تقرير فرنسي:على السعوديّة العودة الى صنعاء
قال تقرير فرنسي بأنه يجب اعتبار القوات الجوية الأمريكية مشاركاً نشطاً في الضربات الجوية التي تعرضت لها اليمن من قبل تحالف العدوان بقيادة السعوديّة، بما في ذلك الضربات التي قتلت المدنيين ودمّـرت المنشآت المدنية.
وأشَارَ التقرير الذي نشره موقع “ريفو ديفانس ناسيونال” الفرنسي، أمس الأول الخميس، إلى أنه ومنذ بداية العدوان في 26 مارس 2015 وحتى 15 فبراير 2017، سجلت القوات الجوية الأمريكية 1778 طلعة جوية؛ مِن أجلِ إعادة التزود بالوقود في الجو، شملت 7564 عملية لتزويد طائرات تحالف العدوان بالوقود، مبينًا أن اليمن شهد سلسلة من التدخلات العسكرية الأجنبية، وفرض تحالف العدوان الذي تقوده السعوديّة حصاراً برياً وبحرياً وجوياً كاملاً على البلاد، مما أَدَّى إلى دعم الولايات المتحدة لهذه الحملة، منوِّهًا في الوقت ذاته إلى المخاوف الأمريكية من تبعات استمرار الحرب، والقدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في ضرب العمق السعوديّ والإماراتي.
وأكّـد التقرير الفرنسي أن هجمات القوات المسلحة اليمنية على الإمارات في عام 2022، دفعت الولايات المتحدة إلى نشر طائرات من طراز إف إيه- 22 رابتور لمواجهة الهجمات اليمنية، مبينًا أنه في عام 2015، أطلقت السعوديّة ما يسمى عملية عاصفة الحزم، التي شكلت تحالفاً متنوعاً من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن ومصر والسودان والمغرب والدول الغربية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة.
وأضاف: “على الرغم من قواتهم الضاربة الكبيرة، إلا أن السعوديّين وحلفاءهم واجهوا جيشاً عنيداً، حَيثُ قاوم وجابه التحالف السعوديّ بشراسة، وكان سبب ذلك؛ لأَنَّ الجيشَ اليمني في بلده”، موضحًا أن القادة السعوديّين لا يزالون ينظرون إلى اليمن على أنه نوع من التبعية الإقليمية.
وبين التقرير أن منتقدِي دور الولايات المتحدة في العدوان على اليمن يستندون إلى حقيقة أن بيع الأسلحة للسعوديّة يمكن أن تضر بالمصالح الأمريكية على المدى الطويل، في حين يعتبر اليمنيون أن الكارثة الإنسانية سببها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن قرار السعودية التدخل في اليمن، من خلال شن غارات جوية في عام 2015، أَدَّى إلى عواقب وخيمة، على الرغم من دعم الولايات المتحدة السعوديّة عسكريًّا عبر بيع طائرات مقاتلة من طراز أف- 15، والتي تشكل معظم ما تستخدمه القوات الجوية السعوديّة لقصف اليمن إضافة إلى الدعم اللامحدود الذي توليه الولايات المتحدة لحلفائها السعوديّين والإماراتيين طيلة السنوات الماضية.
وأوضح التقرير الفرنسي أن الدعم الأمريكي للسعوديّة يتجاوز مبيعات الأسلحة ويساهم بشكل مباشر في تصعيد القتال؛ لأَنَّه يساعد حرفياً في إعادة تزويد الطائرات السعوديّة بالوقود أثناء قصفها لأهداف في اليمن، مُضيفاً أن القوة الصاروخية اليمنية شنت هجمات على الإمارات في عام 2022، بطائرات بدون طيار استهدفت منشآت نفطية بالقرب من مطار أبوظبي، مُشيراً إلى أنها تحذر الشركات الأجنبية والمواطنين المقيمين في الإمارات من أنها لن تتردّد في توسيع أهدافها لتشمل مواقع ومنشآت أكبر في الفترة المقبلة.
وأفَاد بأن للإمارات دوراً نشطاً في اليمن حَيثُ دعمت أبو ظبي ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي في 2018، وهي مجموعة من الميليشيا المسلحة التي تنادي بانفصال اليمن، منوِّهًا إلى أنه وفي حال استمرت الإمارات في التدخل العسكري باليمن من خلال دعم مرتزِقتها وميليشياتها، فَـإنَّها ستشجع القوة الصاروخية اليمنية وتدفعها لاستهداف المنشآت الإماراتية الاستراتيجية، ونتيجة لذلك، مغادرة الأجانب المقيمين في ذلك البلد بلا شك.
واعتبر التقرير أن الهدف الحالي للإمارات هو التوقف عن أن تكون الهدف في عمق أراضيها بأي شكل من الأشكال، ولهذه الغاية، وصلت القوات الجوية الأمريكية من طراز إف إيه 22 رابتور إلى الإمارات، مضيفاً: “هبطت الطائرات في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي التي يقطنها نحو 2000 جندي أمريكي، وأطلقوا صواريخ باتريوت الاعتراضية رداً على هجمات صنعاء، وهذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها القوات الأمريكية هذه الصواريخ منذ غزو العراق عام 2003م”.
واختتم التقرير الفرنسي أن أولوية السعوديّة الحالية هي إنهاء هذا العدوان على اليمن، موضحًا أن الرياض التي لم تعد قادرة على الاعتماد على الدعم الأمريكي طويل الأمد، ويجب عليه العودة إلى الحوار مع صنعاء.