الفيضانات تقلب حياة عشرات الآلاف ممن فروا من الصراع الوحشي في اليمن
“كانت السماء مليئة بالغيوم، ثم فجأة جرف المطر الغزير ملاجئنا. كل ما نملكه – الوثائق الشخصية والبطانيات والطعام – تم تدميره بالكامل.”
بهذه عبارات وصفت قبول، وهي المعيلة الوحيدة لأطفالها الستة، الوضع في مخيم باغا للنازحين في محافظة الضالع جنوب غرب اليمن. وكانت ربة الأسرة قد فرت مع أطفالها إلى المخيم بحثا عن الأمان عندما اندلع القتال بالقرب من قريتهم في أوائل كانون الثاني /يناير.
واستذكرت قبول هذه الرحلة المؤلمة قائلة: “تركنا كل شيء وراءنا. لم يكن معي أي شيء يمكن أن يوفر أهم ضروريات الحياة، مثل الطعام أو الدواء.”
ولكن علاوة على اقتلاعها من منازلها وحرمانها من ممتلكاتها، سرعان ما تعرض وضع أفراد الأسرة المحفوف بالمخاطر لضربة أخرى. فقد كانوا من بين عشرات الآلاف النازحين بالفعل بسبب الصراع الدائر في اليمن الذين فقدوا منازلهم والممتلكات المتبقية الآن بسبب الأمطار الغزيرة التي تضرب مناطق شاسعة من البلاد.
منذ نيسان / أبريل، دمرت الفيضانات المفاجئة البنية التحتية الحيوية بما في ذلك الطرق ومصادر المياه ومراكز الرعاية الصحية. ويُقدر أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تضرروا من حالة الطوارئ هذه والبالغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص، من النساء والفتيات، وكثير منهم قد نزحوا بالفعل عدة مرات وهم في حالة بدنية ونفسية ضعيفة.
مواجهة الأزمات

وللوصول إلى النازحين بسبب الفيضانات، يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان آلية إنسانية للاستجابة السريعة متعددة الوكالات، بالاشتراك مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي. تقوم الفرق بتوزيع مجموعات تحتوي على ملابس نسائية ومستلزمات النظافة الأساسية مثل الصابون والفوط الصحية، إلى جانب علب الماء والأطعمة الجاهزة للأكل. وتم تصميم كل مجموعة لتغطية احتياجات الأسر الأساسية لمدة ما بين خمسة إلى سبعة أيام وللمساعدة في التخفيف من محنتهم.
إيمان، البالغة من العمر 28 عاماً وهي من غرب محافظة الحديدة، حصلت على حزمة بعد أن أدى هطول الأمطار إلى سقوط سطح المنزل المهجور الذي كانت تحتمي فيه من العنف مع عائلتها.
وصفت حياتهم قبل الصراع بأنها بسيطة لكنها سعيدة – كانت شغوفة بعملها كخياطة نسائية وكان زوجها محمد يدير متجراً صغيراً للخضروات. ولكن مع اقتراب القتال من قريتهم، اضطرت العائلة إلى الفرار إلى محافظة عمران شمالا.
وقالت إيمان: “لم يكن لدي أي خيار سوى بيع ماكينة الخياطة الثمينة لمساعدتنا في دفع تكاليف النقل. كانت لحظة صعبة. لقد فقدت مصدر رزقي الوحيد.”
كان التغيير في الموقع – وفي حياتهم – صادما. فجأة أصبحوا عاطلين عن العمل ومعزولين وقلقين على صحة أطفالهم، ولم يعد لديهما سقف آمن فوق رأسيهما، مما وضع الأبوين اليافعين أمام خيار مستحيل.
وأوضح محمد: “كان علي أن أقرر ما إذا كنت سأوفر الطعام لعائلتي أو أنفق هذا المال لمنع الأمطار من إغراق منزلنا.”
قالت إيمان إن فرق الاستجابة السريعة ساعدت عائلتها خلال هذه الفترة المروعة، وأضافت، “جاءت هذه الحزمة في الوقت المناسب حقًا وساعدتنا على توفير الطعام واللباس، حيث كنا قد فقدنا كل ما لدينا. نأمل في أن نتمكن في الوقت المناسب من الاعتماد على أنفسنا مجددا.”
النساء والفتيات يعانين من أقسى التداعيات
