حصدت أوبئة غير قاتلة مثل الكوليرا والملاريا حياة 686 شخصاً في اليمن خلال العام 2022حيث تحولت الأوبئة التي يمكن معالجتها ببساطة إلى كابوس مميت في اليمن الذي يخضع للحرب والحصار للعام الثامن على التوالي.
يعايش اليمن جملة من المفارقات الكارثية في القطاع الصحي، ناجمة عن ممارسات غير اخلاقية يرتكبها التحالف بغطاء من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث يمكن أن يفقد الاطفال حياتهم نتيجة التهاب ” اللوز” لأسباب مركبة تم صناعتها بشكل متعمد من قبل دول التحالف لإحداث أكبر قدر من الضرر في صفوف المدنيين في اليمن.
خليط مركب للموت
حيث يعاني 2,2 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية الحاد، مما يجعلهم فريسة سهلة للمرض، في أسر يحول الفقر دون قدرتها على إسعاف الطفل المريض، والاكتفاء بوصفات شعبية غير مجدية لعلاج اطفالهم المرضى، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الطفل وخروج الوضع عن السيطرة، في بلاد فقدت 68% من قدراتها الصحية بفعل الحصار والحرب، حسب احصائيات رسمية.
بينما قال ممثل منظمة اليونيسيف، الأربعاء، أن اليمن يسجل أعلى معدلات وفيات الأطفال على مستوى الشرق الأوسط، حيث يموت طفل كل عشر دقائق، إلى جانب “وفاة 6 أطفال من حديثي الولادة كل ساعتين بينما يمكن تلافي نصف تلك الوفيات في حال التمكن من تقديم الرعاية الصحية الأساسية” بحسب ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن. في حين اعتبرت بيانات سابقة أن الكارثة الإنسانية في اليمن “تحدث لأسباب من صنع البشر ويمكن معالجتها”.
معالجة النتائج وترك الأسباب
يقتصر دور الأمم المتحدة على في اليمن، على تقديم الاحصائيات في أحسن الأحوال بشأن الوضع الإنساني في اليمن. لكن دور المنظمة الدولية بحسب الرأي السائد لدى اليمنيين، لا تقوم بدورها الأساسي لمنع وقوع الكارثة قبل حدوثها، من خلال انهاء تدخل التحالف العسكري في اليمن ورفع الحصار عن البلاد.
غياب ثقة ودور مشبوه
ويعتقد اليمنيون أن الأمم المتحدة أصبحت تسهل مهمة دول التحالف، في ارتكاب كل الانتهاكات بحق شعب اليمن، مضيفين أن الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها، تعمل على معالجة نتائج الحرب والحصار بدلاً عن معالجة الأسباب المتمثلة في وقف حرب التحالف وإنهاء الحصار، مما يجعل شعب اليمن ضحية لدائرة مغلقة من ارتكاب الجريمة بيد التحالف والتعتيم عليها لأغراض مشبوهة من قبل الأمم المتحدة.
ويبدو أن مهمة الأمم المتحدة من وجهة نظر كثيرين في اليمن، أصبحت “تقوم بالتخفيف من أثار الحرب والحصار خدمة للتحالف”، حيث يقول معظم اليمنيين أنهم “فقدوا الثقة بالأمم المتحدة، نظراً لما يعتبروه “دوراً مشبوهاً” مارسته المنظمة الأممية منذ بدء الحرب.
بينما يعتقد البعض أن انهيار القانون الدولي حول الأمم المتحدة إلى منظمة تعتاش على الأزمات الإنسانية.