كيف أخفقت الهدنة في تحسين الوضع الإنساني في اليمن؟
الهدنة يجب ان تتحول إلى فعل إنساني بعيداً عن التوجسات والمحاذير الخاطئة والسعي الجاد إلى تحويلها إلى اتفاق سياسي بين أطراف الصراع في اليمن وذلك لن يحصل إلا بتعزيز الثقة بينهم.
والشيء المؤكد أن للهدنة استحقاقات كثيرة أبرزها على الجانب الاقتصادي والأمني ومعالجة القضايا ذات الأولوية كصرف مرتبات الموظفين المنقطعة منذ العام 2016م وفتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة الدولية وعدم تقييد حركة سفن المشتقات النفطية وغيرها من السفن التجارية.. فالهدنة هنا يجب أن تحدث تحولا كبيرا في البلاد وتحقق فرقا ملموسا في حياة الناس والبحث عن فرص لتوسيع نطاقها.
إن الشيء المهم الذي يجب أن يركز عليه هو أن تخرج الهدنة من معايير الربح والخسارة لأطراف الصراع والتركيز على شمولية بعدها الإنساني لارتباط ذلك بحياة المواطنين المعيشية كصرف المرتبات وفتح المنافذ البحرية والجوية وتسهيل حركة تنقل المواطنين اليومية في المحافظات.
لكن الشيء المؤسف أن مسار الهدنة قد خرج عما خطط له وعودته إلى مساره الصحيح يتطلب التطبيق الأمثل لبنود الهدنة والتي أبرز تجلياتها وقف العدوان ورفع الحصار ودفع رواتب الموظفين هذه المطالب تتطابق مع ما تطالب به صنعاء فيما الطرف الآخر غالبا ما يسعى إلى الالتفاف على مضامين الهدنة ولم يبدي أي نية إزاء تطبيق خطوات بناء الثقة.
إن قبول صنعاء بالهدنة جاء كتأكيد النية الصادقة نحو السلام وبحسب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع في حكومة صنعاء الفريق الركن جلال الرويشان فإنه “من غير الممكن القبول بحالة اللا حرب واللا سلم التي يدفع إليها التحالف”.