غضب عالمي إثر قرار طالبان الإستفزازي بشأن تعليم الفتيات

لم تكف طالبان رغم جميع التحذيرات العالمية من سوء معاملتها مع المرأة وتستمرفي إنتهاكاتها الغيرإنسانية ما أثارضجة عالمية واسعة، ففي آخرقراراتها حظرت طالبان التعليم الجامعي للنساء، بعد أن حظرت الفتيات من الدراسة في معظم المدارس الثانوية خلال الأشهرالستة عشرالماضية. وهذا ما سبب بموجة غضب كبيرة، حيث إنهالت التعليقات المنتقدة واحدة تلوى الأخرى والتي تطالب بالتراجع عن هذا القرارالمستفز.

وأعلن وزيرالتعليم العالي في حكومة طالبان عن هذا القرارفي 20ديسميركانون الأول موضحا أنه يسري فورا، وبحلول اليوم التالي، نفذت القرارأيضا أماكن تعليمية أخرى، بما في ذلك المدارس الدينية الإسلامية وكليات التعليم الخاصة في عدة ولايات.

وفی هذا الشأن علق الكاتب والصحفي الفلسطيني “خالد الجيوسي”، في صحيفة رأي اليوم الكويتية، أن العنصرالأساسي الذي يظهرشكل المجتمعات هذه الأيام، وطبيعة توجهاتها العلمانية، أوالمتطرفة، هوشكل تعاملها مع النساء، وضمان حقوقهن، رغم أن هذا السياق النسائي، قد لا يعتبرتماما عن حقيقة المشهد، ومدى الحريات التي تسود في هذه البلاد أوتلك.

مضيفا أن الحكومة الأفغانية وإن كان قرارها مدانا كما يرى النشطاء، لاتريد أن تكون عصرية من بوابة النساء، وإطلاق الحريات لهن، وعليه قررت حرمان الفتيات من التعليم الجامعي، وأغلقت الجامعات الخاصة، والحكومية أمامهن، وهومشهد حطم آمال الفتيات الأفغانيات في ظل وجود 40 جامعة حكومية، ونحو140 جامعة خاصة.

وتسائل الجيوسي، عن خلفية القرار، ولماذا تنظرحركة طالبان لتعليم النساء، على أنه خطروهي بذلك تعود لأدبيات الحركة منذ إنطلاقتها.

وعلى تويتركتب الباحث الفلسطيني والمختص في الشأن الإسرائيلي “صالح النعامي” قائلا: قرارحركة طالبان إغلاق مدارس البنات أن يمثل أي إلا الإسلام. هذا النموذج يضربالإسلام بمستوى لايقل عن الضررالذي يلحق بالشعب الأفغاني.

کما غرد عبدالعزيزالتويجري “المديرالعام السابق للإيسيسكو” أن  قرارحكومة طالبان بمنع النساء من الدراسة في الجامعات ليس من الإسلام في شيء، بل هونتاج عقليات منغلقة تجهل أن طلب العلم فريضة على الرجال والنساء، وأن كثيرا من كبارعلماء المسلمين وفقهائهم تتلمذوا على نساء عالمات وافتخروا بذلك.

فیما یرى الباحث والمفكرالإسلامي “مهنا الحبیل” أن قرارطالبان بمنع الفتيات من الذهاب للجامعات هودلالة على عمق الأزمة الفكرية لدى الحركة وهوتخلف عن الإسلام ومنهجه السامي مع المرأة لاعلاقة له بمعركتها التي تسعى لمصالح اقتصادية معهم وهودلالة على أن طالبان أبعد ماتكون عن مشروع الاستقرارالسياسي والاجتماعي لافغانستان.

وردا على البيان التي أصدرمن قبل الحركة تبريرا لهذا القراروالتي أكدت الحركة خلاله على أن القرارجاء نتيجة للظروف الراهنة وسيتغيربلا شك في المستقبل القريب، تساءل الكاتب “أحمد عبد العزيز” ما هذه البيئة المناسبة ومتى تتوفرللعلم، أي نموذج للإسلام تريد طالبان تقديمه للعالم؟ وتابع بالقول، هذا القراريصب في صالح العلمانيين، سيخوفون به الناس من المشروع الإسلامي.

ويؤكد الإعلامي “سامي كمال الدين” أن أكثرمن أساء للإسلام طوال تاريخه هم تيارالاسلام السياسي الذين يعتقدون أن الرسالة نزلت عليهم وهم وكلاء الله في الأرض وليس النبي صل الله عليه وسلم، وماتفعله طالبان من حرمان الفتيات من التعليم في المستوى الجامعي وماتفعله داعش لا يحتاج إلى دليل لتشويه الإسلام.

وإنتقادا لهذا القرارأكد النشطاء على عدم تغييرحركة طالبان حيث إنها لم تلتزم بأية عهود وإتفاقيات سبقت تولیها للحکم وأن حرمان المرأة من التعليم والسكوت حركة شنيعة وهوإنتهاك لحقوق المرأة الأفغانية وخطيئة كبيرة لا تغتفرولا يشفع لها.

وكانت حكومة طالبان، التي بدأت كحركة إسلامية مسلحة متشددة، وعدت عند عودتها السلطة في أغسطس آب العام الماضي وبعد إنسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان، باحترام حقوق المرأة، بعد أن عانت النساء من أهوال خلال الفترة السابقة لحكم الحركة للبلاد ما بين عامي 1996و2001 مع منعهن من العمل أوالدراسة.

قد يعجبك ايضا