فشل في كل شيء ونجح في قتل الصحفيين.. التحالف يصعد ضد منابر الحرية في اليمن
جرائم قمع الحريات الإعلامية بمختلف وسائلها في اليمن من قبل دول و”حكومة” التحالف، تتصاعد بشكل خطير خلال الشهور الماضية، الهدف منها ترهيب الإعلاميين وتكميم الأفواه لحجب الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها دول التحالف وأدواتها في حق الشعب اليمني.
دول التحالف وظفت الحكومة التي قامت بتشكيلها في مشاورات الرياض الأخيرة، والميليشيات التابعة لها لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الناشطين والإعلاميين والتي يراد منها خنق أصوات الحقيقة.
حجب صوت الحقيقة
أمس الإثنين وجهت وزارة إعلام “حكومة” التحالف، طلبا رسميا لنظيرتها اللبنانية بـ”إيقاف بث قناتي “المسيرة” و”الساحات” اليمنية والتي تبث برامجها من العاصمة اللبنانية بيروت، بذريعة أن تلك القنوات تقبع في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
وقال معمر الأرياني في تغريدة على “تويتر”: وجهت، للمرة الثانية، مذكرة رسمية إلى معالي الإستاد زياد المكاري، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، بشأن طلب إغلاق قناتي المسيرة والساحات ومنع عملها من لبنان.
وفي فبراير الماضي، كشف وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، عن تلقيه رسالة من وزير خارجية “حكومة” التحالف، أحمد عوض بن مبارك، تطالب بوقف بث قناتي “المسيرة” و”الساحات” من لبنان.
ووصف المراقبون للشأن اليمني، طلب “حكومة” التحالف بإغلاق قناتي المسيرة والساحات بـ”الغباء السياسي”، لكون مثل هذا الطلب هو دليل قاطع على نهج الحكومة الموالية للتحالف تجاه قمع حرية الرأي ووفي مقدمتها الحريات الإعلامية.
أقلام مأجورة خلف القضبان
الأقلام المأجورة كان لها نصيباً من بطش قوات التحالف وأدواتها في اليمن، ورغم ما يتعرضون له من عمليات بطش وصلت للخطف والاعتداء والتعذيب، إلا أنه لم يتجرأ أحداً منهم حتى اللحظة على اتخاذ موقف حاسم، ضد سياسة التحالف القمعية، يمكن من خلالها أن تحفظ لهم ذرة ماء في ما تبقى من وجه الكرامة لديهم.
في 4 سبتمبر الماضي، نشر “المجلس الانتقالي الجنوبي” مقطع فيديو للصحفي “أحمد ماهر” المحسوب على حزب الإصلاح، بعد أيام من اختطافه، ظهرماهر خلال الفيديو منهكاً، وبحسب ناشطين حقوقيين ، “بدى واضحا من الجمل والمفردات التي تحدث بها ماهر، أنه كان مجبراً على تقديم اعترافات وصف فيها قادته في الحزب بالارهابيين”.
ولقي نشر مقطع الفيديو من قبل الميليشيات الإماراتية موجة غضب واسعة من الطرف الأخر، حيث أعرب ناشطون وإعلاميون ومسؤولون محسوبون على الإصلاح، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن امتعاضهم من نشر الاعترافات التي أكدوا أنها انتزعت تحت التعذيب.
وفي 29 أغسطس الماضي، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اعتقال الإعلامي عبدالرحمن المصري الذي ينتحل رتبة ملازم أول، تعرض للاختطاف من قبل مخابرات رئيس الأركان بوزارة الدفاع التابع لـ”حكومة” التحالف، والقيادي في حزب المؤتمر “جناح الإمارات”، صغير بن عزيز، وسط مدينة مأرب، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
واعتقل المصري بسبب منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي، قال في احداها على منصة “تويتر” : ”يشهد الله من عالي سماه ان السعودية و الامارات و مليشيات الانتقالي قد قتلوا و دمروا اليمن و الشعب اليمني أكثر مما فعل انصار الله الحوثيين”.
وفي 8 مايو الماضي، أكد الطيار محمود الحليلي، في تغريدة له على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية، إن الاستخبارات السعودية اعتقلت في وقت سابق طليقته الكاتبة والناشطة اليمنية الحقوقية سميرة الحوري وطفلها احمد وقامت بنقلهما على متن طائرة خاصة إلى الرياض دون كشف ملابسات الاعتقال.
ولا يزال مصير الصحفية سميرة الحوري المقربة من السفير السعودي في اليمن مجهولاً حتى كتابة هذا التقرير
وفي 20 يوليو الماضي، أصدر التحالف بلاغ اعتقال بحق مصور “الإندبندنت” البريطانية هشام الشبيلي بعد الاعتداء عليه بالضرب في مأرب، إثر قيامه بتصوير طابور السيارات الطويلة في محطات الوقود.
وقال الشبيلي في تغريدة على تويتر: “عند عودتي للسيارة تفأجات بعدد من الجنود يحيطون بالسيارة وينهالون عليّ شتما وضرباً وتكسير سيارتي .. وسط ذهولي واستغرابي من هذه التصرفات الغير مسؤولة”.
وفي 8 يوليو 2018، قالت قناة “الجزيرة” أن الميليشيات الموالية للإمارات اختطفت الإعلامي والناشط “عبدالله بدأهن”، من مدينة حديبو عاصمة المحافظة، على خلفية منشوراته على صفحات التواصل الاجتماعي المناهضة لتواجدالقوات الإماراتية والأجنبية في جزيرة سقطرى.
وفي 2 يوليو 2021، اختطفت ميليشيات الإصلاح رئيس الدائرة الإعلامية في “المجلس الانتقالي”، بمدينة عتق عاصمة شبوة، ثابت عبدالله الخلفي، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
طاحونة القتل تطال صاحبة الجلالة
طاحونة الموت في المناطق التابعة للتحالف حصدت أرواح العديد من الإعلاميين ضمن سلسلة طويلة من عمليات الاغتيال التي طالت مُنذ أغسطس 2015، وحتى نهاية سبتمبر الماضي، حياة المئات من الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والنشطاء ورجال الدين من الدعاة والخطباء في محاولة على ما يبدو للتخلص من كل صوت مؤثر ومعارض لتواجد التحالف والنوايا التشطيرية للميليشيات المسلحة التابعة له، التي خلفت في المحافظات الجنوبية، حالة صعبة من الفوضى والصراعات المسلحة والفلتان الأمني.
في 15 يونيو الماضي، اغتيل مراسل شبكة التلفزيون الياباني بعدن الإعلامي صابر الحيدري، عبر زرع عبوة ناسفة بسيارته وتفجيرها ما أودت بحياته واثنين آخرين بجواره.
في 9 نوفمبر 2012، تم اغتيال الإعلامية اليمنية رشا عبدالله الحرازي، بتفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارتها خلال توجهها إلى أحد مشافي عدن، ما أدى إلى استشهادها وجنينها وطفل آخر، وإصابة زوجها الإعلامي والمصور محمد العتمي بجروح خطيرة.
وأكد اتحاد الإعلاميين اليمنيين، في بيان صادر في 6 يونيو الماضي، أن جريمة اغتيال صبري الحيدري تأتي ضمن سلسلة جرائم ممنهجة بحق الصحافيين والاعلاميين في المناطق المحتلة والتي كان آخرها سيارة الصحفي محمود العتمي وزوجته الاعلامية رشا الحرازي، ما أدى إلى مقتل زوجته وجنينها قبل عدة أشهر .
وحمل قوى التحالف مسؤولية تلك الجرائم .. داعياً إلى حماية الصحافيين والإعلاميين، وما يتعرضون له من أعمال قتل واستهداف جراء الانفلات الأمني القائم على يد مليشيات تمارس القتل بدعم التحالف.
جرائم وتضييق الحريات مستمرة