كاميرات مراقبة جديدة بوادي الربابة لبسط هيمنة الاحتلال
Share
لم تتوقف بلدية الاحتلال الإسرائيلي و”سلطة الطبيعة” في القدس المحتلة عن أعمال تجريف أراضي المقدسيين في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، ونصب عشرات كاميرات المراقبة، بهدف بسط قبضتها وهيمنتها على الأرض، وقمع أي فعاليات احتجاجية ضد مصادرة أراضيهم.
وصباح الأربعاء، شرعت “سلطة الطبيعة” بنصب مزيد من كاميرات المراقبة على أراضي وادي الربابة، المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان والتهويد، وصولًا لتحويلها إلى “حداق توراتية عامة” للمستوطنين.
ويتعرض وادي الربابة لهجمة إسرائيلية شرسة، تتمثل في اقتحام أراضيه وتجريفها وإجراء عمليات حفر فيها، والاستيلاء عليها بادعاء “أعمال البستنة”، بالإضافة إلى اقتلاع عشرات الأشجار، والاعتداء على أهالي الحي وملاحقتهم.
وتخطط بلدية الاحتلال ووزارتي “شؤون القدس” والمواصلات لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في وادي الربابة وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان.
هجمة شرسة
يقول المحاضر في جامعة القدس سمير شقير- أحد سكان الحي- لوكالة “صفا” إن طواقم من “سلطة الطبيعة” داهمت أراضي المقدسيين في وادي الربابة، وشرعت بتركيب كاميرات مراقبة، بغية كشف المنطقة بشكل كامل لقوات الاحتلال، ولبسط مزيد من السيطرة على الأراضي، ومراقبة أي تحركات لأصحابها.
ويؤكد أن سلطات الاحتلال تريد مراقبتنا على مدار الساعة وباستمرار في أراضينا، كي يكون كل شيء تحت سيطرتها وهيمنتها، ولمنع أي تحرك أو تنظيم فعالية أو نشاط احتجاجي ضد سياساتها التهويدية والتهجيرية في وادي الربابة.
ويوضح أن الاحتلال يعتبر أي نشاط مقدسي داخل الحي غير مقبول، لذلك يحاول منعه وقمعه بالقوة، كما يقوم بتسيير طائرات مسيرة في سماء الحي، لمراقبته والمناطق المحيطة به.
ومنذ سنوات طويلة، وأهالي الحي يعانون من هجمة شرسة واعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لطردهم من أراضيهم وتهجيرهم قسرًا، لأغراض تهويدية واستيطانية بحتة.
ويضيف شقير أن بلدية الاحتلال و”سلطة الطبيعة” ومحكمة الاحتلال والشرطة وجمعية “إلعاد” الاستيطانية، يعملون ضمن منظومة واحدة متكاملة لسرقة أراضينا وتهويد وادي الربابة، وطرد أصحاب الأرض الأصليين منها.
ويشير إلى أن الاحتلال بدأ بإقامة جدران وممرات وأماكن سياحية، وشق طرق ومسارات تلمودية في الحي، وصولًا إلى سلب الأراضي وتجريفها، ونصب كاميرات مراقبة، وأيضًا محاولة المستوطنين سرقة ثمار الزيتون، وزرع قبور وهمية في وادي الربابة.
ولا تتوقف اعتداءات الاحتلال عند ذلك، بل تقمع قواتها المقدسيين في الحي، أثناء تواجدهم داخل أراضيهم وقيامهم بقطف ثمار الزيتون، بالضرب والاعتقال والتنكيل، وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاههم.
استهداف الأقصى
ويرفض أصحاب الأراضي قرار سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية وضع اليد على أراضيهم، وتحويلها لـ”سلطة الطبيعة” من أجل إقامة “حديقة توراتية” للمستوطنين.
ويلفت إلى أن أصحاب الأراضي قدموا سابقًا، عدة استئنافات لمحكمة الاحتلال ضد مصادرة أراضيهم، إلا أن النتيجة تكون دائمًا ليس لصالح الفلسطينيين.
ويصف شقير ما يجري على الأرض بالحي صعب جدًا، مشيرًا إلى أن أصحاب الأرض يتحملون وحدهم، وبصمودهم وثباتهم مسؤولية الدفاع عن أراضيهم وتراب القدس، رغم قلة الإمكانيات.
هذه الأراضي جميعها ملك للمقدسيين، الذين يمتلكون أوراق ملكية قانونية كاملة تثبت أحقيتهم فيها، ولا يجوز للاحتلال التصرف فيها مهما كان.
ويسعى الاحتلال-وفقًا لشقير- إلى تغيير المعالم والملامح العربية والإسلامية والحضارية لوادي الربابة، في محاولة لاستهداف المسجد الأقصى، نظرًا لأهمية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، الذي لا يبعد سوى 500 متر عن جنوب الأقصى.
ويؤكد إصرار أهالي وادي الربابة بالدفاع عن أراضيهم وحراثتها، وقطف الزيتون، واستمرار إقامة الفعاليات الاحتجاجية على الأرض، داعيًا كافة الجهات الفلسطينية للتدخل العاجل لإنهاء معاناة المقدسيين، ووقف الاستيلاء على منازلهم وأراضيهم.