الخطيب لـ”صفا”: التمثيل الفلسطيني بالكنيست “مكياج” لـ”إسرائيل” وشعبنا بحالة صحوة

قال نائب رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، إن فلسطينيي الداخل، تيقنوا أن الكنيست الإسرائيلي، ليس العنوان لنيل حقوقهم، مشيرًا إلى أن الكرة ستستمر بالتدحرج نحو المزيد من المقاطعة خلال السنوات المقبلة.

وانطلقت صباح الثلاثاء انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ25، والخامسة المبكرة، وسط تنافس بين حزب الليكود وحزب “هناك مستقبل”، فيما تتجه أصوات فلسطينيي الداخل نحو المطالبة بمقاطعة هذه الانتخابات.

وعلى مدار عقود، لم تنجح المشاركة العربية للأحزاب في الكنيست، بإحقاق أي حقوق للفلسطينيين أو حمايتهم أو توسيع مسطحاتهم، بل ازدادت المشاريع والقوانين العنصرية التي تنكل بهم، في ظل وجود أربعة أحزاب عربية.

وهذا العام يُعد غير مسبوق من حيث تصاعد مقاطعة الفلسطينيين بالداخل لانتخابات الكنيست.

لم يتغير شيء والمقاطعة في صعود

وأضاف الخطيب، في حديث لوكالة “صفا” الثلاثاء: “موقفنا تجاه المشاركة بانتخابات الكنيست واضح وتاريخي منذ 74 عامًا، بعدم المشاركة ترشيحًا أو تصويتًا”.

وأكد أن “رؤية وموقف أبناء المشروع الإسلامي الذي تمثله الحركة الإسلامية الشمالية قبل حظرها، وتمثله مواقف أبنائها الشخصية بعد حظرها، ما زال عاليًا، وآخذًا في الصعود، وهو المقاطعة”.

وشدد على أن “نصف أبناء الداخل الفلسطيني على الأقل، لن يشاركوا بالتصويت في انتخابات الكنيست اليوم، سواء أكانوا من أبناء المشروع الإسلامي أو أصحاب النفس الوطني، أو المتذمرين من مشاركة الأحزاب العربية ممن صوتوا لها سابقًا”.

وقال: “منذ 74 عامًا من عمر المؤسسة الإسرائيلية شارك حزب وتبعه أحزاب عربية في الكنيست، ولم يتغير شيء إلا إلى الأسوأ، وكل ما في الأمر أن إسرائيل حريصة فقط على وجود تمثيل عربي في الكنيست”.

“مكياج لتجميل وجهها”

ويُرجع حرص “إسرائيل” على مشاركة فلسطينيي الداخل بالانتخابات إلى رغبتها في الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية التي تحترم غير اليهودي، مشددًا على أن ذلك “غير صحيح بالمطلق”.

من جانب أخر، أكد الخطيب أن الكنيست الإسرائيلي “بيت التشريع اليهودي ومعبده، وهو لسن القوانين والمشاريع التي تنكل بنا كفلسطينيين، فلا أعلم كيف يمكن تفسير المشاركة في انتخاباته بالترشح أو التصويت”.

ولفت إلى وجود جمعيات يهودية وأمريكية تضخ الكثير من أجل دعم التصويت في الكنيست من فلسطينيي الداخل، لأنهم يعلمون أن “إسرائيل” تستفيد دائمًا من هذا التمثيل.

وتابع “هذا التمثيل هو بمثابة مكياج، يجمل وجهها القبيح، ويغطي جرائمها ومجازرها وانتهاكاتها ضد الأرض وأصحابها”.

وشدد الخطيب على أن “ارتفاع نسبة المقاطعة للانتخابات إلى أقل من النصف، في وقت كانت المشاركة العام الماضي 67%، يؤكد أن الفلسطينيين تعززت رؤيتهم اليوم بأن وجود حزب عربي في الائتلاف الحكومي، وتلويحه بأنه سيكون مشاركًا في الحكومة نفسها-يقصد القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس- يعد انتكاسة كبيرة”.

وأكمل “هذا يشير إلى أن الفلسطينيين يشعرون بأن نسبة منهم، وهم من يدعمون الموحدة، منزلقون إلى مشاريع مشبوهة لا تمت بأي صلة لهويتنا وانتمائنا الفلسطيني، ويجب مواجهتها، وهو ما يتعزز اليوم بهذه المقاطعة”.

وأضاف “شعبنا لم ينسَ العدوان واقتحامات الأقصى، والاعتداءات على ممتلكاته في الداخل والجرائم والإعدامات التي ما زالت مستمرة”.

وجزم بأن “المقاطعة لن تكون الأعوام المقبلة تامة، طالما وُجدت أحزاب عربية مشاركة في الكنيست، لكن منسوب المقاطعة يرتفع بشكل واضح، والفلسطينيون بدأوا يقتنعون أن الكنيست ليست ملعبهم، وليست العنوان لتحقيق مصالحهم وحقوقهم، وإنما مكانًا لتشويه هويتهم وطمس حقوقهم”.

وتخوض الأحزاب العربية الانتخابات الحالية منفردة، بعد تفكك القائمة العربية المشتركة، التي كانت مظلة لهذه الأحزاب طوال العشرة أعوام الماضية.

قد يعجبك ايضا