فورين بوليسي: الولايات المتحدة تغير تكتيكاتها في مواجهة صنعاء
عبدالله مطهر |
قالت مجلة “فورين بوليسي إن فوكس” الأمريكية إن بعد سنوات من دعم واشنطن للتدخل العسكري الكارثي بقيادة السعودية في اليمن، تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه الحرب، وتدعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي أدت إلى أكبر انخفاض في العنف منذ بدء الحرب.
وأكدت أن في الحقيقة أن حكومة صنعاء تسيطر الآن على 80 في المائة من سكان اليمن وحصلت على وسائل إطلاق صواريخ إلى العمق السعودية والإماراتي، ركز المسؤولون الأمريكيون على الهدنة كوسيلة لتحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وذكرت أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون الحفاظ على هدنة قللت من العنف وخلقت إمكانية التوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب.. في حين قال الرئيس جو بايدن في بيان في آب/أغسطس إن الهدنة “جلبت فترة من الهدوء غير المسبوق في اليمن، وأنقذت آلاف الأرواح وجلبت راحة ملموسة لعدد لا يحصى من اليمنيين”.
وأفادت المجلة أنه منذ سنوات، لعبت الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في الحرب في اليمن، وعمل الجيش الأمريكي إلى حد كبير من وراء الكواليس، وقد قام بتمكين التحالف العسكري بقيادة السعودية بهدوء من شن حرب مدمرة ضد قوات صنعاء.
وأوردت أن التحالف العسكري بقيادة السعودية، شن مراراً وتكراراً غارات جوية على أهداف مدنية، بما في ذلك المدارس والحافلات والأسواق والسجون وحفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات..
ونتيجة لذلك فأن هجماتهم على المدنيين صدمت معظم الناس في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وتابعت أن نقطة التحول الرئيسية في الحرب جاءت في وقت سابق من هذا العام، عندما كانت القوات المسلحة اليمنية على وشك تحقيق نصر عسكري في مأرب، آخر معقل لحكومة المرتزقة المدعومة من السعودية في الشمال..
وعلى الرغم من أن التحالف الذي تقوده السعودية كثف الغارات الجوية ودفع بحملة برية لصد قوات صنعاء، إلا أنه واجه انتقاما واسع النطاق، حيث أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صواريخ على السعودية والإمارات.
وكشفت المجلة أن في خضم معركة مأرب، بدأ المسؤولون السعوديون ينفدون من مخزونات الصواريخ الدفاعية، مما أثار مخاوف من أنهم سيكونون أعزل ضد الهجمات المستقبلية..
بينما أفاد بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، في ذلك الوقت لمعهد بروكينغز، حيث كان يكتب عن الحرب ، أن “صنعاء انتصرت في الحرب في اليمن”.
وفي هذا السياق، ألقى المسؤولون الأمريكيون دعمهم وراء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي تطلبت إنهاء الهجمات عبر الحدود.. ومع ذلك، كتب بروس ريدل في نيسان/أبريل، بعد وقت قصير من دخول الهدنة حيز التنفيذ “الهدنة تعكس ميزان القوى على الأرض”.. قوات صنعاء”تسيطر على العاصمة ومعظم شمال اليمن هي المنتصرة”.
وبينت أن الحرب كانت فشلاً أخلاقياً واستراتيجياً بالنسبة للولايات المتحدة.. لم تمكن الولايات المتحدة التحالف العسكري بقيادة السعودية من ارتكاب جرائم حرب فقط، بل فقدت نفوذها بشكل مطرد في جميع أنحاء اليمن والشرق الأوسط.
وفي جلسة استماع بالكونغرس الأسبوع الماضي، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن أسفهم للوضع الحالي في اليمن، حيث قاموا بمراجعة العواقب الوخيمة للحرب، حيث أن الأطفال هم الضحايا الرئيسيون لهذه الحرب. بالأضافة إلى ذلك، استعرض المبعوث الأمريكي الخاص تيم ليندركينغ مدى تقدم القوات المسلحة اليمنية، مشيراً إلى أن قواتهم العسكرية يبلغ عددها مئات الآلاف..
وتابع حديثه بالقول: طورت القوات المسلحة اليمنية قدرة دقيقة بشكل متزايد حتى تتمكن من شن هجمات معقدة. المجلة رأت أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن تستخدم الهدنة لكسب الوقت للتحالف الذي تقوده السعودية أو إنشاء أساس وقواعد لإنهاء الحرب..
وبحسب ما ورد، أعادت الإدارة النظر في حظرها على مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية.. ومع ذلك، فإن شعوره بالخيانة من قبل النظام السعودي بشأن صفقة مزعومة بشأن إنتاج النفط قد يعرقل التعاون المستقبلي.
وأوضحت أن معارضة الكونغرس لمزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية قد تؤدي إلى تقييد أيدي الإدارة.. يمكن للكونغرس أن يتضرع بقرار سلطات الحرب لإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب، مما يترك النظام السعودي دون خيار سوى الحفاظ على الهدنة والعمل نحو تسوية تفاوضية.