ارتفاع معدل التعاسة في العالم.. رقم قياسي للمشاعر السلبية وانخفاض للإيجابية
ربما يكون سؤال الشقاء سؤالا شخصيا أكثر منه اجتماعيا أو عالميا، لكن قياسه على مستوى الأفراد يعطي مؤشرات لملامح الدول منفردة والعالم أجمع على ما يعانيه من بؤس وتعاسة.
ومع ارتباط الأفراد بأحداث العالم القريبة منهم والبعيدة، وتأثرهم بها، ازدادت حدة المشاعر السلبية التي يعاني منها الناس على المستوى العالمي لا سيما بعد معاناة البشرية من جائحة كورونا وما خلفته على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأظهر تقرير غالوب العالمي للمشاعر 2022 أن مشاعر الضغوط والحزن والغضب والقلق والآلام الجسدية، التي يعاني منها الناس يوميا، سجلت رقما تاريخيا في قياسات الرأي العام التي تجريها مؤسسة غالوب سنويا منذ عام 2006، ما يشير إلى ارتفاع “معدل التعاسة العالمي”.
وكشف التقرير أن نسبة كبيرة ممن استُطلعت آراؤهم قالوا إنهم واجهوا كثيرا من القلق (42%) أو الضغوط (41%)، ونحو الثلث قالوا إنهم مروا بتجربة ألم جسدي (31%)، في حين واجه أكثر من ربع المشاركين في الاستفتاء مشاعر حزن (28%)، ونحو الربع شعروا بالغضب (23%).
وقد سجلت الخبرات السلبية التي مر بها الناس رقما قياسيا جديدا على مقياس المنظمة، فقد كانت عند 30 نقطة في عامي 2017 و2018 لترتفع بعد ذلك بالتوالي حتى بلغت 33 نقطة في 2022/2021.
وتشير إحصائيات المؤسسة إلى أن المشاعر السلبية لم تسجل انخفاضا منذ أن بدأت قياساتها في 2006 إلا مرتين؛ الأولى في 2007، والثانية في 2014.
ويقول جون كليفتون الرئيس التنفيذي لمؤسسة غالوب إن هذ الرقم القياسي للمشاعر السلبية ربما لا يكون مستغربا بالنظر إلى أن العالم يعاني من حرب (روسيا وأوكرانيا) وتضخم اقتصادي وجائحة كورونا، والتي تكفي واحدة منها لجعل العالم أسوأ، لكن الارتفاع العالمي لمعدل الشقاء بدأ قبل فترة طويلة من حدوث هذه الأزمات العالمية، بل بدأ قبل عقد من الزمن.
ولا تنحصر تأثيرات المشاعر السلبية على الفرد، بل يمكن أن تقود إلى الشوارع وتؤجج الاضطرابات في الدول، فوفقا لمؤشر السلام العالمي، فقد زادت أحداث الشغب والإضرابات والاحتجاجات المعارضة للحكومة 244% فيما بين 2011 و2019. وفي 2020 تضاعفت الاضطرابات حتى وصلت إلى نحو 15 ألف مظاهرة عالميا.
وقد جاء ترتيب الدول العشر الأكثر تعرضا للمشاعر السلبية على النحو التالي: أفغانستان فلبنان، ثم العراق، فسيراليون فالأردن فتركيا ثم بنغلاديش والإكوادور وغينيا وأخيرا بنين.
بينما جاءت الدول العشر الأقل عرضة للتجارب السلبية على النحو التالي: لاتفيا وقيرغيزستان وإستونيا وروسيا وجنوب أفريقيا، ثم لتوانيا وماليزيا ومنغوليا وسنغافورة ثم موريشيوس فكوسوفو فتايوان فكازاخستان.
وقد اعتمد التقرير لقياس المشاعر السلبية على سؤال: هل عانيت معظم يومك بالأمس من أي من المعاناة التالية:
-
ألم جسدي.
-
قلق.
-
حزن.
-
ضغوط.
-
غضب؟
المشاعر الإيجابية
في المقابل، عبّر نحو الثلثين عن ارتياحهم في يومهم (69%)، واستمتع 70% منهم، في حين تعرض 72% لمواقف أضحكتهم أو أدخلت الابتسامة عليهم، وشعر 86% بالاحترام من قبل الآخرين.
ورغم ارتفاع هذه النسب الإيجابية إلا أنها -بالمقارنة مع السنوات الماضية- أظهرت تراجعا في مستوى المشاعر الإيجابية، فقد انخفض مؤشر المشاعر الإيجابية من 71 نقطة في أعوام 2018 و2019 و2020 إلى 69 نقطة.
كما تشير استطلاعات غالوب إلى أن مؤشر المشاعر الإيجابية شهد صعودا وهبوطا منذ 2006، على عكس مؤشر المشاعر السلبية الذي شهد صعودا في معظم فتراته.
وعلى مستوى الدول، فقد جاءت الدول التي تعرض مواطنوها إلى أحداث أو خبرات إيجابية أقل على التوالي: جورجيا والهند والمغرب وسيراليون وأوكرانيا، ثم الجزائر وبنغلاديش فالأردن فتونس فنيبال فمصر ثم تركيا فلبنان، وقد أتت أفغانستان في ذيل القائمة التي يقول التقرير إنها تحتلها منذ عام 2017.
أما الدول الأكثر تعرضا لمشاعر إيجابية فكانت بنما تليها إندونيسيا وباراغواي، ثم نيكاراغوا وهندوراس والسلفادور، فالسنغال والفلبين وآيسلاند، ثم جنوب أفريقيا والدانمارك.
وقد اعتمد مؤشر المشاعر الإيجابية على المؤشرات التالية:
-
هل حصلت على قدر جيد من الراحة في اليوم السابق؟
-
هل عوملت باحترام طوال اليوم الماضي؟
-
هل ابتسمت أو ضحكت كثيرا خلال اليوم الماضي؟
-
هل تعلمت أو عملت شيئا ممتعا أمس؟
-
هل استمتعت أمس؟