مخططات استيطانية جديدة بالقدس تنتظر المصادقة والتنفيذ
Share
مع صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف في انتخابات الكنيست الأخيرة، ومطالبات حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير تولي وزارات مهمة في حكومة الاحتلال المقبلة، بدأت تطفو على السطح مخططات استيطانية جديدة، وأخرى تم تجميدها سابقًا في مدينة القدس المحتلة.
ويمارس المستوطنون ضغوطًا شديدة على الحكومة الإسرائيلية المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو من أجل التسريع لتفعيل البناء الاستيطاني في منطقة E1″”، بين مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، والتي تربط شمال الضفة بجنوبها.
ويتطلع حزب “الصهيونية الدينية” إلى تولي وزارات مهمة في حكومة الاحتلال الجديدة، بغية إطلاق موجة جديدة من النشاطات الاستيطانية في الضفة والقدس، وخاصة حقائب “الجيش والأمن الداخلي والمالية”.
وحذر قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق غادي أيزنكوت الذي انتخب عضوًا جديدًا للكنيست، من مغبة تعيين قادة حزب المستوطنين مسئولين عن الأمن في الحكومة القادمة.
وبعد فوز تكتل اليمين بالانتخابات، شهدت القدس والضفة تصاعدًا خطيرًا في هجمات المستوطنين على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، ناهيك عن الإعلان عن مخططات استيطانية وتهويدية في المدينة المقدسة ومحيطها، مما يؤكد وجود نوايا لدى حكومة الاحتلال بتصعيد هجماتها الاستيطانية خلال الفترة المقبلة.
وسبق أن تقدمت بلدية مستوطنة “معاليه أدوميم” بالتماس إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية، للمطالبة بتنفيذ مخطط لبناء حي استيطاني جديد في منطقة (E1) شرقي القدس، تم تجميده سابقًا بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد أيام على قرار بلدية الاحتلال في القدس نقل حاجز الولجة جنوب غربي المدينة، وتوسيع نطاق جدار الفصل العنصري، أعلنت “الإدارة المدنية” عن مناقشتها مخطط لبناء مستوطنة جديدة على أراضي القرية المهجرة عام 1948.
هجمة استيطانية
ولم تتوقف عند ذلك، بل هناك عشرات المخططات الاستيطانية والتهويدية تنوي حكومة الاحتلال تنفيذها في المدينة المحتلة ومحيطها، بهدف إحكام السيطرة الكاملة عليها، وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وجلب المزيد من المستوطنين للعيش في المدينة. كما يقول المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب
ويضيف أبو دياب في حديث لوكالة “صفا”: “رغم أن هناك مخططات أُقرت سابقًا، إلا أن حكومة الاحتلال المقبلة ستكون حكومة استيطان، وستعمل على تعزيز البناء الاستيطاني وتغيير وجه القدس ومحيطها، وسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية حتى في الضفة الغربية.
ويوضح أن الاحتلال يريد تنفيذ ما يسمى مشروع “القدس الكبرى” لتصبح مساحة المدينة المقدسة 10% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.
وبحسب أبو دياب، فإنه سيتم ترجمة المخطط على أرض الواقع بالتدريج، وهذا ما يعني ضم الكثير من الأراضي الفلسطينية مستقبلًا، بغية تعزيز الاستيطان والمستوطنين.
ويشير إلى أن “الصهيونية الدينية” يطالب بوزارات مهمة في حكومة الاحتلال الجديدة لها علاقة بالاستيطان، وتخصيص مزيد من الأموال لأغراض استيطانية بحتة في الضفة والقدس.
ويخطط الاحتلال لبناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “معاليه أدوميم”، ولأجل ذلك تقدم المجلس الاستيطاني واللجنة المحلية للتخطيط والبناء الاستيطاني في المستوطنة بالتماس ضد “الإدارة المدنية” للمطالبة بتجديد الموافقة على مخططات البناء الاستيطاني في “E1”.
وبهذا الصدد، يبين الباحث المقدسي أن سلطات الاحتلال ستعمل على توسيع المستوطنة المذكورة، والتي تعتبر من كبرى المستوطنات الإسرائيلية في القدس، لتضم 3500 وحدة استيطانية، علمًا أنه يقطنها 62 ألف مستوطن، لكن هناك مساعٍ لزيادة أعدادهم.
وتبلغ مساحة المنطقة التي من المخطط أن يقام عليها الحي الاستيطاني 12 كيلومترًا مربعًا تقع بين القدس والمستوطنة.
ويوضح أن هناك مخطط آخر يستهدف إخلاء وتهجير سكان الخان الأحمر البدوي شرقي القدس من مساكنهم نهائيًا، وقد يتم الضغط من المستوطنين لتنفيذه خلال الشهرين المقبلين، في محاولة لتهويد المنطقة، وقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها.
بالإضافة إلى ذلك، مخطط يعتزم الاحتلال المصادقة النهائية عليه في قرية الولجة، يتضمن لتوسيع مستوطنة (جبل جيلو) المقامة جنوب القرية، بواقع 570 وحدة استيطانية جديدة، ما يهدد بفصل القرية المقدسية نهائيًا عن الضفة.
محاصرة القدس
والهدف من ذلك-وفقًا لأبو دياب- توسيع “القدس الكبرى” جنوبًا، وصولًا لمستوطنة “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم والخليل، وشرقًا حتى غور الأردن، وكذلك تعزيز الصلة بين القدس والمستوطنات المحيطة.
ويؤكد أن توسيع الاستيطان وتكثيفه يهدف إلى فرض أمر واقع في الضفة الغربية والقدس ومحيطها، وخلخلة الكثافة السكانية للفلسطينيين، ومحاصرة التجمعات الفلسطينية شرقي المدينة المحتلة، وأيضًا اختراق الأحياء المقدسية وفرض طوق أمني واستيطاني خارجي حول المدينة.
ويبين أن الاحتلال يعمل بأسلوب متدرج للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في منطقة (c)، الخاضعة لسيطرته الأمنية والإدارية، لأجل ضمها وبناء المستوطنات وجلب مزيد من المستوطنين، حتى يسهل السيطرة على كل الأراضي ومحاصرة التجمعات الفلسطينية ومنع تمددها.
وتشكل المشاريع الاستيطانية ترجمة فعلية لأفكار اليمين المتطرف على الأرض، كما يوضح الباحث المقدسي، لذلك ستشهد الفترة المقبلة مزيدًا من مخططات الاستيطان والتهويد في القدس والضفة، وحرمان الفلسطينيين من أراضيهم وطردهم منها.