المنح الدراسية.. فضيحة جديدة عن واقع الفساد في “حكومة التحالف”

ضجة كبيرة وأصداء واسعة وردود أفعال رافضة في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، أثارتها قضية فساد “حكومة” التحالف، في مجال المنح والبعثات الدراسية في الخارج.

واستطاع مسؤولي “حكومة” التحالف تحويل البعثات الدراسية إلى وجهة فساد سيئة السمعة، ولم يقتصر فسادها على سرقة المنح الدراسية وبيعها بمبالغ مالية باهضة جداً، ولا على سرقة المخصصات الخاصة بالطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج، بل وصل الأمر حد ابتعاث أبنائهم لدراسة مجالات طبية وعلمية بمعدلات ضعيفة وصرف مساعدات علاجية لهم بآلاف الدولارات.

بعثات مثيرة

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وثائق لكشوفات تضم معظمها أسماء أبناء مسؤولين في “حكومة” التحالف ومؤيدين للتحالف كمتصدرين لقائمة المنح الدراسية في الخارج، والتي بحسب التقارير بلغت تكاليفها في الربع الرابع أكثر من 8.6 ملايين دولار، كما نشروا وثائق فساد مالي كبير في الوزارة.

وطالب الناشطون، بإقالة وزير التعليم العالي في “حكومة” التحالف، جراء عمليات الفساد في ملف المنح الدراسية في الخارج.

ونشر الناشطون وثائق منسوبة إلى الوزير “خالد أحمد الوصابي” تفيد بأنه سهل ابتعاث طالبة إلى جمهورية مصر العربية لدراسة الطب البشري بمعدل 78% فقط، وبقرار إيفاد رسمي مع رسوم تقدر بـ7500 دولار سنوياً، في خطوة وصفها الناشطون بأنها بيع للمنح الخارجية لطلاب يحملون معدلات متدنية في الثانوية العامة.

وقال الناشط والإعلامي الجنوبي “إنيس منصور الصبيحي” المستشار الإعلامي السابق لسفارة “حكومة هادي” في العاصمة السعودية الرياض في تغريدة له على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”: “الشكر للضابط السعودي من اللجنة الخاصة الذي قام بتسريب فضيحة كشف المنح اليمنية” وكذلك تورط وزير التعليم العالي في فساد لصوصية المنح النصيب الاكبر لأولاد رشاد العليمي والقيادات”.

وأضاف منصور: “لا يهمنا هدف الضابط بتسريب الكشف ولكنها مادة دسمة تزكم الأنوف”.

وأردف قائلاً: “ما مصلي الا وطالب مغفرة وأولاد وأخوة فهد طالب الشرفي ضمن كشوفات المنح الدراسية”.

ووصف الإعلامي الجنوبي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد في تغريدة  على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية” مسؤولي “حكومة” التحالف بـ”عصابة اللصوص” قائلاً: “اطلعت على كشوفات المنح الدراسية في الخارج فتيقنت أننا امام عصابة متكاملة الأركان بمسمى حكومة ودولة”.

وأضاف بن لزرق: “حالة الافساد التي نمر بها اليوم لم تحدث في التاريخ اليمني (قط) والمسئولون الحاليون هم أكثر فئة منحطة ولن يأتي من هو أسوأ منهم على الاطلاق ووجوب ثورة شعبية بات أمر غير قابل للتأجيل”.

وأكد بن لزرق، أن الاستيلاء على المنح الدراسية التي بآلاف الدولارات، بأنه جزء بسيط من عمليات الاستيلاء على الإيرادات المالية للبلاد، وكذا النفط منذ ثماني سنوات دون توريد دولار واحد من إيراداته إلى أي خزينة حكومية، بحسب قوله.

وأضاف: “وزير تعليم سارق اختلف مع مدير ابتعاث سارق، فقام الأخير ونشر الملفات عقب إقالته، لصان اختلفا على السرقة فكشف الله سرهما”.

وقال القيادي فيما تسمى “المقاومة الجنوبية” عادل الحسني رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن في تغريدة  على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”: “كشف المنح الذي تم تسريبه اليوم يظهر جزءًا تافهًا جدًا من الفساد الإداري والمالي في الدولة.

وأضاف الحسني: “منذ فترة وأنا أسرد ثروات اللصوص الفلكية، وما خفي أعظم.

وأردف الحسني قائلاً: “ولكن لا تتوهوا في الصغار وتنسوا الحيتان الضخمة”.

فساد مالي

وبدوره نشر الناشط “جلال الصلاحي” سلسلة تغريدات مرفقة بمقاطع فيديو ووثائق تكشف الفساد المالي في وزارة التعاليم العالي بـ”حكومة” التحالف بعشرات الملايين من الدولارات صرفت لأبناء مسؤولي الحكومة في الخارج قائلاً: حصلنا على وثائق التعليم العالي بالكامل ثبت أن 80 % من المساعدات العلاجية صرفت لأبناء السرق في الحكومة فيما المواطن في المناطق القابعة تحت سيطرة التحالف يموت بمرض “الحصبة”.

وأكد الصلاحي، أن العديد من المبعوثين للدراسة في أمريكا لا تزال الوزارة تصرف مستحقاتهم المالية على الرغم من إنتهاء مدة الدراسة منذ سنوات.

كما كشف الصلاحي، أن طالبة عراقية لا تزال تتسلم منحة دراسية.

وتساءل الصلاحي في إحدى تغريداته قائلاً: “هل ستتم محاسبة خالد الوصابي وحمزة بامهيل وبقية الشلة وايقاف المنح لكل من اخذها بغير حق ام سيكتفون بتغيير الفاسد الوصابي بفاسد اخر وتصفير العداد”.

إقالة مدير البعثات

وفي 10 نوفمبر الماضي، قام وزير التعليم العالي خالد الوصابي بإقالة مدير عام البعثات بالوزارة سالم الطاهري، بعد إدلاء الأخير بتصريحات إعلامية قال فيها إن الوزير متورط بممارسة فساد والوقوف وراء التلاعب بالمنح الدراسية وعمليات الابتعاث للخارج.

وصرح الطاهري مطلع نوفمبر الماضي لوسائل إعلام محلية، بأن الوزارة اعتمدت مساعدات مالية لعدد 170 شخصاً تم ترشيحهم -وهم من المقربين والموالين- ضمن الربع الرابع 2021، دون عقد أي اجتماع للجنة البعثات المخولة بالموافقة على مثل هكذا مساعدات وبمبلغ يصل إلى ربع مليون دولار خلال ستة أشهر.

وفي ذلك الوقت، قال الطاهري إن لديه وثائق فساد تدين الوزارة في التلاعب بالمنح الخارجية.

 

“وكالة الصحافة اليمنية” تعيد نشر بعض الوثائق حول فساد وزارة التعليم العالي بـ”حكومة التحالف” والتي نشرها الناشطون والإعلاميون الموالون للتحالف.