الدولار.