حصلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وتكشف الوثائق التي تنشرها “صفا” على حلقات، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.
وأصدر الطيراوي في الأول من نوفمبر بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات “تمت قرصنتها وتسريبها”.
وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق “سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة” المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.
وتوفي ياسر عرفات “أبو عمار” في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله.
وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.
وتكشف الوثيقة الجديدة إفادة اللواء محمود عبد القادر أبو عدوي عضو المجلس العسكري الأعلى في منظمة التحرير وعضو المجلس الوطني، الذي تم الاستماع لشهادته بتاريخ السابع من يوليو 2013.
وقال أبو عدوي: “عندما دخل الإسرائيليون إلى رام الله في بداية الحصار، لم يكن هناك أي نوع من الحراسات على المقاطعة، وقلت لأبو عمار لو دخل جندي إسرائيلي وحده لكان بإمكانه أن يأخذك ولا يوجد أحد يدافع عنك وكان هذا الكلام ليلاً الساعة 8 أو 9 مساءً”.
وفي معرض رده على سؤال من سمم عرفات، يضيف “أعتقد أن إسرائيل أعطت السم لمن هم حول أبو عمار وأنا وقتها سمعت أن شارون أقنع الطرف السياسي المعارض في فتح، وقال إذا تخلصنا من أبو عمار سأعطيكم دولة، وعلى هذا الأساس تم الاجتماع في بناية العار”.
ووفق اللواء أبو عدوي، فان “المجتمعين في بناية العار، هم: أبو مازن (محمود عباس)، زهير مناصرة، نبيل عمرو، حكمت زيد، السكسك، وأرسلوا رسالة لأبو عمار من خلال زهير مناصرة”.
ويتابع “أنا دخلت على أبو عمار ليلاً وقلت له ما بك، فقال الخونة أرسلوا لي رسالة انقلاب مع الخائن الذي عينته بدل جبريل، محتواها أن يغادر أبو عمار خارج فلسطين، وكان مطروحًا أن يذهب إلى السودان وفي اليوم التالي خرجت مجموعة وأطلقت النار على بناية العار”.
ويشير إلى أنه “في ذات مرة وصل إلى مكتب أبو عمار قبل وفاته بأيام، وإذا بمن حوله وتحديدًا يوسف العبد الله كانوا يحرقون أوراقًا من الأرشيف، حينها لم يكن عرفات يحكم على شيء”.
ويلفت اللواء في شهادته، إلى أنه “أبلغ أبو مازن أنه نجح في إخصاء اللجنة المركزية واللجنة التنفيذية وفصائل منظمة التحرير، وكان رده اسكت ولا تتكلم”، مضيفًا “أسمعني كلامًا سيئًا، وأنا رددت عليه بنفس الكلام”.
وختم كلامه بالقول: “نحن نواجه مشكلة أنه لا توجد عندنا قيادة”.